“أنشودة الروح والفرح”: احتفالية كورال الأنبا رويس بمناسبة عيد جلوس البابا تواضروس الثانى
“أنشودة الروح والفرح”: احتفالية كورال الأنبا رويس بمناسبة عيد جلوس البابا تواضروس الثانى
تقرير_أمجد زاهر
احتضن مسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية حفلًا مميزًا لكورال شباب “الأنبا رويس” بمناسبة عيد جلوس البابا تواضروس الثاني، بحضور لفيف من الآباء الكهنة، حيث استمتع الحضور بباقة من التراتيل والابتهالات التي مزجت بين الإيمان العميق والألحان الكنسية المبدعة.
افتتاحية كلاسيكية من سفر القضاة
بدأ كورال الأنبا رويس الاحتفالية بترتيلة “يا بني لا تنسى شريعتي” التي أضفت أجواءً من الروحانية، ثم انتقل الكورال إلى ترتيلة “أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني”، التي أتت كصوت يماثل أسدًا هادرًا، ليمهد لموضوعات الحفل التي استندت إلى قصص سفر القضاة، حيث عرضت بأسلوب فني يعكس معاني التمسك بالإيمان في مواجهة تحديات العالم.
رسائل من الكتاب المقدس وأمثلة من قصص الشجعان
استعرض الكورال ترنيمة عن شخصية دبورة، مُظهرين كيف أن العدل والحب هو أساس كل نجاح، تلاها أداء مؤثر لأغنية “الرب معك يا جبار البأس” التي تناولت كيفية استخدام الله للشخص الضعيف ليصبح قويًا وقائدًا شجاعًا، وقدمها الكورال بتعبيرات موسيقية قوية أثرت بعمق في قلوب الحضور.
النظر إلى ما هو داخل الإنسان
بترتيلة تعكس رسالة “الله ينظر إلى القلوب”، سلط الكورال الضوء على شخصية يفتاح، مشددين على أهمية تنقية القلوب والنظر إلى جوهر الإنسان.
من هنا، جاء أداء كورال الأنبا رويس محكمًا من حيث التأرجح بين الحماس وروعة الألحان، ليعكس مفهوم خدمة القلب الطاهر.
رسالة عن الخدمة الصادقة
أبدع الكورال في ترنيمة “أيها الخادم الذي إلى المناصب تشتهي” التي دعت إلى خدمة مخلصة، بعيدًا عن الشهوات الذاتية، مما عزز فكرة أن الخدمة الحقيقية تقوم على التضحية والحب، وهي رسالة أوصلها الكورال بصوت مفعم بالحس والشجن.
ترانيم عميقة عن الشكر والتسليم
اختتمت الفقرة الأولى بترتيلة “مسيحنا فوق الزمان” التي صبغت الحفل بروحانية عالية، وأعقبها عرض تسجيلي قصير عن مسيرة كورال الأنبا رويس منذ تأسيسه وإنجازاته المتنوعة.
أما في الجزء الثاني من الحفل، فقد قدم الكورال باقة من الترانيم الشهيرة، مثل “يارب ليس لي في الدرب سواك”، التي قدمت بصوت احترافي أضفى عمقًا وتقديرًا لدى الجمهور.
مسرح الأنبا رويس: نافذة الثقافة القبطية
يمثل مسرح الأنبا رويس في الكاتدرائية المرقسية رمزًا ثقافيًا هامًا للكنيسة القبطية، حيث يتسع لنحو 750 مقعدًا، مجهزًا بأحدث أنظمة الصوت والإضاءة ليكون منبرًا للأنشطة الفنية والثقافية.
شهد المسرح تحديثات حديثة في عهد البابا تواضروس الثاني ليصبح بمثابة منارة للفكر والثقافة، بالإضافة إلى توافر ميكروفونات وتكييف مركزي يساهم في تقديم تجربة متميزة للحضور.
كانت الاحتفالية انعكاسًا لتاريخ طويل من الخدمة والثقافة، إذ أبدع الكورال في تقديم رسائل عن الإيمان والمحبة والعطاء في قالب موسيقي، ليجعل الحفل مزيجًا من الإبداع والتراث الروحي.