الاضطرابات السلوكية و الانفعالية كسبب بارز لصعوبات التعلم لدى الأطفال و المراهقين
الاضطرابات السلوكية و الانفعالية كسبب بارز لصعوبات التعلم لدى الأطفال و المراهقين
بقلم : نسرين معتوق
يُظهر عدد ليس بيسير من الأطفال و المراهقين في مراحل التعليم المختلفة صعوبات في بعض العمليات المتصلة بالتعلم من انتباه أو فهم أو إدراك أو تفكير و وصولاً إلى التهجئة و القراءة و الكتابة و إجراء العمليات الحسابية أيضاً .
و لا تنحصر تلك المشكلات على أطفال المرحلة التأسيسية بل أنها تمتد لتشمل الدراسين في المراحل التعليمية الأعلى ، مما يجعلها تأخذ شكلاً أكثر تعقيداً من حيث الصنيف و التعامل معها .
صعوبات التعلم
و مما لا شك فيه فإن لصعوبات التعلم أسباب عدة فسيولوجية و عوامل وراثية و بيئية و عوامل أخرى نفسية و عقلية و تربوية ، و أن كل هذه الأسباب يجب أن تخضع للفحص الجيد و التحليل ليتم التعامل مع مشكلة الطفل ، إلا أن الاضطرابات السلوكية و الانفعالية كسبب لصعوبات التعلم تعد من أكثر الأسباب التي يجب أن تحظى باهتمام أكبر و تحليل أكثر دقة من قبل المتعاملين مع الطفل أو المراهق سواء المدرس في الصف أو الأهل في المنزل و كذلك المتخصصين طبعاً .
الاضطراب السلوكي و الانفعالي
لأنها ( الاضطرابات السلوكية و الانفعالية ) لا تعيق الطفل المصاب بها وحده بل هي تنسحب على أقرانه في الصف أيضاً ، بل و على البيئة الصفية بالكامل و هنا تكمن الخطورة .
يعرف الاضطراب السلوكي و الانفعالي بأنه اضطراب نفسي عاطفي و يعد أحد أشكال العجز العاطفي ، و يظهر على الطفل أو المراهق فيتسبب في تعطيل تقدمه الأكاديمي أو تقدمه النمائي أو تقدمه في العلاقات الشخصية و الأسرية ، و لكن دون أن يكون ناجم عن شذوذ دماغي عضوي واضح .
و لأن لا يوجد تعريف تفصيلي متفق عليه لصعوبة قياس السلوك و الانفعالات ، فإنه يمكن القول بأن الأطفال المضطربين سلوكياً و أنفعالياً هم الأطفال الذين يظهرون سلوكيات غير مقبولة و غير متوافقة مع البيئة المحيطة بهم و مع مجتمعهم وفقاً لتوقعات الإجتماعية و الثقافية التي ينتمون إليها ، و بحيث يسجل السلوك لمدة طويلة زمنياً و بدرجة ظاهرة و يؤثر على التحصيل الدراسي و الأهم أن لا يكون مرتبط بأسباب عقلية أو حسية أو صحية لدى الطفل أو المراهق .
و عليه فإنه يمكن تصنيف الأفراد المضطربين طبقاً لنوع المشكلات التي يعانون منها و ذلك طبقاً لأربع أبعاد سلوكية :
البعد الأول اضطراب التصرف و هو يتضمن الأطفال الذين يتصفون بعدم الطاعة و الفوضى و يتشاجرون مع الأخرين ، كما يحدث ليهم موجات غضب شديدة .
اضطرابات الشخصية
البعد الثاني اضطرابات الشخصية و هو يتضمن الأطفال الذين يعانون القلق و الإحساس بالدونية و الإكتئاب و الإحباط و الإنسحاب الإجتماعي .
البعد الثالث عدم النضج و هم الأطفال الذين يعانون من عدم القدرة على الإنتباه لفترة طويلة و سلوكهم الإجتماعي غير مناسب لعمرهم الزمني و من ضمن الأعراض المميزة لهذا البعد هو أن هؤلاء الأطفال يميلون للعب مع الأطفال الأصغر سناً .
البعد الرابع و الأخير هو الجنوح الأجتماعي و هو يتضمن الأطفال الذين ينضمون لرفاق السوء و يشاركون في أنشطة العصابات و يتغيبون بشكل متكرر عن المدرسة .
و إذا صنفنا الاضطرابات السلوكية وفقاً لشدة الاضطراب ، فإنه يمكن تقسيمها إلى ثلاث أقسام و هي بسيطة و متوسطة الشدة و أخيراً شديدة ، و تلك الأخيرة تشمل على فصام الطفولة ( و هو مرض عقلي ) و اضطراب التوحد ( و هو ليس مرض و إنما اضطراب نمائي ) .
و وفقاً لهذا التصنيف فإن التعامل مع القسم الأول و الثاني يختلف أسلوب و مدى زمني و نتائج منتظرة عن النوع الأخير .
أسباب الاضطرابات
أسباب الاضطرابات السلوكية و الانفعالية كثيرة أبرزها أربع عوامل و هي العوامل البيولوجية و العوامل النفسية و العوامل الأسرية و أخيراً المدرسية .
كل ذلك يجب أن ينتبه له و من الدرجة الأولى المعلم داخل المؤسسة التعليمية و طبقاً لدوره كمربي قبل أن يكون مقدم لمادة علمية للطفل أو المراهق.
و أن يسعى إلى التعامل مع الأطفال ذوي المشكلات بعد الألمام الجيد بما هيه المشكلة ، مع التنسيق الكامل و الدائم مع الأبوين و المتابعة الجيدة مع إعادة التقييم على فترات زمنية مناسبة ، و حتى و لو أحتاج الطفل إلى اللجوء لمساعدة مختص يبقى دور المدرس و البيت هو الداعم الأكبر لذلك الطفل .