“الفطام النفسي..ليه لأ !”
بقلم نيفين منصور
أخصائي نفسي
أخصائي إرشاد نفسي وأسري
“لا تصنع معاقًا في بيتك”
مسلسل (ليه لأ ) الجزء الثالث للفنانه (نيللى كريم)؛ بيناقش مشكله مهمه جدا وهى “الفطام النفسي للطفل والأم”..
بنشوف فى حلقات المسلسل إن الأم ربت إبنها على تلبية كل طلباته والخوف المبالغ فيه على زعله لدرجة إنه بالنسبه لها الحياه، ولو زعل تكتئب وبالعكس مع بنتها؛ مش مهتمه بيها والأهم عندها ابنها (ياسين) تعمل الاكل اللي بيحبه هو الأهم، فى خروجها حتى لو راحت لصاحبتها مش عارفه تستمتع من كتر قلقها على ابنها انه مش هيعرف يحضر اكل لنفسه، عودته على كلمة حاضر وعمره ما سمع منها كلمه لأ!
تعالوا نحلل القصه بشكل نفسي
الأم بتتعلق بأبنها بشكل مرضى؛ لأنها شايفه فيه راجلها وخاصةً لو منفصله عن الزوج او فى تباعد وعدم توافق مع الزوج او فى حاله وفاة الزوج ..والإبن هنا بيوصله شعور امه ويبدأ يعجبه إحساس السلطة والسيطره على الأم والتعلق المرضى؛ لدرجة إنه بيغير عليها وممكن يخنقها بتصرفاته والأم بتكون راضيه ومستمتعه بالإعتماديه المتواطئه بينها وبين ابنها.. هى مستمتعه إنه معتمد عليها ومتحكم فيها من كتر حبها فيه، وهو مستمتع بتلبية كل طلباته واحلامه وبسلطته وسيطرته عليها لانه عارف إنها مش هتقدر تبعد عنه او تقدر على زعله!
الأم صنعت راجل معاق عمره ما هيقدر يسمع كلمه لأ من حد وهيعيش مقتنع ان كل اللي حواليه المفروض يرضوه زيها، هيرفض السلطه او حتى أنه يتنازل فى علاقاته لأنه اتعود من الأم والتي تُعد (النموذج الأول للمرأه في حياة المراهق) على تلبية كل رغباته!
هنشوف من خلال احداث المسلسل إن الأم لما بدأت تفكر ترتبط ياسين رفض الفكرة بشكل غير لائق، بل أهان امه واهان جده وترك البيت عشان يلوى ذراع امه ولما راح لأبوه وجد نفسه مع زوجة الأب اللى بتقول لأ وبقت تطلب منه يخدم نفسه عكس أمه تمامًا اللي شويه وهتاكله فى بوقه!
وبعدها اندمج مع صديق عارف يريحه زى أمه ويعمل كل حاجه تبسطه، طبعًا الصديق كان خبيث علمه كل أنواع الخطأ والمخدرات وترك دراسته واهمل فيها!
هنا الأم دمرت إبنها (بالتعلق المرضى) فلم تعلمه كيف يعتمد على نفسه وكيف يكون مستقل، عودته على الإعتماديه والعنجهيه بسبب حنيتها المفرطة، بل وتسيبها فى تربيته!
هنا لازم نقف وقفه مع نفسنا ونسأل..
هل انا اُربى طفل مستقل ام اصنع رجلًا معاقًا سيجعلنى اعيش حياه مُره واعطيه لزوجته لتُكمل مشوار المعاناه التى صنعتها بيدى وبتربيتى له؟
الكلام ينطبق على الولد والبنت، فالتربية أساسها:
“الحب والاحتواء” مع “حزم وقواعد” لبناء طفل او طفله مستقله فأنا لن اعيش له العمر كله ولا أنا كأم او أب مُلزم أن اتحمل مسؤلية رجل بالغ او اتحمل مسؤلية بنت لها حياتها المستقله بذاتها وأصبحت ام لها أطفال من المفترض أن تكون مسؤله عنهم وليس انا المسؤله عنها هى واطفالها.