العندليب الأسمر صوت لا يغيب وحكاية لا تنتهي .. 48 عاما علي الرحيل

العندليب الأسمر صوت لا يغيب وحكاية لا تنتهي .. 48 عاما علي الرحيل

العندليب الأسمر صوت لا يغيب وحكاية لا تنتهي .. 48 عاما علي الرحيل

العندليب الأسمر، صوت مر علينا، ولم يتكرر مرة أخرى، في كل عام، تحل ذكرى رحيل العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، فتعود إلينا صوته، ألحانه، وأغانيه التي لم تفقد بريقها رغم مرور العقود.

كتبت / ليليان خليل

لم يكن عبد الحليم مجرد مطرب، بل كان أسطورة رسمت ملامح جيل، وحكاية لا تزال تروى حتى اليوم.

البداية.. من الفقر إلى المجد

وُلد عبد الحليم حافظ، واسمه الحقيقي عبد الحليم علي شبانة، في 21 يونيو 1929 بقرية الحلوات بمحافظة الشرقية. فقد والديه في سن مبكرة، ليبدأ رحلة معاناة لم تسرقه من حلمه. التحق بمعهد الموسيقى العربية، وهناك التقى بالموسيقار محمد عبد الوهاب، الذي كان بوابته إلى عالم الفن.

الصعود إلى القمة

كانت بدايته الحقيقية عام 1953 عندما قدم أغنية صافيني مرة، التي لم تحقق نجاحًا كبيرًا في البداية، لكن عبد الحليم أصر على تقديمها مرة أخرى في حفلة، وكانت هذه المرة بوابة انطلاقته. بعدها توالت نجاحاته بأغانٍ مثل على قد الشوق، أنا لك على طول، وتوبة.
لم يكن عبد الحليم مجرد صوت، بل كان حالة فنية متكاملة، يتعامل مع الأغنية كعمل درامي متكامل، وهو ما ظهر في أعماله السينمائية التي زادت من شعبيته، مثل أيامنا الحلوة، حكاية حب، الخطايا، ومعبودة الجماهير.يُعدّ عبد الحليم حافظ واحدًا من أعظم رموز الغناء العربي، بل وأساطير الفن التي لم تنطفئ رغم مرور عقود على رحيله. صوته العذب وإحساسه العميق جعلاه يتربع على عرش القلوب، حيث أصبح أيقونةً للأغنية الرومانسية والوطنية في آنٍ واحد.

 

النجومية والتألق

مع مرور السنوات، أصبح عبد الحليم صوت العاطفة والحب، وقدم أغنيات خلدها التاريخ مثل “أهواك”، “جانا الهوى”، “زي الهوا”، و”قارئة الفنجان”. لم يقتصر دوره على الغناء فقط، بل تألق في السينما أيضًا، حيث قدم أفلامًا ناجحة مثل “أيامنا الحلوة”، “الخطايا”، و”أبي فوق الشجرة”.

العندليب والثورة

كان عبد الحليم حافظ صوت الثورة المصرية، حيث غنى للوطن وللشعب، فكانت أغنياته الوطنية مثل حكاية شعب، عدى النهار تعبيرًا صادقًا عن قضايا وطنه وأمته.

لم يكن عبد الحليم مجرد مطرب، بل كان حالة فنية متكاملة، أثرت في الأجيال ولا تزال أغانيه تُغنى وكأنها وُلدت اليوم. بقي صوته رمزًا للحب والشجن، وصورته محفورة في ذاكرة الفن العربي، ليظل العندليب الأسمر خالدًا في وجداننا إلى الأبد.

الحب والألم.. بين الحياة والموت

عاش عبد الحليم حياة مليئة بالمشاعر المتدفقة، سواء في أغانيه أو في واقعه. ظل الحب في حياته غامضًا ومحاطًا بالأسرار، بينما كان الألم رفيقه الدائم بسبب معاناته من مرض البلهارسيا، الذي ظل يحاربه حتى آخر أيامه.

النهاية التي لم تنتهِ

في 30 مارس 1977، رحل عبد الحليم حافظ عن عالمنا، لكنه لم يرحل من قلوب محبيه. ظل صوته حاضرًا، وأغانيه تتجدد مع كل جيل، ليظل العندليب رمزًا للغناء العربي.
لو حكينا يا حبيبي.. نبتدي منين الحكاية؟ ربما تكون الإجابة: من كل مرة نستمع فيها إلى أغنية من أغانيه، فنشعر أنه لا يزال بيننا، يغني لنا، ويحكي لنا حكايته التي لم تنتهِ أبدًا.

المزيد: فى ذكرى العندليب رحلة عامرة بالكفاح وصور طريفه نادرة

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.