اول يوليو ذكرى وفاة فارس الاغنية محمد الموجى

صاحب الروائع الفنية رحمة الله عليه

الموجى كما لا يعرفه احد

كتبت / غادة العليمى

ذكرى رحيل الموسيقار محمد الموجى ١ يوليو ١٩٩٥

نشأ الموجى فى أسرة عاشقة للموسيقى والغناء
فوالده كان هاويأ للموسيقى ويجيد العزف على بعض الالات الموسيقية
وكان عمه عاشقا للغناء ويمتلك مكتبة موسيقية ضخمة لاساطين الطرب
وكان الموجى يمضى الساعات الطوال فى الاستماع الى ابداعات رواد التلحين والغناء من خلال اسطوانات الجرامافون فى منزل عمه
فعشق الموسيقى والغناء منذ صغر سنه
والمعروف عن النجم الموسيقار
محمد الموجى
انه موهوب ملتزم يفكر ويدقق ويخطط للعمل الفنى قبل التهيؤ لمرحلة إستقبال الإلهام والإبداع، وكأنه أمام مشروع هندسى يحتاج لدراسة الظروف المحيطة والهدف المنشود والإمكانات المتاحة قبل بدء التصميم والتنفيذ، فكانت كل أعماله ومازالت ذات وقع غائر مؤثر فى نفوس عشاق الموسيقى والغناء .
نادراً ما تجد من ألحانه ما أُعِدَّ بالصدفة أو من خاطر عابر إستخدمه فى غير موضعه بُخلاً وكسلاً.

الأمثلةمن إبداعاته كثيرةومتنوعة وواضحة لعمالقة الطرب والغناء ، منها ثلاثة أغنيات خفيفة -أدعم بها وجهة نظرى-لفريق عمل واحد جمع بين الموسيقار محمد الموجى والشاعر حسين السيد والفنانة صباح، وأحسب أن هذه الأعمال من روائع الفن أتاها محمد الموجى بموهبة وخبرة وعلم ولم يجئها إرتجالاً.

  • الأولى هى أغنية “الدوَّامة” فى فيلم “الأيدى الناعمة” التى تصوَّر فيها موسيقى محمد الموجى بمقدرة عجيبة تستحق التفكر”حركةالمياه الدائرية” أثناء حدوث الدوامة البحرية والتى تنتهى بسحب الكائنات إلى قاع البحر فيرسم اللحن أمامنا صورة الدوّامة طوال مدة الأغنية فتشدنا إليها ولا تفلتنا (أدعوكم لسماع الأغنية والبحث عن موسيقى الدوَّامة).
    والثانية هى أغنية “سلموا لى على مصر ” فى فيلم “نار الشوق” ورغم أن كلمات الأغنية تجمع بين الشوق والحنين للحبايب وبين الشوارع والكبارى وساعة العصاري فى مصر والفخر بالأهرام وتوت عنخ آمون والسد العالى ومسجد الإمام الحسين وخان الخليلي والصاغة.إلا أن لحن محمد الموجى العاطفى الوطنى المبهج وبإستيعاب شامل ومقدرة مذهلة وظَّفت اللحن مع تصوير فرقةرقص فولكلورى تستهل رحلتها للقاهرة إستطاع أن يصنع من كل هذه القطوف “كوكتيلاً” ممتعاً سائغ شرابه لذَّة للسامعين.
    والثالثة هى أغنية” الراجل ده هيجنّنى” لصباح وفؤاد المهندس وكيف تغيَّر لحن الموجى داخل الأغنية – دون أن يشعرنا- بين المقطع الذى تغنيه “المطربة” صباح وفيه من الطرب والموسيقى العذبة التى تصاحب صوتها الجميل ما تستحسنه الأُذُن ، وبين المقطع الذى يغنيه”أستاذ الكوميديا” فؤاد المهندس من تجزئة الجملة وسرعة النطق بالكلمة فى إيقاع سريع خفيف الظل تختفى معه القدرات الصوتية ويمر سريعاً للقلب ، فإستمعنا ل”دوّيتو” غنائى ممتع وكأنه لإثنين من أعتى المطربين .
    إحترام الجمهور والإهتمام بأدق التفاصيل بوابة المرور إلى وجدان الناس دون رسوم .
    أستاذ محمد الموجى . أمتعتنا ومازلت تمتعنا . رحمك الله .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.