أطفال الشوارع .. ضحايا وآمال بقلم تامر محمد حسين
أطفال الشوارع .. ضحايا وآمالفي زمن تعالت فيه نباح الكلاب ، وعواء الذئاب ، وقل فيه الأهل والأحباب ، وتخالطت الأعراف والأنساب ، وتلاهى الناس في حياتهم بلا عتاب ، وانغمسوا في شهواتهم دون حساب ، وتجرأت الفتيات وقل الحياء بين الشباب ، وأصبح كل فكرهم قضاء شهواتهم دون عقاب ، فصرنا نعيش بين حيوانات منسوبة للبشرية ، وانعدام للمروءة والصفات الأخلاقية ، وتحايلات على الفتيات باسم الحب والمشاعر العاطفية ؛ لتضعف الفتاة وسط معسول الكلام ، لتراه في نفسها أنه فارس الأحلام ، فتهبه نفسها وعفتها وسط زحام الهيام ، فيسلبها أغلى ما فيها مشبعا وحشيته ، تاركا إياها تواجه فضيحتها ومصيبته ، فلا تشعر بالندم إلا بعد فوات الأوان ، في وقت لم يعد للندم فيه مكان ، فلا تدري أين تذهب حتى لا يراها الآخرون ، ولا تعلم كيف تتصرف إذا حملت بجنين ، هل ستواجه به أهلها فيقتلوها ؟! ، أم ستختفي هروبا ممن قد يفضحوها ؟! .
أطفال الشوارع ..
أفكارها مشوشة ، وحياتها مزيفة ، وأصبحت ضحية اليوم ، وغدا ستكون هي الجانية ، فلاحت بنفسها الأمارة ، لترتكب أبشع فعل وقذارة ، وراحت ترمي جنينها في الطرقات ، وقد تضعه بين الزبالة والقمامات ، ظنا منها أن يأخذه أحد ليرعاه ، وهي لا تدري أنها تركته للكلاب ، وبين الحيوانات توزعت في بطونهم جسده وحشاه ، فضاع الجنين البرئ ومات قبل أن يعرف أبواه ! ؛ ليقتص منهم ويخبرهم أنهم عليه جناه ، وليحدثهم ببراءته وما ذنبه الذي افتراه ؛ ليرى الموت قبل أن يرى الحياة !
ضحايا وآمال…
قلوب تحجرت ، ونساء فجرت ، وشباب انحطت ، وأخلاق انعدمت ، وأفعال تشيب لها العقول ، ويتقطع لها القلب ألما من الذهول ، فتعاظمت الأفعال دون الأقوال ، وبالسوء ارتفع فوق كل مآل ومقال ، فانخرطت الشياطين في النفوس ؛ لتجد لنفسها عشا ترتمي فيه ومنه إلى إبليس ؛ فعاث الناس على بعضهم فسادا ، وانكشفت العورات وكثر الحقاد والحسادا ، وضلت العقول عن الصواب والرشادا ، فكان ولا بد من وجود رجالا شدادا ، يقفون للحق صامدين ويتصدون للخطأ وتادا ، ويتصدوا لأهل الرذيلة والفجار ، ويضعوا حدا لتلك الرذائل والإنكار ، ويهاجموا كل مرتكب للرذيلة ، ويمحوا عنهم كل صفات الفضيلة ، حتى يعودوا لرشدهم ، ويصححوا خطأهم ، ويحافظوا على فلذات أكبادهم ، رحمة بهم وبأطفالهم
أطفال الشوارع .. ضحايا وآمال
فأين هم من حقوق المجتمع والنفس الإنسانية ، وهم في ضياع الحقوق الآدمية ، وأين المؤسسات المجتمعية ؛ ليساهموا ويشاركوا بحل تلك المشكلة قبل تفاقمها ، ويضعوا حدا لمثل هذه الجرائم قبل تفاقمها .