أسرار الصمت فهم أبعاده وتأثيره على التواصل والحكمة

للصمت فن، وعندما تكون بارعًا في إتقان صمتك، تصبح أكثر إبداعًا في تعبيرك بالكلمات.” هذه العبارة جالت في ذهني ونحن نعيش في عصر يغمرنا بالأحرف والكلمات بشكل مستمر. الجميع يتحدثون بلا توقف، فهل من يسمع تلك الكلمات؟!
طُرحت الأسئلة التالية: لماذا يصمت الإنسان؟ وكيف يمكن أن يكون الصمت فنًا؟ وهل للصمت صوت وكلمات؟ ومتى يكون الصمت تعبيرًا عن الحكمة؟

بقلم/ نور أحمد صفوان

يعتقد البعض أن صمت الإنسان يشير إلى عدم فهم الأمور أو يعكس جهلًا بالواقع، لكن قد تكون الحقيقة أكثر تعقيدًا. كما يقول أحدهم: “صمتي لا يعني جهلي بما يدور حولي، بل يعني أن ما يحدث حولي لا يستحق الحديث.” يعتقد الكثيرون أن الصمت يمكن أن يكون نوعًا من الترفع عن الدخول في أحاديث لا طائل من ورائها، والتي لا تضيف قيمة أو نفعًا لحياة صاحبها، لذا يفضلون الامتناع عن الكلام. أتذكر ما قاله لي أحد أصدقائي: “أصمت أحيانًا لأنني أعلم أن حديثي لن يُحدث تغييرًا.” وهذا يتماشى مع الفكرة القائلة بأن التغيير الحقيقي الذي يسعى إليه العالم يتطلب جهدًا وعملًا ملموسًا أكثر من مجرد الكلمات.

ومع ذلك، يجب علينا أن نكون واعين أن الصمت يمكن أن يكون له أسباب متعددة.

ايضا:عادل امام فى يوم ميلاده يلتزم الصمت ولا يرد على الشائعات

أسرار الصمت
المزيد:حسام حبيب يكسر حاجز الصمت بقوة ويكشف عن حقيقة التسجيل الصوتي لوالدهُ

السبب الأول

هو أن هناك أمورًا لا تستحق أن يضيع الإنسان وقته في الحديث عنها، ولذلك يختار الصمت لتفادي التورط في قضايا غير مجدية.

السبب الثاني

فهو اعتقاد الشخص أن الكلمات لن تكون لها فائدة أو تأثير في الوضع الراهن. في هذه الحالة، على الرغم من أن الشخص قد يفضل الصمت، يجب أن يستمر في أداء دوره ومهامه في الحياة من خلال الأفعال والتصرفات، وليس فقط بالكلمات. من المهم أيضًا أن نكون حذرين لئلا يستخدم الصمت كوسيلة غير مباشرة لإيذاء الآخرين أو التسبب في جرح مشاعرهم. يجب أن يظل الصمت أداة للتفكير والتأمل وليس وسيلة لإخفاء الإحباط أو الاستياء بطريقة قد تضر بالآخرين.

هناك سبب آخر يدفع بعض الأشخاص لاختيار الصمت، وهو اعتقادهم بأنه يخدمهم في مسيرتهم نحو الحكمة والتعلم. من خلال الصمت، يمكنهم الاستماع بانتباه لما يُقال من حولهم، مما يساعدهم على اكتساب المعرفة والتعلم. تصبح الكلمات التي يسمعونها بمثابة نور يضيء لهم الطريق في الظلام، أو مرشد يحميهم من الأخطاء التي قد يرتكبونها، مما يقلل من مخاطر السير في حياتهم. في هذه الحالة، يُعتبر الصمت وسيلة لاكتساب المزيد من الحكمة.

الصمت تجاه المشاعر

أيضًا، هناك من يختارون الصمت لأن مشاعرهم وأفكارهم تتجاوز حدود الكلمات، التي تصبح عاجزة عن التعبير عن عمق تلك المشاعر. أحيانًا، تكون الكلمات ضيقة وغير قادرة على استيعاب المعاني التي تنفجر في داخل الإنسان. كما قيل: “إذا رأيتَ شخصًا عاجزًا عن الكلام، فاعلم أنه لا يريد التعبير عما بداخله لأن مشاعره أكبر من أن تعبر عنها الكلمات.” هناك
دائمًا معانٍ كامنة وراء صمت البشر، ومن المهم أن نتعلم فن الاستماع بعمق.

“أحيانًا يكون الصمت أبلغ من الكلام، وأكثر فائدة ونفعًا، أو على الأقل قد يكون أقل ضررًا. الصمت قد يحتوي على حكمة وقوة، وقد يحمل نُبلًا ورسالة.”

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.