وهم اسمه الموساد: كيف حطمت خطة السادات أسطورة الاستخبارات الإسرائيلية

خطة السادات الذكية.. كيف خسرت إسرائيل

الرئيس الراحل محمد أنور السادات
الرئيس الراحل محمد أنور السادات

 

كتبت ريهام طارق 

قرارات مائير وديان: أخطاء القيادة الإسرائيلية في حرب أكتوبر 1973.

مع حلول الذكرى العظيمة لحرب أكتوبر 1973، من الضروري أن نتأمل في الدور الحيوي الذي قامت به القيادة الإسرائيلية آنذاك، ولا سيما رئيسة الوزراء جولدا مائير ووزير الدفاع موشي ديان، والقرارات المصيرية التي ساهمت في هزيمة إسرائيل في المواجهة مع مصر وسوريا.

جولد مائير
جولد مائير

سوء تقدير القيادة الإسرائيلية: جولدا مائير وموشي ديان في مواجهة الانهيار.

في إطار الوثائق التي أفرجت عنها إسرائيل مؤخرًا، برزت العديد من القرارات الخاطئة التي اتخذتها القيادة الإسرائيلية قبل اندلاع حرب أكتوبر 1973، ومن بين هذه القرارات ما تم اتخاذه في اجتماع حاسم عُقد قبل 18 ساعة فقط من بدء المعركة، في مكتب رئيسة الوزراء جولدا مائير، الاجتماع حضره عدد من كبار المسؤولين، بينهم وزير الدفاع موشي ديان، حيث ناقشوا مسألة إجلاء العائلات السوفيتية من مصر وسوريا، إلى جانب التدريبات العسكرية المشتركة بين الدولتين. ورغم المؤشرات التي كانت تشير بوضوح إلى استعدادات مصرية مكثفة، إلا أن المسؤولين لم يصلوا إلى استنتاج نهائي حول احتمال وقوع الحرب.

وزير الدفاع موشي ديان
وزير الدفاع موشي ديان

لاحظ ديان، وهو يراقب الصور الجوية، التحضيرات المصرية الكبيرة، خصوصًا في مجال سلاح المدفعية، وبالرغم من ذلك، اختار أن يقترح إبلاغ الأمريكيين بأن سوريا قد تهاجم إسرائيل، في محاولة للكشف عن نوايا السوريين، متجاهلا بذلك الإشارات القوية على استعداد مصر.

هذا التحليل غير الدقيق أدى إلى قرارات خاطئة، وهو ما أكدته لاحقًا لجنة “أجرانات”، التي أدانت ديان و أوصت بعزله ومنعه من تولي أي مناصب رئيسية في الدولة، بسبب سوء تقديره للوضع الذي كان على وشك الانفجار.

اقرأ أيضاً: محمد عز: التجاهل قوة ولن أسمح للنقد السلبي بإحباطي

خطة السادات : استراتيجية الخداع التي قلبت الموازين.

اعتمد الرئيس الراحل أنور السادات على خطة خداع استراتيجي محكمة تهدف إلى تضليل إسرائيل حول نواياه الحقيقية، فقد أرسل مستشاره للأمن القومي، أحمد حافظ إسماعيل، إلى واشنطن لعقد اجتماع مع وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر، خلال هذا اللقاء، حمل حافظ إسماعيل رسالة واضحة تفيد بأن مصر غير قادرة على شن أي هجوم عسكري، مستندة إلى رفض الاتحاد السوفيتي تزويدها بالأسلحة الهجومية اللازمة.

خطة الخداع المصرية:

كانت هذه الرسالة، جزءًا من خطة الخداع المصرية، زرعت انطباعا زائفًا لدى القيادة الإسرائيلية، وخاصة لدى رئيسة الوزراء جولدا مائير اعتقدت أن مصر لا تمتلك القوة العسكرية الكافية لشن الحرب، ولم تبادر إلى إعلان التعبئة العامة أو اتخاذ خطوات استباقية، هذا الخطأ الاستراتيجي الفادح ترك إسرائيل في حالة من الارتباك المفاجئ، لـ تفاجأ بقوة الهجوم المشترك من مصر وسوريا في السادس من أكتوبر، مما أدى إلى خسائر كبيرة في الأيام الأولى من الحرب.

اقرأ أيضاً: عمل فني جديد يجمع طه دسوقي وأسماء جلال.. تفاصيل

حرب أكتوبر وضعت أخطاء جهاز الاستخبارات تحت المجهر:

من بين أبرز الأخطاء التي ارتكبتها رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير خلال حرب أكتوبر 1973 كان رفضها رفع حالة التأهب العسكري وعدم استدعاء قوات الاحتياط، رغم المعلومات المتزايدة حول استعدادات الجيش المصرية، كشفت الوثائق الإسرائيلية أن مائير رفضت فكرة توجيه ضربة استباقية، مبررة موقفها بقولها: “هذه ليست حرب 1948، العالم الآن متيقظ ولن يصدقنا”، وهو ما أدى إلى تقليص خيارات الرد الإسرائيلي وإضعاف موقفهم في مواجهة الهجوم المصري السوري المفاجئ.

بعد انتهاء الحرب، وجدت مائير ووزير الدفاع موشي ديان نفسيهما أمام مساءلة علنية من قبل لجنة “أجرانات”، التي أقرت بأن مائير أخطأت بعدم تصعيد التحضيرات العسكرية وعدم تفعيل الاحتياط في الوقت المناسب، هذه الأخطاء أثبتت أن إسرائيل فشلت في تقدير نوايا مصر وسوريا واعتمدت على تقييمات خاطئة صادرة عن القيادة العسكرية والسياسية.

 

في المقابل، كانت خطة الخداع الاستراتيجي للرئيس المصري الراحل أنور السادات مفتاحًا أساسيًا في إرباك القيادة الإسرائيلية، مما ساهم في نجاح الهجوم المباغت في الأيام الأولى للحرب، وأدى إلى خسائر كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي وتغيير مجريات المعركة.

في النهاية لا يسعنا إلا أن نشعر بالتقدير والامتنان للرئيس الراحل محمد أنور السادات، الذي قاد مصر بدهاء شديد و حنكة وشجاعة خلال حرب أكتوبر المجيدة، بـ خطته الاستراتيجية المتقنة تمكن من تضليل إسرائيل و إرباك قيادتها العسكرية والسياسية، مما أدى إلى تحقيق نصر تاريخي استرد به كرامة الأمة.

جهاز الاستخبارات الاسرائيلي وهم كبير و أكذوبة صنعتها الدعاية الإسرائيلية:

واليوم، في السادس من اكتوبر 2025، ومع مرور كل هذه السنوات وكشف الوثائق التاريخية، يظل هناك درس واحد يتكرر، وهو أن “جهاز الاستخبارات الاسرائيلي” لم يكن سوى وهم كبير و أكذوبة صنعتها الدعاية الإسرائيلية، و حرب أكتوبر أثبتت أن الجاسوسية الإسرائيلية ليست كما صورت، وأنه بإمكان الإرادة والذكاء المصري إحداث اختراقات لا يمكن لأجهزة استخبارات العالم أن تتوقعها أو تتفاداها.

جنود مصريون يرفعون العلم على الضفة الشرقية من قناة السويس خلال معارك حرب أكتوبر 73
جنود مصريون يرفعون العلم على الضفة الشرقية من قناة السويس خلال معارك حرب أكتوبر 73

إرادة الشعب المصري لا تقهر:

هنيئا لكم يا شعب مصر، احتفلوا اليوم و تفاخروا بما حققتموه من عزة وكرامة، اليوم ليس كأي يوم، إنه عيد عظيم يخلد ذكرى انتصاركم في حرب أكتوبر المجيدة، في هذا اليوم، أعاد الجيش المصري كتابة التاريخ، وأثبت للعالم أن إرادة الشعب المصري لا تقهر، افتخروا بنصركم، و احتفلوا بتضحيات أبطالكم و شهدائكم ، فهم رمز العزة والكرامة للأمة.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.