اتفاقية القرن بقلم : نجاة أحمدالأسعد سورية –دمشق

نقلا عن جريدة " اليوم الدولى" العدد العاشر حاليا بالآسواق

نقلا عن جريدة ” اليوم الدولى” العدد العاشر حاليا بالآسواق

احتدم الجدل هذه الأيام حول خطة السلام التى تنوى الولايات المتحدة طرحها لتسوية الصراع العربى الإسرائيلي، و التى أصبحت تعرف إعلاميا باسم صفقة القرن.فالبيت الأبيض هو الذى يتولىإعداد هذه الخطة،
والعديد من المؤسسات الأمريكية ومنها وزارة الخارجية لا تدرى بتفاصيل هذه الصفقة ولن يكون لها دور فى طرحها، وقد اوكلت هذه المهمة من داخل اروقة البيت الأبيض إلى جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي، ويساعده جيسون جرينبلات، رغم قصر نظرهم فى هذا الملف الشائك، بالرغم من تقارب أفكارهم مع التيار اليمينى فى إسرائيل، وأن رئيس الوزراء نيتنياهو له علاقات عائلية قديمة مع أسرة كوشنر.
ويعوداهتمام ترامب بهذا الملف الى اعتقاده الشخصى أنه يستطيع أن يحقق مالم يستطع أنيحققه الرؤساء الأمريكيون السابقون و خاصة أوباما. يضاف لذلك إيمان ترامب بأن هناك فرصة تمكنه من إعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسطالتي ترتبط بوجود توافق بين إسرائيل و بعض الدول العربية ، وأن هذا التوافق يمكن أن يخلق فرصة لتسوية الصراع العربى الإسرائيلي.كما ان البعد الإقليمى وليس الفلسطينىي يحتل الأولوية فى هذه الصفقة، فقد وجه كوشنر رسالة للفلسطينين ذكر فيها إذا كنتم ترغبون فى العمل معنا ، اعملوا معنا، وإذا كنتم لا ترغبون، فلن نسعى لطلب ذلك وأنه سوف يتم إعلان الخطة حتى لو رفض الفلسطينيون الحضور لمائدة المفاوضات. .
وترتكز “صفقة القرن” على مسألة قبول الفلسطنيين ابو ديس عاصمة لدولتهم بدلا من القدس الشرقية، مقابل انسحاب إسرائيل من نحو 5 قرى وأحياء عربية شرقي القدس وشمالها، لتصبح المدينة القديمة بين يدي الحكومة الإسرائيلية، كما أن وادي الأردن سيكون تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة،
وأن هذه الصفقة تأتى وفق الخطة الموضوعة لتصفية القضية الفلسطينية لأنها تعتمد على فصل الضفة الغربية بعد التهام اغلبها والإجهاز النهائى على مدينة القدس .بالاضافة على أن الدولة الفلسطينية ستكون من دون جيش ومنزوعة السلاح ومن دون أي أسلحة ثقيلة،
وأماالبعد الاقتصادى فسوف يحتل مكانة رئيسية فى هذه الصفقة، من خلال وعود بجمع مساعدات ضخمة للفلسطينيين، خاصة فى غزة، وأحد شعارات الصفقة سيكون تحسين الأحوال المعيشية للفلسطينيين. كما تحدث كوشنر عن بعض الاستثمارات الضخمة التي قد تمتد إلى دول الجوار أيضا..
وبالتالى يكون ما يجرى مجرد مقايضة للثوابت الوطنية الفلسطينية برشاوى ومشاريع اقتصادية، وتصوير أن مشكلة غزة هى مسألة إنسانية معيشية حياتية وليست قضية عودة حقوق سياسية،
فكل ماسبق هو بعض الأفكار المرتبطة بالمبادرة الأمريكية المقررالإعلان عنها، وقد يرحب بها البعض كفرصة لتحريك عملية السلام المجمدة والتعامل مع التحديات الجديدة، ويرفضها البعض الآخر ويرى فيها تفريطا فى الحقوق. وأماالمنطق يتطلب الانتظار حتى إعلان تفاصيل الخطة،
وأما موقف الدول العربية المتمسكة بالحقوق الفلسطينية سيكون هو كفة الميزان فى تشكيل الموقف الإقليمى
فهل ستنجح صفقة ترامب لتصبح صفقة القرن بحق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.