القلب يعشق كل جميل” تفاصيل كتابتها بمكة وغناء أم كلثوم لها ؟!!

” القلب يعشق كل جميل” تفاصيل كتابتها بمكة وغناء أم كلثوم لها ؟!!

إسهامات / ثروت عبدالرؤوف

أشتهر الشاعر الكبير الراحل بيرم التونسي بالسهر بجنون بداخل الحانات والبارات فيشرب حتى الثمالة .
هكذا عاش غالبية سنوات عمره فنادرا ماكان يغيب عن مثل هذه الأماكن .
وفجأة تغيب عن الصحبة ٠٠ظنوا أنه ربما يكون مريض٠٠ أو سجن٠٠ أو تم نفيه
فهو مناهض للسلطة لا يتوقف عن نقدها ومهاجمتها والسخرية منها

أخيرا جاء أحدهم بالخبر اليقين ٠٠بيرم ليس مريض ولا مسجون ولم يتم نفيه ٠٠ بيرم لبى النداء ٠٠وجلا المنادى
بيرم ذهب للحج!!!
ودارت الرؤس وتصادمت الكؤوس وعلت القهقهة ٠٠ فى صحة الحاج بيرم

بيرم يحج ماشى٠٠عادى (ربنا إننا سمعنا منادى ينادى للإيمان أن أمنوا بربكم فأمنا ) فلا هو أول من سمع فأمن ولن يكون الأخير
ولكن كما يقول المصرين ٠٠يموت الزمار وصباعه بيلعب٠٠أيضا يموت الشاعر وهو يكتب الشعر
وعمنا بيرم شاعر٠٠ وليس بأى شاعر هو بيرم التونسى وما أدراكم ما بيرم التونسى ٠٠وهو يحج كتب قصيدة ” القلب يعشق كل جميل “

عاد عمنا بيرم من الحج كيوم ولدتة امه ولا نزكى على الله أحد
سلم القصيدة لتوأم روحه الشيخ زكريا أحمد ولم يهتم ككل مرة

عمنا الشيخ زكريا هو أيضا حدوته كبيرة ٠٠قرأ عمنا الشيخ زكريا القصيدة فإنبهر بها ٠٠و على الفور تذكر الست أم كلثوم ٠٠إن مثل هذا الكلام يحتاج إلى إحساس عالى وأعذب الأصوات ومن غير الست يمتلك ذلك !!!
لحن عمنا الشيخ زكريا القصيدة وذهب بها للست وكله ثقة وإطمأنان بأنها سوف تطير من الفرح!!!

لكن لكل أجل كتاب ولكل حدث حديث ولكل آن أوان !!
الست لم تتحمس ٠٠وتحفظت على بعض الكلمات٠٠ وبعض النغمات !!!
معقول الكلام ده يا عالم ؟؟
الشيخ زكريا يسأل نفسه و يتعجب !!!
أكيد الست فقدت حاسة التذوق!!! أكيد ألحان عبدالوهاب وبليغ والطويل والموجى أتلفت ذوق الست!!!
يا خسارة يا ألف خسارة!!!

سجل الشيخ زكريا الأغنية بصوته وبعث بها للإذاعة المصرية ٠٠ومن عجب العجاب أن الإذاعة رفضت الأغنية ٠٠هو فيه إيه ٠٠الناس جرى لها إيه !!!
إذاعة لندن طلبت الأغنية ولكن لم يلتفت إليها أحد!!!
سبحان الله

ودارت الأيام ومرت الأيام وتعب قلب الست ٠٠وإستبد به المرض وفتشت فى أوراقها القديمة عن ترياق للقلب الذى أنهكه العشق!!
أخيرا وجدت قصيدة عمنا بيرم (القلب يعشق كل جميل) ويكأنها تراها لأول مرة ٠٠وقد مر على وفاة كاتبها عشرة سنوات لكن الكلمات لا تموت ٠٠الكلمات تظل باقية حية ما بقيت القلوب

أرسلت الست القصيدة لعمنا رياض السنباطى فقرأ الكلمات
دخلت الست كواكب على زوجها عمنا رياض السنباطى فوجدته يبكى
ما يبكيك يا رياض؟؟!!
لم يكتب لى الله حتى الأن زيارة بيته المعمور ولا مسجد رسوله المحبوب ولكن !!!
لكن ماذا يا عمنا !!؟؟
الست بعثت لى بقصيدة سوف أحج بها وأزور
وقرأ علي زوجته هذه الأبيات
مكة وفيها جبال النور هلا على البيت المعمور
فيها الأحبة تنول كل إللى تتمنى
فيها فرح وسرور ٠٠وفيها نور على نور
وإللى شرب غنى !!!

والله لأكتب لهذه الكلمات لحن يتعجب منه أهل الأرض والسماء
هكذا عقد العزم وكانت النية !!؟؟
وكعادته إعتكف عمنا السنباطى فى محرابه وكتب لحن عجيب غير كل الألحان لا هو مثل لحن نهج البردة ولا هو مثل لحن سلو قلبى وليس كمثله لحن
إستعان بالحب الإلهى وإعتمد على قفلات متصلة تصاعدت تصاعد تدريجى إلى قمة الذروة
واحد مفيش غيره ملا الوجود نوره
دعانى لبيته لحد باب بيته
وأما تجلى لى بالدمع ناديته

أخيرا إنتهى عمنا السنباطى من اللحن وأصبح راضيا مرضيا

إتصل السنباطى بعمنا عبده صالح عازف القانون وقائد فرقة الست وإتفق معه على حجز إستديوا ٤٦ بالإذاعة المصرية لعمل البروفات

فى يوم ٣ فبراير من عام ١٩٧١ ولأخر مرة تصعد الست على المسرح

وتأمل أعزك الله كانت هذه هى المرة الأخيرة التى تصعد فيها الست على المسرح !!!وتوفت الست بعدها بأربعة أعوام وفى نفس اليوم ٣ فبراير !!!

وتعزف الفرقة ويلامس عمنا عبده صالح أوتار القانون وتلامس النغمات القلوب وتبتهج الست ويقوى القلب المريض وتنجلى الحنجرة الذهبية وتقول بلا خجل ولا وجل

القلب يعشق كل جميل
فالعشق هنا مباح والمعشوق هنا هو العشق كله
وتدور الألحان والراح وسمعنا وسكرنا
ودخلنا باب السلام وغمر قلوبنا السلام ودعانى لبيته لحد باب بيته
وكنت أبتعد عنه ٠٠وكان ينادينى٠٠ ويقول مسيرك يوم٠٠ تخضع لى وتجينى ٠٠طاوعنى يا عبدى ٠٠طاوعنى انا وحدى
ولما تجلى لى بالدمع ناديتة
ولأول مرة تبكى الست على المسرح ويبكى الجمهور والمستمعين

يا عم بيرم لا تحزن فأنت إن شاء الله فى الجنة ولا نذكى على الله أحد !!
يا شيخنا زكريا لا تحزن لكل أجل كتاب!!
يا عمنا رياض لا تحزن سوف تزور البيت المعمور وتسمع هناك لحنك يردده الناس !!!
يا ست العبرة بالخواتيم ومن كان آخر كلامه على المسرح القلب يعشق كل جميل لا يحزن!!!
يا كل الحجاج
يا كل المعتمرين
يا كل مشتاق لزيارة مكة وجبال النور
غنوا خلف الست ورددوا كلام عمنا بيرم وتمتعوا بأنغام عمنا السنباطى وترحموا عليهم وعلى عمنا الشيخ زكريا