أشرف زكي يهاجم إجتماع رئيس الوزراء وقصف جبهة غير متوقع

أشرف زكي يهاجم إجتماع رئيس الوزراء وقصف جبهة غير متوقع

أشرف زكي يهاجم إجتماع رئيس الوزراء وقصف جبهة غير متوقع

في تصعيد لافت يعكس حالة من الاستياء العميق داخل الأوساط الفنية المصرية، هاجم الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، بشدة قرار رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، بتشكيل لجنة للدراما والإعلام برئاسة وزير الثقافة، الدكتور أحمد فؤاد هنو، دون إشراك ممثلين حقيقيين عن صناعة الدراما، وعلى رأسهم النقابات الفنية المعنية.

كتبت: نهى أحمد حليم 

وفي مداخلة هاتفية عبر برنامج “على مسؤوليتي” على قناة “صدى البلد”، عبّر الدكتور زكي عن صدمته ودهشته لهذا التجاهل الصارخ، قائلاً: “حتى هذه اللحظة، لم يتم إبلاغنا رسميًا بأي شيء يخص لجنة الدراما والإعلام. فوجئنا بتصريحات متحدث مجلس الوزراء التي تفيد بأن اللجنة ستتواصل معنا إذا رأت ضرورة لذلك، وهذا أمر مؤسف ومحبِط إلى أبعد الحدود”.

لم يكتفِ نقيب المهن التمثيلية بالتعبير عن استيائه، بل أكد على الدور المحوري والأساسي الذي تلعبه النقابات الفنية في صناعة الدراما المصرية. وشدد على أن “النقابات الفنية، وعلى رأسها اتحاد النقابات الفنية، هي الجهات الأصيلة والأكثر درايةً بصناعة الدراما. نحن أهل البيت، نمثل 70 ألف فنان من صنّاع الدراما الحقيقيين، ولا يمكن تجاهلنا بهذا الشكل الغريب من جانب الحكومة”.

واستنكر الدكتور زكي بشدة هذا الإقصاء غير المبرر، قائلاً: “لأول مرة أرى لجنة تُعنى بالدراما والإعلام لا تضم في عضويتها أي ممثل عن اتحاد النقابات أو حتى مخرجًا واحدًا. همّشونا تمامًا، وكأننا غير موجودين، وكأن كل الجهود التي نبذلها يوميًا لخدمة الفن وأهله لا تُرى ولا تُقدَّر”. وأضاف بلهجة حادة: “اللجنة تشكّلت وكأننا غرباء عن الصناعة، لا نفقه فيها شيئًا، وهذا تصور خاطئ ومجحف بحقنا”.

وعلى صعيد آخر، أشار الدكتور زكي إلى النجاح الباهر الذي حققه الموسم الدرامي الرمضاني الأخير، مؤكدًا أنه كان ثمرة جهود متضافرة بين النقابات الفنية والشركات الوطنية، وفي مقدمتها “الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية”، التي أشاد بدورها “العظيم” في الارتقاء بمستوى الإنتاج الدرامي. وأوضح أن “الموسم الرمضاني حقق نجاحًا بنسبة تصل إلى 85%، وهذا لم يكن ليتحقق لولا تكاتف جميع الجهات المعنية بالإنتاج، وهو ما يثبت أن أهل الدراما يعرفون طريقهم جيدًا، ولديهم من الخبرة والكفاءة ما يغنيهم عن لجان يتم تشكيلها لتهميشهم وتقصّيهم”.

وفي رسالة مباشرة وقوية وجهها إلى الحكومة، أعلن الدكتور أشرف زكي رفضه القاطع للمشاركة في اللجنة المشكلة بالصيغة الحالية. وأكد أن الفنانين “جاؤوا بإرادة حرة، ويمثلون أنفسهم وقانونهم، الذي يُلزم الدولة بالاعتراف بدورهم وبمكانتهم في المجتمع”. وشدد على أنهم “لن نشارك في لجنة لا تعترف بوجودنا أو بدورنا. نحن لا نطلب تمثيلًا مجاملةً، بل نطالب بالحق الطبيعي لمن يمارس المهنة، ويعيش يوميًا تفاصيل أزماتها وتطوراتها، ويسعى جاهدًا للارتقاء بها”.

واختتم نقيب المهن التمثيلية حديثه بالإشارة إلى الجهود الصامتة التي تبذلها النقابة لخدمة أعضائها ورعاية مصالحهم، وذلك على الرغم من قلة الدعم والتجاهل الذي يواجهونه من بعض الجهات. وأوضح قائلاً: “عندما أنشأنا دارًا للمسنّين من الفنانين، لم يسأل عنّا أحد، وعندما نقف مع فنان في أزمته الصحية، لا نجد مَن يمد لنا يد العون. ومع ذلك، نواصل تأدية واجبنا لأننا نؤمن بقيمة الفن ورسالة المهنة السامية”.

جدير بالذكر أن النقابات الفنية الثلاث، المهن التمثيلية، والمهن السينمائية، والموسيقية، كانت قد أصدرت بيانات منفصلة تعرب فيها عن استيائها العميق من هذا التجاهل، مؤكدة أنها “أصحاب الشأن” والقائمون على صناعة الدراما بكافة كياناتها، وأنها تضم في عضويتها جميع العاملين في مهنة تُعد من أهم المهن المساهمة في دعم الاقتصاد المصري وتشكيل الوعي المجتمعي.

وأكد الدكتور أشرف زكي في تصريحات أخرى أن “تجاهل النقابات الثلاث لا يصب في مصلحة الدراما، ولا مصلحة الاقتصاد المصري، لأنه يعني أن هناك جهات تحاول تنحية أصحاب الشأن، من يعرفون كل كبيرة وصغيرة في العمل الفني، ويسهرون ليل نهار على مصلحة أعضاء النقابات حتى يتسنى لهم إنجاز أعمالهم الفنية على أكمل وجه”.

وتساءل الدكتور زكي باستنكار: “من هم المسؤولون عن تشكيل لجان للدراما؟ إذ يجب أن يُطرح مثل هذا السؤال عند الحديث عن لجان الدراما في مصر، لأننا – والكلام لأشرف زكي – نعيش في خدمة الفن المصري، ونكرس جهودنا ووقتنا للارتقاء به. فهل هذا هو ما تستحقه النقابات الفنية، أن يتم تجاهلها في اجتماعات رسمية تتناول صميم عملها ومستقبل صناعتها؟”.

وأضاف: “نعمل في ظل قيادة حكيمة، برئيس يقدّر قيمة الفن ويتابع مشاكل أبناء المهنة عن كثب، والدليل ما حدث خلال شهر رمضان الماضي، حيث إن الرئيس عبدالفتاح السيسي أثلج صدور الجميع بدعمه في رمضان لأبناء المهنة، ومتابعته للأعمال الفنية، ودعوته لتشكيل لجان للوقوف على مشاكل الدراما. وللأسف الشديد، جاءت اللجان بدون أهل الدراما، من يمتلكون ملفاتها ويدركون مشاكلها وتحدياتها الحقيقية”.

من جانبه، أعرب المخرج مسعد فودة، نقيب المهن السينمائية، عن بالغ أسفه لهذا الإقصاء، مؤكدًا أن “تجاهل أهل الصناعة لا يصب في مصلحة أحد. فكيف يتم تقييم مشاكل وأزمات المهنة من غير أهلها؟ فما نواجهه من مشاكل يومية ونسهر على حلها لا يدركها أحد ممن قاموا بتشكيل هذه اللجنة. وكنا نأمل ممن قاموا بتشكيل تلك اللجان أن يضعوا في حساباتهم أن أصحاب الشأن من النقابات هم من يمتلكون زمام مبادرات الحلول، وقد صُدمنا من هذا التجاهل الذي لا يمكن تبريره”.

وأضاف فودة بمرارة: “النقابات تعمل ليل نهار منذ أن أشار الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الاهتمام بالدراما بشكل استراتيجي، وبما يحقق تفعيلًا لدور الدراما في إعادة صياغة الشخصية المصرية، وتعزيز القيم الإيجابية في المجتمع. ولكن فوجئنا بأن أصحاب الشأن الحقيقيين خارج دائرة الاهتمام من قبل من قاموا بتشكيل تلك اللجان، وكأننا لسنا جزءًا أصيلاً من هذه الصناعة التي نخدمها بكل تفانٍ وإخلاص”.

تعكس هذه التصريحات الصادرة عن قيادات النقابات الفنية حالة من الإحباط والقلق الشديدين بشأن مستقبل صناعة الدراما في مصر، وتثير تساؤلات حول مدى جدية الحكومة في تطوير هذا القطاع الحيوي دون الاستماع إلى آراء ومقترحات القائمين عليه والعاملين فيه بشكل مباشر. ويبقى السؤال مطروحًا: هل ستعيد الحكومة النظر في تشكيل هذه اللجنة وإشراك ممثلين حقيقيين عن النقابات الفنية لضمان تحقيق الأهداف المرجوة من هذه المبادرة؟

المزيد: السينما المصرية تخطف الأنظار في هوليوود .. حضور قوى وجوائز وتكريمات مميزة

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.