الزوج الصالح طوق النجاة بقلم الشيخ عابد دسوقي المليجي
الحمد لله الذي جعل الزواج عصمة للإنسان من الوقوع في سائر الفواحش، فقال تعالى (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)الروم وقال أيضا(وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم ) النور فلذا وجب على كل ولي أمر يريد رضا الله ورسوله،ويريد الخير والصلاح والفلاح لابنته في الدنياوالأخرة أن يتخير الزوج الصالح لابنته الذي هو طوق النجاة لها و لأولادها . ،وليتذكر وصية سيد الخلق وحبيب الحق محمد صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيها :
(إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إن لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)وما أكثر الفساد الذي نعيشه الآن لما ضربنا بكلام رسولنا عرض الحائط وبدلنا كلامه وقلنا إذا أتاكم صاحب المال أو صاحب السلطة أو صاحب الجاه …..فزوجوه وتركنا صاحب الدين والأمانة والخلق فكانت العاقبة التي لا ترضي الله ولا رسوله،
وليس معنى كلامي أن نهمل صاحب المال أو صاحب السلطة أو صاحب الجاه إطلاقا لكن لا يكون ذلك على حساب صاحب الدين فما أجمل أن يكون تقيا وغنيا!وما أجمل أن يكون تقيا وعنده السلطة والجاه والحسب! فالتقي هو من يخشى الله فيها ويعاملها معاملة الإسلام .
انظر إلى سيدنا الإمام الحسن البصري رضي الله عنه حينما جاءه رجل وقال يا إمام إن لي بنتا قد كثر خطابها فإلى من أعطها إياهم ؟! قال أعطها لمن هو أتقاهم ،قال الرجل ولما ؟ فقال الإمام إن أحبها أكرمها وإن كرهها لم يظلمها .هلا تأملت قول الإمام الحسن البصري لم يقل للرجل اختر صاحب المال أو الجاه أو السلطان أو كذا وهنا سؤال لماذا لم يطلب منه ذلك ؟!لأن السعادة الحقيقية في تقوى رب البرية،فالزوج الصالح هو من يحافظ على زوجته فلا يسبها ولا يضربها ولا يهينهاولا يظلمها بل يصونها ويكرمها ويكون هو طوق النجاة الذي تعبربه وأسرته إلى شاطئ الأمان . فهذا قليل من كثير في فضائل وثمرة الزوج الصالح فهلا دققنا النظر فيمن يأتينا لابنتنا .
فيا ترى هل بذلك فقط تهنأ الأسرة وتستقر؟!أم أن هناك أمرا هاما ينبغي الوقوف عنده ؟!
هذا ما سنعرفه في المقال القادم إن شاء الله وإن طال الأجل .
قدمه لكم الراجي عفو ربه :
فضيلة الشيخ عابد دسوقي المليجي