أنور وجدى: قصة صعود عبقرى السينما المصرية من عامل ديكور إلى نجم الشباك
أنور وجدى: قصة صعود عبقرى السينما المصرية من عامل ديكور إلى نجم الشباك
تقرير_أمجد زاهر
لا تزال سيرة الفنان الراحل “أنور وجدي” مصدر إلهام لكل من يتطلع إلى النجاح في عالم الفن.
فهو ليس فقط واحدًا من أشهر الممثلين المصريين، بل كان أيضًا منتجًا ومخرجًا مبدعًا، وحقق نجاحات تجارية وجماهيرية غير مسبوقة.
لكن خلف هذا النجاح يكمن ذكاء غير عادي، استغل فيه كل فرصة أتيحت له في مسيرته المهنية.
ما قد يدهش الكثيرين هو أن أنور وجدي لم يبدأ مسيرته الفنية كممثل.
بل كانت بدايته متواضعة في “فرقة يوسف وهبي“، حيث عمل كعامل ديكور، مسؤولًا عن ترتيب المشاهد وتنظيم المسرح وفق ما تقتضيه المسرحيات.
لكن الأذكياء هم أولئك الذين يستغلون الفرص الذهبية عندما تأتيهم. وهذا بالضبط ما فعله أنور وجدي.
الفرصة الذهبية: من عامل ديكور إلى نجم على خشبة المسرح
خلال إحدى عروض الفرقة خارج مصر، تعرض الفنان “حسن البارودي” لوعكة صحية منعته من الاستمرار في أداء دوره.
وفي ظل عدم توفر بديل مناسب خارج مصر، كان الحل الوحيد أمام يوسف وهبي هو الاستعانة بأنور وجدي للقيام بالدور.
لم يضيع أنور الفرصة، بل استغلها بذكاء شديد، وأدى الدور ببراعة نالت إعجاب الجميع.
من هنا، بدأت رحلة أنور وجدي كممثل في الفرقة، وسرعان ما لمع نجمه وانتقل بين العديد من الفرق المسرحية.
وفي فترة وجيزة، أصبح بطلًا في “فرقة عبد الرحمن رشدي“، ما مهد له الطريق لدخول عالم السينما.
الانتقال إلى السينما: بدايات مشرقة
كانت النقلة الكبيرة لأنور وجدي عندما قدمه “يوسف وهبي” في السينما خلال فترة الثلاثينيات في عدة أفلام مثل “أولاد الذوات” و”الدفاع”.
لكن النجاح الأبرز كان مع فيلم “العزيمة”، الذي صنف لاحقًا كأفضل فيلم مصري ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.
هذا الفيلم عزز مكانة أنور وجدي كنجم ساطع في عالم السينما.
التحول إلى الإنتاج والإخراج: القمة في الأربعينات والخمسينات
بحلول فترة الأربعينات والخمسينات، كان أنور وجدي قد تحول إلى أحد أكبر نجوم السينما، ليس فقط كممثل، بل أيضًا كمنتج ومخرج.
ومن خلال شركته الإنتاجية، قدم أعمالًا حققت نجاحًا باهرًا، وأدخل وجوهًا جديدة إلى الساحة الفنية مثل الطفلة المعجزة فيروز.
كما كان فيلمه الشهير “غزل البنات“من أبرز الأعمال التي جمع فيها نجوم مصر، بمن فيهم مكتشفه الأول يوسف وهبي.
أنور وجدي كان يعرف كيف يستثمر في المواهب الجديدة، ويخلق أعمالًا تجمع بين الدراما والكوميديا، وكان دائمًا قادرًا على قراءة ما يريده الجمهور.
وهذا ما جعله يتربع على عرش السينما المصرية لسنوات طويلة.
دروس من مسيرة أنور وجدي
قصة نجاح أنور وجدي ليست مجرد حكاية عن ممثل صعد إلى النجومية، بل هي درس لكل من يسعى وراء تحقيق أحلامه.
فالأمر لا يتعلق فقط بالموهبة، بل أيضًا بالقدرة على استغلال الفرص والتحلي بالشجاعة والإصرار.
أنور وجدي لم يكن يخشى المخاطرة أو التجربة، وكان دائمًا جاهزًا عندما تأتيه الفرصة.
لذلك، مهما كانت الظروف أو البدايات المتواضعة، يمكن للذكاء والاجتهاد أن يفتحا الأبواب المغلقة.