الحب الكاذب بين الحقيقه و الخيال بين وهم المحب
الحــب الكــــاذب
بقلم: الكاتب / باهر رجب
الحب الكاذب مثل الحمل الكاذب يأخذ الحب الكاذب شكل الحقيقة وظواهرها الخارجية ومن ثم تكون فجيعة الانكشاف
و هي الانكسار والسقوط في بئر الألم والوجيعة ويدرك الموهوم أن ما عاشه كان مجرد حلم
اقرأ ايضا
قتلها باسم الحب ….. قصة أروي من واقع محكمة الأسرة
أو كان سرابا يتراءي له من بعيد وقد شاغلته وخايلته أطياف من بعيد حسبها لجة من الماء فشمر عن ساقيه كما فعلت بلقيس أمام عرش سليمان لكن لا كانت هناك لجة من الماء ولا نقطة منه إنما كان الوهم جاثما في الوعي والشعور والاحساس جميعا
وهم المحب
إنني أتحدث هنا عن وهم المحبوب بأنه محبوب
لأن هناك وهما آخر يتلبس شخصا فيوحي له بأنه يحب وذلك وهم المحب بأنه يحب
إن محنة الحب الكاذب سواء شعر به المحبوب أو شعر به المحب أنه يغرق ويستغرق الانسان كأنه حقيقة يتنفس الانسان عبق الحب وعطره وتداعبه أطياف السعادة مثل عرائس الجنة وتعتريه حالات من الصعود ومن الهبوط علي كفوف المشاعر الصاعدة والهابطة ويتذوق رحيق الحب ويكتوي بحريق الحب حتي الرماد
وهناك أمثلة كثيرة لحالات الحب
الكاذب إنما نلفت النظر ابتداء الي أن حالات الحب الكاذب قد تكون عمدية يتعمدها شخص في مواجهة آخر للايقاع به وقد تكون عفوية تلقائية قد لا يدري بها صاحبها.
فالأنثي تشعر بأن رجلا يحبها وتسوق الأدلة علي صحة اعتقادها وسلامة استنتاجها فهو يهتم بها ولا يكف عن تحيتها برنة تليفون تقنعها بأنه يفكر فيها ثم هو لا يتأخر عن مجاملتها في مناسباتها بالهدايا وفوق ذلك كله يسقيها من عصير الكلمات حبا يتساقط في مسامعها نقطة نقطة فتنتشي ويداخلها اقتناع ساحق بأنها المحبوب لهذا المحب
غير أنه قد لا يشعر بحب حقيقي لها إنما يشعر بحب لحبها له فهي التي صدرت إليه الحب فشعر بأنه محبوب ولا شك أن شعورا بالزهو قد تملكه واحساسا دافئا بأنه مطلوب إن هذا الشعور من المشاعر الغالية عند الانسان لأنه علامة من علامات الجودة ودلالة علي أن هذا الشخص يحمل مواصفات الانسان المحبوب ومن الطبيعي أن يتمسك بمشاعر الزهو هذه لأنها تنعش وجدانه فيصطنع التجاوب ومبادلة المشاعر بالمشاعر وحين يصطنعها اصطناعا فإنما يريد الحفاظ علي تمتعه بصفة المحبوب وأنه جدير بحبها فتحبه أكثر لأنه تجاوب معها فيداخلها شعور بأنه يبادلها الحب نفسه فتنام معه علي وسائد الأحلام والمدهش أنه هو الآخر قد يصدق نفسه أي قد يصدق أن ما اصطنعه هو الحقيقة فلا يكف عن سكب رحيق الحب في مسامعها ولا يسكت عن عزف ألحان الغرام لأنه مستمتع بغرامها وهيامها
إن هذا الحب كاذب من بدايته مثلما أن هناك حملا كاذبا ذلك أن شعور الامتنان هذا ليس هو الحب بعينه ولابذاته
فالرجل قد يكون مرتبطا بحب حقيقي مع أخري ينتهي بإعلان زواجه هنا تنفجر القنبلة وتتمزق الأستار وينكشف المستور وتصقط البنت تحت الهزيمة وتصبح لقمة سائغة بين أنياب الانكسار هي تظن أنه خدعها
لكنه قد يكون غير مدرك لما يفعل ولا غير عامد لما فعل
انما اختلط عليه الأمر في البداية فظن هو وظنت هي انهما في حالة حب
لم يدرك أي منهما أنها وحدها في حالة حب وأنه في حالة امتنان لهذا الحب وحتي الذين يتعمدون مسايرة من يحبهم يختلط الأمر عليهم تدريجيا
فيظنون أنهم في حالة حب حقيقي ثم يكتشفون هم قبلها أنهم لا يحبون حبا حقيقيا