الألم النفسي والشخصيات المختلفة

 الألم النفسي والشخصيات المختلفة 

كتبت/ سمية طارق استشاري الصحة النفسية 

 

ماهو الألم النفسى ؟ 

هو اشد انواع الألم ولا يوجد مكان محدد فى الجسد يعبر عنه فقد تشعر بأن هناك فجوة فى صدرك أو أن هناك من اضرم النيران فى قلبك أو أن روحك تنطفآ أو قد لا تجد ما يعبر عما تشعر به على الاطلاق، وكل نفس تستجيب للمواقف المؤثرة بطريقة مختلفة ويكون تعبيرها عن الالم تبعا لخبراتها السابقة و مدى تأثيرهذا الحدث ومعناه بالنسبة للشخصية، ودائما ما يرتبط الالم بالحب وتكون صرخات الانسان من الامه النفسية ما هى الا نداء للحب والاحتياج فمنذ ولاده الطفل يعتمد على الألم والصراخ لكى تستجيب له والدته وتحمله لانها مصدر الحب والامان بالنسبة له فعندما يعانى من أى ألم سواء نفسي او جسدى فيكون صراخه هو نداء للحب ؛ فيكبر الانسان ويتعلم التحكم فى انفعالاته وألامه ولكن عندما يخرج الأمر عن السيطرة وفى لحظات الضعف والخوف وعندما يتملك منه الاحباط يصرخ الطفل الذى بداخله بحثا عن الحب فيكون ألمه نداءا لمن يحبه ولا يحتاج سوا ان يجد شخص يحبه بجانبه يحن عليه لكى يذهب عنه هذه الالام

 

الشخصية والألم:

 

تتكون الشخصية من مجموعة من السمات التى تختلف من فرد لاخر وهذه الاختلافات ليست فى الشكل فقط ولكن ايضا فى الجينات وما تحمله عليها من صفات و سمات نفسية وتؤثر البيئه عليها بقدر ما و لكن قد يولد الانسان مثلا اسمر اللون قصير القامة حاد المزاج لديه ميول للاكتئاب الاستعداد لمرض السكر كلها صفات محموله على جيناته الخاصه  تكون شخصيته الفريدة، وكل شخصيه تستجيب للالم بطرق مختلفه وفق ما يمثله الالم لهذه الشخصية

 

الشخصية القهرية :

 

هذه الشخصيه مستهدفه للالم دائما ما تشعر به مثل مرض القولون العصبى او الصداع النصفى يحدث هذا الالم حين يختل نظام هذا الشخص وفقا لمعتقداته واراءه فهو شخص واضح منضبط  قليل  الشكوى بطئ فى اتخاذ قرارته التى تكون مبنيه على تفكير عميق لذلك يصعب تغير رأيه  فهو يهتم بالتفاصيل لذلك يشعر بهذا الالم مع المواقف الغير واضحه وغير محدده فهى تصيبه بالقلق و عدم الارتياح فهو اكثر عرضه  لامراض الاكتئاب و الوسواس القهرى وامراض سيكوسوماتيه  نتيجه الضغط المتزايد مثل القلق النفسي

 

الشخصية الهستيرية :

 

شخصيه تميل الى المبالغه كثيرا فهى تصرخ من اى الم حتى وان كان بسيطا فهى تحتاج لجذب الانتباه لكى تصل الى اهدافها من خلال تعاطف من حولها معها  او كعقاب لهم لانها  تعانى من سرعه التأثر و عدم التحليل الموضوعى للاحداث فتبنى اراء خاطئة  و تتمسك بالموقف الغير سليم فهذه الشخصيه تعانى من عدم النضج الانفعالى و لديها قابليه للايحاء والتحمس الشديد والانانيه و حب الظهور فاستجابتها للالم لا تهدأ بعد زوال الالم و لكنها تعتمد على مدى استجابة المحيطين بها ووصولها لاهدافها وقد يصل هذا الى مرض الهستيريا وهو الالم الذى لا يؤذى صاحبه بقدر ما يؤذى الاخرين

 

الشخصية الاكتئابيه :

هو ليس  مريض اكتئاب و لكنه شخص غير سعيد لا يشعر بأن اى شئ يجلب له السعادة فهو شخص تشاؤمى  وربما انهزامى وانسحابي وانطوائى يعيش  مع الألم اى انه اصبح جزء من حياته فهو اسرع الناس احساسا بالالم و تأثرا به

 

الشخصيه القلقة :

 

لا يعانى من حاله مرضيه ولكن القلق يسيطر عليه فيشعر بالخوف قبل اى مقابله او امتحان او اى حدث قد يبدو عاديا لشخص اخر لكن يصيبه بالتوتر فيؤثر ذلك على جهازه العصبى اللارادى فيزداد ضربات قلبه و يسبب ألما فى المعده او الصدر او صداع فى الرأس او نوبات هلع فمن سمات هذه الشخصية الخوف من الامراض والخوف من الموت و سرعه تقمص الاعراض المرضية التى يسمع عنها حتى انه يظن ان الموت يقف بانتظاره خلف الباب فيؤثر ذلك على ادراكه للالم واستحضاره فى اغلب الاوقات مما يؤثر على مجرى حياته بأكملها

 

آلام  المرأة :

 

هناك آلام خاصه تشعر بها المرأة تسمى آلام فسيولوجيه تختلف عن الالام الباثولوجية التى يشعر بها اى انسان فهذه الالام لابد من تواجدها لكل امرأه مثل ألام الطمث و الام الولادة فهذه الالم تعطى للمرأه  دليل على قدسية الحياة فبسبب هذه الالم تكتمل الحياة ويولد الانسان وتعمر الارض لذلك برغم الالم المصاحب لهذه الفترات فى حياة المرأه الا انها تتحمله و قد تنسى كل هذه المعاناه  فى مقابل رؤيه طفلها لاول مره واحيانا ما يمكون هذا الالم له لذه خاصه تتكلل بمجئ شخص اخر للحياة لذلك اثبتت الدراسات ان الولاده بدون ألم غالبا ما تسبب احساس بالذنب للام حيث انها لم تعانى لممجئ هذا الطفل وغالبا لا تكرر هذه التجربه مره اخرى وايضا عند انتهاء فتره الطمث تصاب المرأه بالالم اخرى قد تؤدى الى اكتئاب وتسمى الام سن اليأس

 

الام الطفل :

 

الطريقه الاولى للطفل فى التعبيرهى الصراخ يصرخ عندما يتألم عندما يجوع وحتى عندما يلعب وفى اغلب الاوقات لا يستطع الاهل معرفه سبب صراخ هذا الطفل مما يجعل هذا الصراخ مصدر ازعاج لهم و قد يصل بهم الامر لتعنيف الطفل واحيانا ضربه ولكن ذلك لا يحل المشكله بل انه يخلق مشكله اكبر الا وهى ان الطفل يشعر مثلما يشعر الكبار ويؤثر هذا على نفسيته فيصاب الطفل بجميع الامراض النفسيه مثل الكبار كالاكتئاب والفصام والحدية و الهستيريا  فيؤثر ذلك على تكوين شخصيته وربما يكتم الطفل هذا الصراخ فى المره القادمه ولكنه بالطبع سيؤثر عليه بشكل اخر قد يصاب بالاحباط و الانطواء او ربما يصبح اكثر عدوانيه او قد يعبر عنه بطرق اخرى كالتبول ليلا وهو نائم او يصاب باللعثمة او يتعثر دراسيا وقد يشعر بالالم فى الرأس او المعده صباحا لكى لا يذهب الى المدرسه لانها قد تكون مصدر ضيق له سواء من المدرسين او اصدقاءه او العبء الدراسي الذى لا يستطيع تحمله  وهذا هو الاكثر شيوعا  لذلك يجب معرفه طبيعه الاطفال والطريقه الامثل فى التعامل معهم حتى نكون اشخاص اسوياء

 

آلام المسن :

ان المسنين اكثر تأثرا بالالم من غيرهم لاسباب كثيره منها الضعف العام وكثره امراض الشيخوخه التى يعانون منها كضعف السمع وضعف النظر وانعدام التوازن و كثرة السقوط وضعف العضلات والعظام كل هذه الامراض وتصبح شكواهم كثيره والامهم اكثر مما  يؤثر على حالتهم النفسيه فيشعرون انه لم يعد لديهم قيمه و انهم عبء على الحياة وعلى غيرهم فكثير منهم يصاب بالاكتئاب و الذهد فى الحياة ومنهم من يصبح اكثر حساسيه وقد يبكون كالاطفال لجذب الانتباه لهم حيث انهم يشعروا بانهم مهمشين وان اهتمام ابناءهم بهم يقل وينشغلون عنهم فى حين انهم لم يتخلوا عن ابناءهم عندما كانوا صغار فلا يشعرون بأن هذا هو رد الجميل و تتدهور حالتهم اكثر و اكثر وقد تنشط لديهم الام نفسيه قديمه من خمسين سنه او اكثر عندما كانت تهتم الام بالاخ الاصغر وتتركه او عندما كان يفضل الاب اخته عليه لذلك يجب التعامل بحذر مع مشاعر  المسنين والاستماع اليهم والى شكواهم و محاوله تحسين حالتهم النفسية .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.