أساتذة الإخراج  المسرحى في مصر .. قديما وحديثا.. الحلقة الأولى

أساتذة الإخراج  المسرحى في مصر .. قديما وحديثا.. الحلقة الأولى

 

بقلم خالد فؤاد

 

– مارون نقاش أخرج أول عروض شهدها المسرح المصرى ويعقوب صنوع قام بتأسيس اول مدرسة مسرحية.

شهد المسرح المصرى منذ نشأته في منتصف القرن ال ١٩ ظهور عشرات من المخرجين الكبار والمميزين ممن نجحوا في إثراء الحركة المسرحية بمئات العروض الهامة والعظيمة التى ساهمت في تقديم أجيال وأجيال من الممثلين الكبار والنصوص المسرحية التى ناقشت كل مشاكل المجتمع المصرى والعربي عبر كل العقود والأزمنة .

 

 وبإتفاق كل النقاد والمتابعين سواء من أبناء الأجيال السابقة أو هذا الجيل غالبيتهم أى هؤلاء المخرجين  كانوا ولايزالوا من الرواد حيث أمتعونا بمئات الأعمال التي نافست المسرح العالمي .

 

ولا نبالغ حينما نقول إنهم نجحوا في التفوق عليه في بعض الأحيان لشدة الإتقان والحبكة والأداء المميز المختلف.

 

ولعل أكبر دليل علي ذلك مايؤكده ويتفق عليه كبار المؤرخين بأن المسرح المصري كان في أحد مرحلة الهامة عامل قوى في جذب الطلاب من فرنسا وإنجلترا وإيطاليا وغيرهم من الدول الغربية.

 

حيث حضروا جميعا لكى يتتلمذوا ويتعلموا علي يد كبار المخرجين المسرحيين المصريين .

 

 مما يؤكد أن مخرجينا الأوائل حققوا نجاحا عظيما وذاع صيتهم ووصل لكل دول العالم .

 

ونسرد في تقريرنا هذا نبذات سريعة عن أهم رواد الإخراج المسرحي المصري علي مر العصور سواء من الأجيال السابقة حتى هذا الجيل

 

 كأقل تقدير لجهودهم الكبيرة والعظيمة عبر عقود طويلة من الزمان .

مارون النقاش

 

شهد عام 1847 حدثا فريدا حيث تعرف الجمهور المصرى لأول مرة المخرج مارون النقاش بأول عرض مسرحي حمل عنوان “البخيل” مستوحيا أياه من مسرح “موليير”.

 

وحقق صدى واسع وكبير ليس بين بين عشاق الفن وممن كانوا يحلمون بتكوين فرق مسرحية وكانوا يخشون الفشل اوإتهامهم بالجنون بإستحداث شئ غير معروف اومألوف للجمهور المصري والعربي .

 

ومن ثم كان ظهور مارون النقاش وفرقته بمثابة الفتح الكبير حيث شجع الكثيرين علي خوض التجربة وهم مطمئنون تماما للنتيجة.

 

وقد شجعت التجربة الخديوي إسماعيل نفسه حيث قام في عام 1869م بإنشاء المسرح الكوميدي الفرنسي وكذلك دار الأوبرا وأعدهما لاستقبال الوفود المشتركة في الاحتفالات الأسطورية التي أقامها لضيوفه بمناسبة افتتاح قناة السويس .

 

وفي العام التالي أى في عام 1870 قام الخديوى إسماعيل بتشييد مسرح كبير في الطرف الجنوبي من حديقة الأزبكية بميدان العتبة هو تياترو الأزبكية الشهير ومن هنا عرفت مصر فن المسرح وظهر جيل من المبدعين والمخرجين الموهوبين.

يعقوب صنوع

 

وفي هذه الأثناء حضر العبقرى يعقوب صنوع من ايطاليا ليعلن عن تأسيس أول مسرح مصري، علي أسس علمية قائما علي الخبرات التي اكتسبها من الخارج وقناعته بقوة تأثير المسرح وعظمة رسالته  إلي جانب رسالتيه  النقدية والترفيهية .

 

فأعلن عن تأسيس المسرح المصري في سنة 1869  مؤكدا أن هدفه الأول هو إيقاظ الشعب من سباته وطرح مشاكله .

 

وبدأ عروضه بداخل مقهى بداخل حديقة الأزبكية علي بعد خطوات من التياترو الذى انشأه الخديوي إسماعيل وكانت باكورة أعماله المسرحية أوبريت “راستو وشيخ البلد ” ، وخلال عامين فقط قدم  اثنين وثلاثين رواية ، وقام صنوع هو وفرقته بتمثيل مسرحيتين أمام الخديوي وحاشيته وفوجئ الجميع بالخديوى يطلق عليه لقب “موليير مصر ” نظرا لما كان يقدمه مسرحه من ملاه وهزليات كانت تشبه إلى حد كبير الملاهى والهزليات التي كان يقدمها “موليير” عاهل المسرح الفرنسي الأول.

 

ولم يكن مسرح “صنوع” يهتم بالأمراء والباشوات، بينما كان يكتب  للسواد الأعظم من الشعب، وللطبقة الوسطى .

 

ومن المسرحيات الهامة والناجحة التي قدمها  “البنت العصرية ” وتناول فيها مشكلة انسياق بعض الاسر وراء تقليد الغرب في التبرج وانغماس الفتيات والنساء في حياة اللهو والسهرات مبينا ضرر هذا الانقياد الأعمى للتقاليد الغربية .

 

ومسرحية “الضرتين” وتناول فيها مشكلة تعدد الزوجات وأوضح بصراحة ما يترتب على ذلك من تفكك في الأسرة وتعاسة في المعيشة.

 

ومسرحية “البورصة” وتعرض فيها لمشكلة الصعود والهبوط المفاجئ في الأوراق المالية وتأثير ذلك على مصالح الأسر وحياتها وغيرها من العروض الهامة الأخرى .

 

تابعونا في الحلقة الثانية

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.