الذكريات بين الماضي الجميل والحاضر الأليم … بقلم: جمال القاضي

الذكريات بين الماضي الجميل والحاضر الأليم

بقلم: جمال القاضي        

كل شيء اتغير والنتيجه لما تبص حواليك وتدقق كويس بنطلع ونسأل نفسنا سؤال وهو ليه كل حاجه اتغيرت ؟
اه فعلا كل حاجه اتغيرت، بس كان التغير في البشر، اما الايام والزمان حوالينا هو هو، بص كده شوف، بس عايزك ترجع بالذاكره لورا شويه، زمان وعلى فكره زمان ال بقول عليه مش بعيد ولسه جوانا وكل واحد فينا نفسه يغمض ويفتح ويلاقي الزمان ده رجع من تاني،
طيب ايه بقى في زمان ده ؟
زمان كنت تشوف الحب الصادق وال مش بأقنعه مزيفه وال كان ساعتها هو الصفه والسمه المميزه، زي حب الجار لجاره وقت فرحته تلاقيه ووقت حزنه اول واحد بيواسيه ويقف جنبه في كل ازماته.، زمان كنت تدخل كضيف لاي بيت عيونك عمرها ماكانت تترفع بالنظر لمحتوياته وتفاصيله، زمان كانت الست تمشي على حياء وخجل وكسوف،
زمان لو بنتك اتأخرت في مشوار وده لو صدفه وصدفت في انها طلعت لوحدها ولضرورة كنت تلاقي مليون شاب يوصلها ولاعمره يفكر يكلمها كلمه واحده تجرح حيائها. وهي كمان مستحيل تسبق الشاب او تمشي من امامه
زمان كان الابن يحترم ابوه موجود او مش موجود ولو حذاؤه بس بالبيت والله كان يحترمه لانه بس حذاء ابوه، ولو كان الاب متوفي برضه بيعمل حسابه لان ابوه علمه يعني ايه رجوله ولو عايش مستحيل يتكلم طول مافيه كبار بيتكلموا حتى لو ابوه اتهمه ظلم هو راضي علشان يرضي ابوه، زمان لو الابن فكر يدخن سجاير او حتى اي ريحة دخان تطلع من فمه مستحيل يحصل
زمان والحاره ولمة الجيران وكل واحده من بيتها اي شيء للأكل وقت الغدا، المهم الكل يتجمع مع بعض وال عنده اي نوع من الطبخ والتاني معندوش لازم يروح له بعض منه
العادات المحترمه والأصول العريقه هي الصفه السايده والعرف هو قانون والكل لازم يلتزم بيه وينفذه
اما اليوم تعالى وشوف
شباب في زهرة حياتهم عايشين ليل ونهار مع المخدرات وأشكال على هيئة طباع كلاب ضاله ، شغلتهم التسكع طول اليوم ومضايقة البنات والستات والارامل والمتزوجات حتى لو كان اي صنف منهم هو جارته وللأسف اول واحده في طابور المضايقات بتكون هي
اليوم الابن بيعطي لابوه الكيف والعكس، اليوم مواقع التواصل على الايباحيات ليل ونهار شغاله عادي على التليفون، والنوم ٢٤ ساعه مفيش مشكله، ولا الاعتداء الجنسي والاغتصاب حتى لو كان الاغتصاب على المحرمات عادي ومش غريب ووارد، غياب العقل والتفكير شيء محقق بعد الادمان
ياساده التغير هو تغير في عادات وأخلاق بشر، وعلشان نرجع زي زمان وال لسه معظمنا جواه منه لازم نعيد تربية الاهل علشان يربوا اولادهم لكن مع الأسف مين يربي والمربي فاقد التربية والاسلوب، علشان نرجع زي الاول لازم نقضي تماما على ظاهرة الادمان وتناول المواد المخدرة بانواعها، علشان نرجع عادات زمان لازم القوانين تغلظ وتشدد العقوبات في انواع جرايم كتير زي تناول المخدرات وفي رأي الشخصي المدمن المفروض يتساوى في عقوبته مع عقوبة تاجر المخدرات لانه في النهاية بالتإكيد هيرتكب جريمة من الجرائم ال عقوبتها الإعدام زي القتل والاغتصاب وغيرها، لازم العقوبات وتنفيذها يكون علني علشان الكل يشوف ويخاف، ومفيش دوله عاجزة على محاربة الجريمة وأشكالها، لكن العجز في قرار التنفيذ وثغرات القوانين ال زي ماشوفت ف بعضها حكم في عقوبة ستة أشهر لاغتصاب أنثى بالإكراه و٣ سنوات لقتل عمد، وكل العقوبات مع تأثير المخدر أثناء ارتكبها أقصى عقوبة فيها للقتل هو ٧ سنوات، يبقى كده تشجيع على الجريمة والقتل لان العقوبة مخففه
الحاضر مليء بالخوف لكل سيدة ماشيه لوحدها بالشارع بالليل، الحاضر مخيف لكل طفل راجع من مدرسته وممكن يتخطف واعضاؤه تباع بأي ثمن، الحاضر مخيف والسرقات شغاله علنا والسطو والإرهاب النفسي والتعدى على المارة وسرقة حقائبهم ومافيها عادي وكتير
الحاضر كابوس فيه النفوس عايشه بنظرات حقد وغل وحسد، فيه العيون كل همها انها تتمنى جارها تزول منه نعمه ربنا اعطاها له، فيها نفوس مريضة بالشهوات وثقب كل شيء مغطى وتعريته وتجريده والتركيز على ما تم تعريته منه وسط خيالات وتخيالات مرضية، الحاضر فيه غيبه ونميمة بمجرد ماتختفي او قبل ماتختفي عن الاشخاص ال كنت معاهم من ثواني
الحاضر فيه حب نفس وحب مال ومش مهم منين، من حلال أو حرام ماتفرقش، الحاضر لو كان معاك ملايين عايز مليارات، الحاضر فيه انك عايز تكون احسن من اخوك شقيقك وعايز تعرفه انك بقيت احسن منه بكل شيء، الحاضر ضاعت منه الرجولة والشهامة والعلامات المميزة بين الانثى والرجل وكل الخطوط تداخلت في بعضها، الحاضر اشبه ببحيرة ساكنه مليئه بأنواع كتير من الأسماك فيها الكبير علشان يعيش لازم ياكل الصغير
وعلشان نرجع زي زمان
لازم نحارب كل عادات قبيحه جوانا او حوالينا وكل واحد يبدأ بنفسه، الطالب في مدرسته لما نستخدم اسلوب جذاب مهما كان سلوكه بيخضع ويتعلم، العيب مش في منهج الحياه لكن العيب في الشخص ال هيتلقى المنهج ازاي وبأي اسلوب بتفرق من شخص وشخص، انت اب علم ابنك التربية الصح، انت مدرس علم تلميذك ازاي يتعامل بأسلوب راقي، انت موظف احترم كل ال بيتعامل معاك وخليه يحس بأنه انسان لما يطلب منك خدمه لانك هتقابله مره تانيه وفي مكان تاني وهتكون لك مصلحه عنده زي ماكان له عندك مصلحه من شويه، هنقدر نعمل كده ؟ اه هنقدر لاننا عايزين نتغير من جوانا وماننتظرش حد غيرنا يغيرنا، ساعتها هتشوف الدنيا بشكل تاني مميز غير ال انت وانا شايفينه دلوقت .
قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.