اللحظات الأخيرة في حياة أبوالعلا السلامونى “عاش مهموما بقضايا الوطن”
اللحظات الأخيرة في حياة أبوالعلا السلامونى “عاش مهموما بقضايا الوطن”
حالة من الحزن الشديد سيطرت علي الحركة الثقافية اليوم بعد الرحيل المفاجئ للكاتب الكبير محمد أبوالعلا السلامونى .
وعبر صفحته الشخصية بالفيس بووك نشر الكاتب والناقد المسرحي ناصر العزبي ناعياً رحيل الكاتب المسرحي الكبير محمد أبو العلا السلاموني ناعياً الثقافة العربية قائلاً : ( إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون
فقدت الحركة المسرحية في الوطن العربي كاتبا عظيما، أحد أعمدة الثقافة العربية، وأحد الكتاب المهمومين بقضايا الوطن وهويتنا الثقافية وبتاريخ المسرح المعاصر
الكاتب الكبير ” محمد أبوالعلا السلاموني “
ويشاء القدر أن يظل نشطاً مستمراً في عطائه الفكري حتى آخر نفس في حياته متمسكاً بمبادئه، مستمراً في الدفاع عنها، مؤمناً برسالته، يشارك في معظم الفعاليات الثقافية، ويشاء القدر أن يتوفي بعد دقائق من بدء اجتماع كان قد طالب به لمناقشة مصير مجلة المسرح ، توفى في تمام الواحدة والنصف ظهر الأحد 18 يوليو بمقر المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية .
مات وهو يتحدث بحماس رافضاً توقف إصدارها ورقياً وتحويلها إلى إصدار إلكترونى ، يتحدث بحماس وانفعال شاب فى العشرينات من العمر، وفجآة يضيق به التنفس ويفقد الوعى وسط ذهول وصدمة الحاضرين، ليشاء القدر ان تنتهى حياته وهو يدافع عن ما يؤمن به.
ميتافزيقا التميل في تراثنا الثقافي
وقد استمر الكاتب الكبير في عطائه الفكري حتى أخر يوم في حياته، وقبل وفاته بيوم واحد أرسل لي دراسته بعنوان (ميتافزيقا التميل في تراثنا الثقافي) ليتحاور معي بشأنها، وهي مقدمة ضمن دراسات المحور الفكري للمهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الـ16 والتي كان سيعرضه في أولى ندواته أواخر الشهر القادم، وهو عضو بالجنة المحور الفكري للمهرجان منتهياً من كل ما كلف به بشأن البرنامج الخاص بهذا المحور، وأيضاً كان قد صدر له خلال الشهور الأخيرة كتابين (بيان للمسرح الشعبى) عن الهيئة العامة لقصور الثقافة،” بيان للمسرح الشعبي )عن المركز القومي للموسيقى والمسرح، وكنا قد تحدثنا منذ شهر مع د. هشام عطوة بمكتبه عن استئناف مهرجان مسرح الغرفةبدمياط والذي كان قد راس لجنة التحكيم به في دورتين منه، وكنا على موعد لحضور مسرحية المخرج حسن الوزير التي تعرض على مسرح الطليعة هذه الأيام، هكذا كان في نشاط دائم مشارك ومتابع ومتفاعل مع الحركة المسرحية عن قرب .
جائزة الدولة التقديرية
وأذكر أن جامعة دمياط في ديسمبر الماضي كانت قد رشحته لنيل جائزة النيل في الدورة المنتهية عن عام 2022 ، ولأنه كان إنساناً متصالحاً مع نفسه قدر للجامعة ترشيحها واعتبار الترشيح في حد ذاته جائزة إلا أنه كان يتمنى فوز “د. محمد عناني” بها خاصة وأنه لم يكن ليحصل عنها في العام الماضي، ونظراً لتاريخه ولعطائه الكبير تمنى حصول عناني عليها، منتظراً ان يأتي دوره في العام القادم إلا أن القدر لم يمهله فرصة الحصول عليها، وكان قد حصل على جائزة الدولة التقديرية عام 2018 .. رحل محمد أبو العلا السلاموني المولود في دمياط في 3 يناير 1941 والذي استمر في عطائه الفكري على مدى يزيد عن ستة عقود.. رحم الله الفقيد العربي الكبير وألهم اسرته وتلاميذه الصبر، اللَّهم اغفر له وارحمه وادخله فسيح جناتك مع الأبرار والصديقين … وستقام صلاة الجنازة بعد صلاة المغرب بمسجد الشرطة بالشيخ زايد.. وداعا المبدع النبيل الصديق والأخ والعالم والمفكر والمنتمي ، وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون ))