الخلية الأولي للنشأة والجذر الذي يربطنا بالحياة هي العائلة

الخلية الأولي للنشأة والجذر الذي يربطنا بالحياة هي العائلة

 

بقلم / نولا رأفت

 

الخلية الأولي للنشأة.. في عالم سريع التغيّر، حيث تلاحقنا المسؤوليات وتستنزفنا الضغوط اليومية، تبقى العائلة هي الميناء الآمن الذي نعود إليه لنستعيد قوتنا. العائلة ليست مجرد أشخاص نعيش معهم تحت سقف واحد، بل هي الجذر الذي يغذّي أرواحنا بالحب والدفء، والذاكرة التي تمنح حياتنا معنى واستمرارية.

 

العائلة ليست دائمًا مثالية

 

كثيرون يظنون أن العائلة يجب أن تكون بلا خلافات أو عثرات، لكن الحقيقة أن الاختلاف جزء من طبيعتنا كبشر. قد نتجادل ونتباين في وجهات النظر، لكن يبقى الرابط أقوى من أي خلاف. العائلة الحقيقية ليست تلك التي تخلو من المشاكل، بل تلك التي تعرف كيف تتجاوزها بالحب والتسامح.

 

العائلة تصنع هويتنا

 

من خلال العائلة نتعلم أولى دروس الحياة: كيف نتكلم، كيف نحب، وكيف نواجه العالم. كلمات الأم، ونصائح الأب، وضحكات الإخوة، كلها تتراكم في وجداننا لتشكل هويتنا. حتى حين نكبر ونبتعد، نظل نحمل في داخلنا ملامح هذا البيت الأول الذي نشأنا فيه.

 

قوة الدعم الخفي

 

قد لا ندرك قيمة العائلة إلا عندما نضعف. في لحظات الانكسار، لا نجد أقوى من يد تمتد من قريب، أو كلمة دافئة من أخ أو أخت، أو حضن أم يخفف أثقل الهموم. هذه التفاصيل الصغيرة هي ما يجعل العائلة ركيزة أساسية لا يمكن تعويضها بأي شيء آخر.

 

العائلة والذاكرة

 

كل صورة قديمة، وكل وجبة جماعية، وكل مناسبة مررنا بها، تظل عالقة في ذاكرتنا كخيوط متشابكة تربطنا بجذورنا. العائلة هي دفتر ذكريات مفتوح، كل صفحة فيه تحمل قصة، وكل قصة تعيدنا إلى لحظات لا تُقدّر بثمن.

 

ليست دمًا فقط

 

العائلة ليست دائمًا رابطة دم؛ أحيانًا نجد “عائلة” في أصدقاء مخلصين أو أشخاص احتضنونا وقت الحاجة. المهم أن يكون هناك من نثق في وجوده بجانبنا دون شروط، من يمنحنا شعورًا بالانتماء الحقيقي.

في النهاية…

 

قد نسافر ونبتعد وننشغل، لكننا نكتشف دائمًا أن العائلة هي نقطة البداية والنهاية. هي من تعطينا القوة لنحلم، والملاذ الذي نعود إليه حين يرهقنا الطريق. العائلة ليست مجرد جزء من حياتنا… إنها حياتنا كلها في أصدق صورها.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.