تعاستك أو سعادتك أنت سببها…بقلم / د:نيرمين فاروق

Written By: Dr. Nermeen Farouk Hassan

تعاستك أو سعادتك أنت سببها

تقول إحدى الزوجات بعد ليلة زواج زوجي والتى كانت بعد عشر سنوات مِن المُحاولات اليائسة للإنجاب استسلمتُ لفكرة أنْ يتزوَّج زوجي بأخرى، وعَدَني بأنّ قلبه لنْ يخفق إلّا لي، وأنَّ زواجه مِن أخرى مِن أجل أنْ يُنجب ابنًا يَحمل اسمه لا أكثر (كما جرتِ العادة في بلادنا) .

بقلم /دكتورة نيرمين فاروق حسن

تجرَّعتُ السُّمّ وأنا أُتابع تفاصيل حفلة العرس وشهر العسل، فالعريس ليس أخي وليس قريبي، إنّه زوجي الذي شاطَرَني عشر سنوات عشنا فيها على الحُلوة والمُرّة معًا.
أُصِبْتُ بحالة مِن الجنون ليلتها، كنتُ أهذي كالمجنونة….
يا تُرى ماذا يفعل الآن؟
هل هو سعيد معها؟
هل يذكُرُني؟
سافر العروسان إلى بلدة على الشاطئ لقضاء شهر العسل …
بينما بقيتُ أنا معَ والدتي وأهلي أبكي وأنوح وأدعو الله بالصبر. هو قدري كما قالوا لي… قدرٌ لا أملك أمامه سوى الصبر.

مواضيع ذات صلة:

بعد أيّام قليلة عاد العريس مِن شهر عسله مَسرُورًا…أعطاني التعليمات الجديدة ليلة عندي وليلة عندها، وسرعان ما تبدّلت الأحوال لتصبح ليلة عندي وأسبوعًا عندها وخصوصًا بعد إنجابها ابنهما الأوّل.
وبقِيتُ أنا وحيدة، أتنقّل بين بَيتي وبيت أهلي وصديقاتي، أشكو إهماله لي وعدم سؤاله عنِّي.
جلسْتُ معَ نفسي أُفكِّر…
هل هذه هي حياتى؟
هل سأعيش عمري على الهامش؟
هل سأقضي ما تبقّى مِن عمري على حافة الانتظار؟
هل هذا هو دوري في الحياة؟
محطّة هادئة يلجأُ لها عندما يُتعِبُه ضجيج الأولاد وأُمّهم.
هل خَلَقَني الله لهذا الغرض؟
أما مِن دَوْرٍ آخر لي في هذه الدنيا؟
كنتُ قد وَرِثْتُ عن والدتي وجدّتي موهبة التطريز الفلاحيّ، لم يكُن يخلو رُكنٌ مِن أركان بيتي مِن مَشغولاتي المُتميِّزة.
دلَّتْني جارتي على سيّدة أعمال معروفة تنوي البَدْء في مشروع لتشغيل سيّدات البيوت في التطريز التراثيّ المعروف في بلدنا.
كانَتِ السيِّدة وهي مُغتربة ترغب ببَدْءِ مشروع رِبحيٍّ جديد مِن جهة ومساعدة الأُسَر المُتعفِّفة على الإنتاج والعمل مِن جهة أخرى،…
على أنْ تقوم هي بتسويق تلك المنتوجات في بلد إقامتها.
كانَتِ السيّدة بحاجة إلى مَن يُشرف على العمل والتطريز وشراء الموادّ الخامّ والتفصيل…
وهذا ما كُنتُ أُجيدُه وأبرع فيه.
عملتُ بجهد…
كنتُ أُطرِّز ليلًا وأُشرف على السيّدات نهارًا…أَقامَتِ السيّدة أوّل معرض لنا في الخارج وقد حاز على إعجاب الجميع،….
بدأتُ أجني مِن المال ما يَكفيني ويَزيد، ثلاث سنوات مرّت على بَدْءِ المشروع الذي أصبحتُ شريكة فيه بنسبة 40%.

نرشح لك:

الدكتورة نيرمين فاروق حسن خبيرة التغذية و الرياضة … تكتب: الهروب و النعام

أنا الآن أستعدُّ للسفر للإشراف على معرض كبير، كما أنّنا نُعِدُّ الآن لخَطِّ إنتاج جديد ندخُل به التطريز في صناعة الأثاث، وهذا ما يلزمه تدريب سأتلقّاه فَوْرَ وُصولي هناك …
أنا سعيدةٌ جدًّا، لم أَعُدْ أبكي حظّي العاثر، ولم أَعُدْ أُفَكِّر سوى بمساعدة الآخرين وتطوير نفسي وإسعادها، فأنا أرى الحياة الآن مِن زاوية أكبر وأوسع.
أرادَ لي الله دَوْرًا آخر…
مساعدة السيّدات الأرامل والمُطلّقات على توفير حياة كريمة لهنُّ ولأطفالهِنّ ….
أصبحَ لي الآن بدل الطفل عشرات الأطفال، أسأل عنهم وأُشرف على أحوالهم.
وأخيرًا تصالحْتُ معَ نفسي وأحبَبْتُها.
ولكِ عزيزتي أقول:
إنَّ الله لم يخلقْ أيًّا مِنّا عَبَثًا، لكلٍّ مِنّا هدفٌ ودَوْرٌ في إعمار الأرض، وهو ليس بالضرورة استنساخًا عن أدوار الآخرين.
السعادة ليست بالزواج فكم من زوجة لم ترا السعادة الا بعد الانفصال، وليست بالاولاد فكم من ام اولادها نقمه عليها، وكم من اولاد يجسدون معنى العقوق حرفياً، ابحثي عن هدفِكِ واسْعَي إلى تحقيقه، ولا تَرْضَي بغَير دَوْرِ البطولة في حياتك
نصيحة…

للاطلاع على مواقع مؤسستنا الاخرى:

الدكتورة نيرمين فاروق حسن تكتب: البطاطس لتعزيز صحة القلب

يا صانعة السعادة لكل من حولك .. لا تجعلي نفسك تحت تصرف الاخرين فلك كامل الحق في اختيار حياتك والاستمتاع بها بما يرضي الله ويحفظ حقك، وإذا انعم الله عليكى بالصحة والمال وراحة البال، فماذا تتمنين افضل من ذلك، والآتى أجمل فقط رددى .. يا رب .. أما الأكيد أن كل شخص فى هذا العالم هو السبب فى سعادته أو تعاسته.
🎯❤️ تحياتي لكل متابعينى فى مصر وحول العالم دمت ودمتم بفضل الله بصحة و عافية.
DR. Nermeen Farouk Hassan
Dr. Nermo of Egypt 👑 ⚽
🔹PhD Physical Education
🔹Master’s Sport Physiology
🔹High Diploma Sport Injuries
🔹High Diploma Islamic Science
🔹Bachelor Physical Education
🔹Helwan University, Cairo – Egypt
🔹Commissioner Egypt 2010 – 2024
🔹CAF Commissioner 2016 – 2018
International Day newspaper, Egypt & London
قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.