استثمار في المستقبل.. المدينة الأولمبية بالعلمين محور جذب للاستثمارات والسياحة الرياضية

على أرض العلمين الجديدة.. مصر ترسم مستقبلا أولمبيا عالميا

كتب باهر رجب

في خطوة طموحة تعكس التوجه الاستراتيجي للدولة نحو تعظيم الاستثمار في الإنسان والبنية التحتية، شهدت مدينة العلمين الجديدة، لؤلؤة الساحل الشمالي، زيارة رسمية ومهمة لوفد رفيع المستوى من وزارة الشباب والرياضة. جاءت الزيارة لبحث وتفقد إمكانية إنشاء “مدينة أولمبية عالمية” متكاملة، تعد الأولى من نوعها في المنطقة، كما تمثل حجر زاوية في خطة تحويل مصر إلى مركز إقليمي ودولي للرياضة والاستثمار الرياضي والسياحي.

تفاصيل الزيارة والوفد:

بتكليف مباشر من الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، ضم الوفد كوكبة من القيادات الوزارية المتخصصة، هم: الدكتور زكريا محيي الدين مساعد وزير الشباب والرياضة، والأستاذ أحمد عفيفي رئيس الإدارة المركزية للاستثمار، والدكتور محمد عبد المنعم مدير عام التسويق، بالإضافة إلى عدد من الخبراء و المعاونين. وكان في استقبالهم المهندس محمد خلف الله، رئيس جهاز تنمية مدينة العلمين الجديدة والمشرف على جهاز القرى السياحية، مما يؤكد الطبيعة التكاملية للمشروع بين الجهات المعنية.

رؤية الوزير: توجيهات قيادية وتحول استراتيجي

من جهته، أكد الدكتور أشرف صبحي أن هذه الزيارة والمشروع المقترح يأتيان في إطار تنفيذ توجيهات القيادة السياسية الحكيمة، التي تولي ملف الشباب والرياضة أولوية قصوى. وأوضح أن رؤية الوزارة تقوم على التوسع في إنشاء مدن رياضية متكاملة ذكية، لا تقتصر على المنافسات فحسب، بل تمتد لتكون مجتمعات قائمة بذاتها تدعم الاقتصاد الوطني، وتجذب الاستثمارات المحلية والعالمية، وتضع مصر على الخريطة العالمية كدولة رائدة في مجال البنية التحتية الرياضية المتطورة.

مقترح المدينة الأولمبية: حلم على مساحة 800 فدان

كذلك من خلال جولات التفقد والمناقشات المكثفة، ناقش الجانبان مقترحا مفصلا لإقامة المدينة الأولمبية العالمية على مساحة تقارب 800 فدان في موقع استراتيجي متميز بالعلمين الجديدة. يهدف المشروع الضخم إلى تحويل المدينة إلى قبلة للرياضيين من كل أنحاء العالم، لتنظيم البطولات القارية والدولية، وإقامة المعسكرات التدريبية عالية المستوى على مدار العام، مستفيدا من الموقع الجغرافي الفريد والمناخ المعتدل.

مكونات المشروع العملاق:

كما يتضمن التصور المبدئي للمدينة إنشاء مجموعة من المنشآت وفق أعلى المعايير العالمية “المعايير الأولمبية”، تشمل:

منشآت رياضية دولية: ملاعب رئيسية وصرح رياضي مغطى متعدد الأغراض، ومراكز تدريب متطورة في مختلف الألعاب الأولمبية.

بنية داعمة: مجمعات سكنية فندقية فاخرة لإقامة الرياضيين والبعثات، ومراكز لتأهيل وإعادة تأهيل الرياضيين مجهزة بأحدث تقنيات الطب الرياضي.

مرافق خدمية متكاملة: لتقديم كافة الخدمات اللوجستية والإدارية والتجارية والترفيهية، مما يضمن بيئة عمل وإقامة مثالية.

توسيع الأفق: نحو سياحة رياضية وعلاجية متكاملة

علاوة على ذلك لم تتوقف رؤية الوفد عند حدود المنشآت الرياضية التنافسية. بل امتدت لبحث فرص إنشاء مدينة ترفيهية كبرى تخدم مفهوم السياحة الرياضية العائلية. تجذب الزوار على مدار العام. كما تم التباحث حول إمكانية دعم السياحة العلاجية من خلال إقامة مراكز طبية متخصصة في العلاج الطبيعي والطب الرياضي. مستفيدين من المقومات الطبيعية الفريدة للمدينة ومناخها الساحلي المميز. مما يخلق نموذجا متكاملا نادرا يجمع بين الصحة والرياضة والترفيه.

خاتمة:

زيارة وفد وزارة الشباب والرياضة لمدينة العلمين الجديدة تمثل أكثر من مجرد تفقد موقع. إنها إعلان عن ولادة فكرة استراتيجية كبرى. فكرة تترجم الإرادة السياسية الداعمة للرياضة المصرية إلى واقع ملموس على أرض مدينة تخطو نحو المستقبل بثبات. إذا ما رأى هذا الحلم النور، فسيكون نواة لمجتمع رياضي دولي، وكذلك محفزا اقتصاديا قويا، وواجهة مشرقة جديدة لمصر. كما تؤكد للعالم أنها جادة في ريادتها الرياضية، وأن أرض العلمين. التي شهدت فصلا مجيدا من تاريخ البشرية، تستعد لاستقبال فصلا جديدا من تاريخ الرياضة العالمية.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.