أنوسة كوتا ونيللي خليل يعيدن أمجاد الموسيقار محمد رحيم و أحمد علي موسى

زوجات لم يعرفن الانكسار... أنوسة كوتا ونيللي خليل نموذجًا للوفاء بعد رحيل حب العمر

قصة كفاح ملهمة لأرملتي الموسيقار محمد رحيم والشاعر أحمد علي موسى، أنوسة كوتا ونيللي خليل، اللتين تحدّتا الحزن واستكملتا رسالة أزواجهما الراحلين في ساحة الفن بكل إخلاص وقوة.

كتبت: ريهام طارق

الموسيقار الراحل محمد رحيم
الموسيقار الراحل محمد رحيم

 الموت قد يُغلق فصلًا، لكنه لا يُنهي الحكاية، خاصة حين تتجسد البطولة الحقيقية في امرأة لم تسمح للألم أن يُطفئ نور الرسالة، ولم تسمح للغياب أن يُسكت صوت من أحبّت.

هكذا كانت أنوسة كوتا، أرملة الموسيقار الكبير محمد رحيم، ونيللي خليل، أرملة الشاعر الغنائي المبدع أحمد علي موسى… سيدتان لم تتركا الحزن يبتلع حياتهما، بل أمسكتا بطرف الحكاية من جديد، ليُكملنها، لا كنهاية، بل كبداية جديدة تُكرّم الراحل وتُبقي اسمه مضيئًا في سماء الفن.

اقرأ أيضاً: نيللي خليل تكشف لأول مره إتفاق أحمد علي موسي و وديع الشيخ قبل موته

الشاعر الغنائي الراحل أحمد علي موسي
الشاعر الغنائي الراحل أحمد علي موسي

موت مفاجئ… وصمت ثقيل

رحل محمد رحيم وأحمد علي موسى فجأة، دون سابق إنذار، دون مرض، دون وداع، رحلا وهما لا يزالان في قلب الإبداع، وأعمالهما لم تُكمل بعد، وألحانهما وكلمات أغنياتهما لا تزال عالقة على سطور لم تُسجَّل بعد.

مثل هذه الحالات كثيرًا ما تكون نهاية للأعمال الفنية غير المكتملة، فتُدفن مع أصحابها، لكن ما حدث هنا كان استثناءً… بل كان درسًا في الوفاء والإرادة.

اقرأ أيضاً: مش كل محجبة طاهرة… ومش كل متحررة سيئة!” حقيقة صدمتني في قعدة صحاب

أرملة لا تعرف الانكسار

أنوسة كوتا لم تترك رحيل محمد رحيم يتحول إلى غياب كامل، بل وقفت قوية، شامخة، حزينة نعم، لكن الحزن لم يُغلق الأبواب، بل دفعها لتفتحها بقوة أكبر، و بدأت رحلة صعبة، لكنها مشرفه لتُكمل ما بدأه زوجها، وتُخرج إلى النور أعمالًا موسيقية كان قد بدأها ولم يُكملها.

تحركت بذكاء ووعي، تواصلت مع شركات الإنتاج، استعانت بالمقربين من زوجها، وتابعت كل صغيرة وكبيرة و كأن رحيم لا يزال حيًا يُبدع، وهي تسانده.

كانت تُدرك أن الوفاء الحقيقي لا يكون بالبكاء فقط، بل بالفعل، بالعمل، بالإصرار على أن يظل اسمه حاضرًا، كما كان دومًا.

الراحل أحمد علي موسي مع زوجته نيللي خليل
الراحل أحمد علي موسي مع زوجته نيللي خليل

حبيبة الشاعر… ورفيقة رسالته

أما نيللي خليل، فقد كانت الحبيبة والصديقة والزوجة التي لم تسمح لرحيل أحمد علي موسى أن يُخرس قلمه.. كانت تعرف جيدًا كم من الأغنيات كتبها ولم تُغنَّ، وكم من المشروعات كان يجهزها ولم تكتمل، فحملت هي على عاتقها عبء الحلم، وبدأت طريقًا صعبًا، لا يسلكه إلا المخلصين حقًا.

تحركت بين الفنانين، ووسط أهل الفن، تُحارب من أجل الكلمات، تُقاتل من أجل أن يبقى اسم “أحمد علي موسى” حاضرًا كما يليق بتاريخه، وكما يستحق شعره.

كانت تعرف أن الشعر لا يموت، إن وُجد من يحفظه. وكانت هي الحافظة، الصامدة، والوفية.

رسالة حب ووفاء تتجدد

لم يكن من السهل على أي من المرأتين أن تتحمل عبء الخسارة، لكن ما فعلتاه كان أكبر من مجرد تحمّل، لقد أعادتا تعريف الوفاء الحقيقي: ذلك الوفاء الذي لا يتوقف عند القبر، بل يبدأ من بعده.

لم تنهارا، لم تستسلما، لم تبتلع دموعهما مسيرة رجال كانت لهم بصمة في وجدان الناس، بل صنعتا من دموعهما حبرًا، ومن أوجاعهما دافعًا، ومن الحزن حكاية قوة لا تُنسى.

اقرأ أيضاً: بالصور : أمينة خليل تحتفل بزواجها فى اليونان بصحبة الأهل والأصدقاء

كلمة لا بد منها…

تحية تقدير واحترام لـ أنوسة كوتا ونيللي خليل، اللتين أصبحتا نموذجًا يُحتذى لكل زوجة، ولكل إنسانة فقدت من تُحب، أثبتتا أن الحب لا يُقاس بطول العُشرة فقط، بل بصدق العمل بعد رحيل الشريك، وأن العطاء لا يوقفه الموت، بل يُخلّده الفعل الصادق، وفي زمن بدأ ينقرض فيه الوفاء، تبقى حكايات مثل حكايات انوسه كوتا ونيللي خليل نورا لا ينطفئ، ومواقف عظيمة لا تنسى، ودليل علي انه مازال هناك حب وإخلاص حتي ولو كان فرض عليهم الموت حكما بالفراق للأبد.

 

 

 

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.