الكنائس الأرثوذكسية الشرقية تحيى الذكرى الـ1700 لمجمع نيقية بمسرح الأنبا رويس
الكنائس الأرثوذكسية الشرقية تحيى الذكرى الـ1700 لمجمع نيقية بمسرح الأنبا رويس
تقرير_أمجد زاهر
شهدت “الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، القاهرة”، ليلة أمس، احتفالًا مهيبًا “للكنائس الأرثوذكسية الشرقية بالشرق الأوسط” بمناسبة مرور سبعة عشر قرنًا على انعقاد “مجمع نيقية المسكوني الأول” عام 325م، في مناسبة شكلت محطة محورية في تاريخ العقيدة المسيحية.
أُقيم الاحتفال الرسمي على مسرح الأنبا رويس، تحت شعار مقتبس من رسالة فيلبي: “محبة واحدة بنفس واحدة” (في ٢: ٢)، وحمل طابعًا روحيًا وثقافيًا استثنائيًا، جمع بين التراتيل، والتوثيق البصري، والخطاب الكنسي الموحد، في حدث يعكس عمق الشراكة الإيمانية بين الكنائس الأرثوذكسية الشقيقة.
وقبيل بدء الاحتفال، استقبل “قداسة البابا تواضروس الثاني” في المقر البابوي بالكاتدرائية عددًا من بطاركة الكنائس المشاركة، من أبرزهم:
“قداسة مار إغناطيوس أفرام الثاني” بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس،
“قداسة الكاثوليكوس آرام الأول ” كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا الكبير،
“قداسة البطريرك ثيؤدوروس الثاني” بطريرك الإسكندرية وسائر إفريقيا للروم الأرثوذكس.
بالإضافة إلى عدد من رؤساء الطوائف وممثلي الكنائس في الشرق الأوسط، من بينهم “نيافة المطران سامي فوزي” رئيس الكنيسة الأسقفية بمصر، و”القس أندريا زكي” رئيس الطائفة الإنجيلية، وممثلو مجلس كنائس الشرق الأوسط ومجلس كنائس مصر، وسفير فنزويلا بالقاهرة.

في مشهد احتفالي مهيب، خرج الآباء البطاركة وممثلو الكنائس إلى ساحة الكاتدرائية، حيث استقبلهم “عرض كشفي” تبعه أداء مؤثر لفرق الكورال التي رتلت ترانيم روحية من درجات السلم الخارجي للكاتدرائية.
ثم عقد البطاركة الثلاثة “مؤتمرًا صحفيًا” مشتركًا، قبل أن يتوجه الجميع إلى :مسرح الأنبا رويس” لانطلاق الفعاليات الرسمية.
فقرات فنية وتوثيقية متميزة
تضمن الاحتفال مجموعة من الفقرات الفنية التي أبرزت التراث الروحي لكل كنيسة، منها:
_ ترانيم قدمها “كورال “هارفيست” من كنيسة مارجرجس بالمنيل،
_ تسابيح من كورال كنيسة السيدة العذراء للسريان الأرثوذكس،
_ ألحان أرمينية رتّلها مطارنة الكنيسة الأرمينية، في مزج فني وثقافي متنوع يجسد وحدة الإيمان رغم اختلاف الطقوس.

كما تم عرض “فيلمين توثيقيين:: الأول بعنوان “مجمع نيقية” من إنتاج دير الشهيد مارجرجس للراهبات بمصر القديمة، والثاني بعنوان “حراس الوديعة” من إنتاج المركز الإعلامي للكنيسة القبطية، ليقدما سردًا بصريًا للتاريخ العقيدي وتحديات الكنيسة الأولى.

كلمات من القلب
ألقى “قداسة البطريرك ثيؤدوروس الثاني” كلمة أعرب فيها عن الامتنان للمشاركة في هذا الحدث التاريخي، معلنًا أن كنيسته ستخصص عام 2025 لتكريم “القديس أثناسيوس الرسولي”، بطل مجمع نيقية وأحد أبرز آباء الكنيسة.
وفي ختام الأمسية، وجه “قداسة البابا تواضروس الثاني” كلمة شكر وتقدير لجميع الحضور، مؤكدًا على أن “وحدة الإيمان والرجاء والمحبة” تبقى حجر الزاوية في خدمة الكنيسة اليوم وفي المستقبل.
هذا الاحتفال المشترك، الذي جمع كنائس الشرق الأرثوذكسية الثلاثة، يعد “سابقة روحية وتاريخية ملهمة” تعيد التأكيد على وحدة الجذور رغم تنوع الفروع، وتضع أساسًا لمزيد من التعاون الكنسي المشترك في السنوات المقبلة.