إلى أين المفر؟! بقلم/أسماء عيسوي
إلي أين المفر؟!
بقلم/أسماء عيسوي
في واقع عربي مليء بالمتناقضات تنحصر فيه القيم والمثلاء وتتجلى فيه الرذيلة والتباهي بالفحشاء، أتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويلٌ للعرب من شر قد أقترب، فتنٌ كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا, يبيع قوم دينهم بعرض من الدنيا قليل, المتمسك يومئذ بدينه كالقابض على الجمر، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهنا أتساءل ما الذي يحوّل العمل المتعارف عليه والموثوق فيه إلى مشكوكٌ فيه, وما الذي يُبدل يجوز ولا يجوز بـ لائق وغير لائق, وما الذي يُبدل الحلال والحرام بـ يجوز ولا يجوز وكثير من التساؤلات لا أريد إرهاقكم بقراءتها لعلها تبادرت إلى أذهانكم .
والحقيقة أنني وجدت السّر يكمن في السياسة تلك المرأة العاهرة التي تتلوّن وتتبدّل وتضع على وجهها ما يروق لها من أنواع المساحيق المختلفة لتتزيّن وترتدي ثياب بلا ثياب فتغوي إليها من غوى!
ووجدت أن هذه المرأة العاهرة إنما هي كالمرآة تعكس صورة واضعها ومتخذها وبالتالي فهي ليست على شكل واحد فالسياسة في دولة السودان تختلف عنها في مصر تختلف عنها في الإمارات عنها في قطر عنها في السعودية واليمن و…..هكذا
المزيد من المشاركات
لا ألوم على أي دولة طريقتها في وضع السياسة الخاصة بها لكن ما أود التنويه إليه أننا يجب أن لا ننسى أخيراً أننا أمة عربية واحدة, لغتنا واحدة وهمنا واحد, وعدونا واحد, ومصلحتنا مشتركة, وقضيتنا واحدة وسبيلنا في تحقيقها الوحدة لا الفرقة والسعي وراء المصلحة الشخصية المنفردة!
إن في هذه الوحدة الفلاح والنجاح والرباح, لكن للأسف جاءت رياح عاتية فأغشت نفوسنا وأعمت بصائرنا وفرقت وحدتنا ونشرت ذرّاتها الخبيثة بيننا فقلبت الأخوة الأشقاء أعداء يحارب كل منهما الآخر لطمعه فيما يملك أخاه والحصول عليه عنوة حتى نسينا أن عدونا واحد وصرنا نستعين به في محاربة أخينا ونسينا قضيتنا فأغفلنا العدو وطمع في المزيد مما لدينا وأضحى يقايضنا عليه بأبخس ثمن ولانملك إلا الخضوع والخنوع!
والله ما فجّر هذه الكلمات إلا ما شهدناه الفترة الحالية من انتهاكات وظلم وتهجير بالقوة لإخواننا الفلسطينيين وما حدث بحي الشيخ الجراح وما فعلته بعض الدول العربية في مساعدة ومساندة هذا العدو الصهيوني اللئيم لكن الله أيد أخوتنا الفلسطينيين ونصرهم وجعل الخزي والعار على هؤلاء المطبّعين وهؤلاء الشرذمة الصهيونيين وأذكركم وأذكر نفسي أن هؤلاء الشرذمة لاعهد لهم ولادين فلا تكون حماستنا كلاميةً مَحْضةً
بل يجب أن تكون مصحوبة بالقوة والإيمان والعزم والإصرار فننال النصر المؤزر بإحكام, وإياكم والحماسة الفاترة فإنها للحقوق هادرة, وأن نعلم أولادنا ونذكرهم بأن عزّنا وكرامتنا في تمسكنا بهويتنا العربية وأن القدس عربية بها المسجد الأقصى مسرى الرسول أولى القبلتين وثاني الحرمين وإياكم والتناحر والتنافر فيما بينكم فإنه يظهر الضعف ويُمكّن لأعدائكم, وتغليب الحق على أهوائكم ورغباتكم فإن فيه منجاتكم.. والسلام ختام