الخجل وصعوبة التعبير عن المشاعر .. سجن كبير نعيش فيه “وهم أم حقيقة”
الخجل هو شعور نفسي يصيب الإنسان عندما يكون في موقف يشعر فيه بعدم الارتياح، أو الإحراج، أو القلق من تقييم الآخرين له، أو تقييمه لذالته، وغالبًا ما يرتبط الخجل بالخوف من الرفض أو السخرية أو الفشل في المواقف الاجتماعية أو العاطفية أو الإنسانية بوجه عام، وفي الحقيقة ما يمنعك عن المرور ليس الجبل الذي أمامك، بل الحصى الذى في حذائك.
بقلم/ زينب محمد شرف
الحدود الوحيدة في حياتك هي تلك التي تضعها في عقلك كما قال “نابليون”، ومن هنا تأتي صعوبة التعبير عن مشاعرنا، لتنتقل إلى أصعب شيء وهو ألا تجد كلمات تعبر بها عما في داخلك، فتصمت ويتحدث الألم عنك، لذلك لا تخاف من رأى الأخرين بك، حتى لا تعيش في بيئة داخلية بمفردك لا تشجع على الكلام، وتزرع فيك صعوبة وصف احاسيسك، ومشاعرك حتى لو كنت حاسس بها بوضوح، ومن هنا تصبح مشاعرك غير مفهومة، ومتداخلة، وتعيش أوقات كتير بأحاسيس مكبوتة، وتصبح غير قادر على التعبير، وبالتالي فلو ما تشعر به غير واضح لنفسك، فكيف يمكن توصله لغيرك.
ا
لماذا نخفي مشاعرنا أحيانًا، ليس لأننا لا نشعر، بل لأننا نخشى ألا تفهم:
أن كبت المشاعر يؤدي إلى اضطرابات نفسية، والعكس صحيح لأن التنفيس العاطفي يخلصك من التوتر والقلق، احذر أن تحول مشاعرك لضعف، وما بداخلك مؤكد يستحق التقدير، والتعبير لأنه يعبر عن ذاتك، توقف عن تصديق كل ما تقوله لنفسك، ربما أنت الذي تقلل من قيمتك، لذلك تحدث عما يدور بداخلك بصراحة، وشارك بها مع من يستحقون، كل هذا من أجل صحتك النفسية، لذلك مشاعرك تستحق التعبير.
وبما أن العواطف مثل الحب، والشوق، والحزن، والفرح مشاعر إنسانية طبيعية تحتاج إلى تعبير عنها حتى تبقى حيه، وعندما تتجاهل مشاعرك ولا تفصح عنها، أو تكبتها، فإنها تبدأ بالذبول، والإنطفاء تمامًا كما تذبل الوردة عندما تحرم من الماء، لذلك الأفضل إدراك إن الكتمان مش دايمًا بيحمي، وأن ساعات كتير بيزود الوجع، أو يسرق الفرص لحياه أفضل.
السكوت في الحاجة إلى الكلام خيانة:
على الرغم من الانكسار وارد لكن هذا لا يعنى إنك تحرم من التعبير عما يدور بداخلك، ولا مبرر أن تمنع نفسك من الكلام عما تشعر به بحرية، وبرغم ايضًا أن الحواجز النفسية أو الاجتماعية لحماية نفسك من التأثيرات السلبية أمر ضروري للحفاظ على التوازن النفسي والصحي، لكن في هذه الحالة يجب عليك أنك تكون واعيًا بذاتك، ومشاعرك، وطاقتك، ونقاط ضعفك، وقوتك لأن التحرر من الحواجز النفسية يبدأ عندما تواجه مشاعرك، وافكارك بدلاً من الهروب منها، أنصت إلى مشاعرك الإيجابية لكى تستمع لصوتك الحقيقي بوضوح، لان الخوف في كثير من الأحوال ليس لأسباب حقيقيه.
أكثر ما يؤلم هو أن تمتلك الكثير لتقوله، لكنك لا تستطيع:
ومن هذا المنطلق ركز فى التعبير عن مشاعرك لبناء علاقات صحية، وأرفع مستوى تقديرك للذاتك، وأن القدرة على التعرف على مشاعرك والتعبير عنها بطريقة صحية هو جزء أساسي من الذكاء العاطفي، والذي يؤثر بشكل مباشر على النجاح في الحياة الشخصية، والمهنية، والصحية، وكما قال جبران خليل جبران “إن العواطف التي لا تعبر تذبل مثل الورود التي لا تُسقى”، وتأكد أن التعبير عما بداخلك من مشاعر لا يخونك حين تكون في أمسّ الحاجة إليها.