بذور اليأس..الاحتواء الصحى الداعم يضمن للأبناء الخروج الآمن من اليأس
بذور اليأس.. يمر الأبناء خلال رحلتهم في الحياة بأوقات من الإخفاق والفشل التام من وجهة نظرهم، تتركهم في حالة من اليأس والشعور بالاحباط. المشاعر طبيعية، لكن طريقة التعامل معها هي التي تحدد إذا كان الابن يتجاوزها أم يظل عالقًا فيها مع التكرار.
بقلم: مي رضا
بذور اليأس.. لا بأس بالفشل أو الحزن، هم جزء من الحياة، لكن كيف نتعامل معهما ونتجاوز معًا ؟ هو ما يجيب عليه المقال .
احتواء مشاعر الأبناء وقت الفشل والإخفاق ومساعدتهم للخروج من هذا الحال، يعمل على تعزيز الصمود النفسي وبناء المناعة الصحية تجاه عثرات الحياة المختلفة. وهنا يجب الاهتمام بطرق إحتواء المشاعر، لا الإنقاذ منها ،حتى نقوم بدور الدعم بشكل يساعدهم على التخطي بسهولة لا بوعدهم بعدم التكرار.
مفهوم احتواء المشاعر
• عندما يواجه الابن إخفاقًا ما، يكون بحاجة إلى شخص يستمع إليه دون مقاطعته أو التفكير في كيفية ازالة هذه الحالة عنه. فقط الاستماع العميق وحسن الإنصات، حتى ينتهى تماما من سرد ما يستطيع. الحذر التام من إلقاء اللوم عليه حتى لا يشعر بعدم الأمان، أو وعده أن تفعل ما بوسعك حتى لا يشعر هكذا مرة أخرى، لأنه وعد كاذب ولا يمكن تنفيذه.
الدعم فقط هو كل ما يريده أو الحضن الصامت مع التأكيد بالحب مهما حدث ليشعر بالأمان التام.
أهمية احتواء المشاعر
• يفيد في توفير بيئة آمنة يشعر الأبناء من خلالها بالراحة، عندما يدركون أنهم يستطيعون التعبير عن مشاعرهم دون خوف من اللوم أو الإنتقاد.
• تعزيز التفاؤل وتقديم الدعم الإيجابي للأبناء، يساعدهم في إعادة بناء ثقتهم بأنفسهم والبحث عن حلول جديدة.
من الطبيعي أن يشعر الأبناء بالحزن أو الغضب بعد الفشل، ومن ثم يأتي دور الأهل بتفهم هذه المشاعر والاهتمام بها وعدم التقليل منها أو من الموقف.
“أثر احتواء المشاعر على الأبناء”
• الوقاية من الاضطرابات النفسية.. عندما يُترك الابن يواجه الفشل وحده دون احتواء ودعم، فتتراكم مشاعر الحزن والإحباط وتتحول إلى قلق ويزيد إلى الكأبة أحيانا وتعتبر هذه المشاعر تربة خصبة لبذور اليأس. أما احتواء تلك المشاعر بطريقة صحية يُخفف من تطورها إلى اضطرابات نفسية.
• تعزيز الثقة بالنفس والمرونة النفسية.. عندما يشعر الابن أن مشاعره مفهومة ومقبولة، تزداد ثقته بذاته، ويصبح أكثر قدرة على مواجهة التحديات دون أن ينهار نفسيًا. هذه المرونة النفسية هي أحد أهم مكونات الصحة النفسية السليمة.
• تنمية مهارة التعبير عن المشاعر.. الاحتواء يُعلم الأبناء كيفية التعبير عن مشاعرهم بطريقة صحية، ويُساعدهم في فهم أن الشعور بالحزن أو الفشل حال متغير ولا يقلل من قيمتهم.
• تقوية العلاقة مع الأهل كمصدر أمان.. حين يجد الابن الأمان في عائلته عند مروره بلحظات الضعف، يتكون لديه إحساس داخلي بالثقة، وهو عنصر رئيسي في الصحة النفسية، خصوصًا في سنوات العمر الأولية.
باختصار، الاحتواء وقت الفشل لا يُخفف فقط من أثر التجربة السلبية، بل يبني قاعدة نفسية قوية تُمكّن الابن من النمو بشكل صحي، عاطفيًا وسلوكيًا.
“طرق التعامل مع لحظات الاخفاق والمشاعر المصاحبة له”
• الاستماع بإنصات وتقديم الدعم النفسي.
• المساعدة على فهم أن الفشل خطوة نحو النجاح.
• التوجيه نحو التفكير الإيجابي.
• تعزيز مهارات التكيف والمرونة، مثل الرياضة، التأمل، أو الكتابة عن مشاعرهم يساعد في تحويل الإخفاق إلى تجربة تطوير ذاتي.
• تعليم وضع أهداف صغيرة قابلة للتحقيق.
• تعليم مهارات التكيف والتعامل مع الأزمات.
لا يمكن تجنب متغيرات الحياة تمامًا، لذلك يجب البحث عن حلول بديلة بدلاً عن الوقوع فريسة أو بذور جاهزة لليأس.
وختاما.. الأبناء يحتاجون إلى الدعم المتواصل كي لا يغرقوا في الشعور بالعجز. عندما يشعرون بأن لديهم من يساندهم، يصبحوا أكثر قدرة على التعلم من التجارب بدلاً من الانهيار أمامها. احتواء المشاعر استثمار طويل الأمد في بناء شخصية قوية ومتزنة للأبناء، تمكنهم من مواجهة المستقبل بثقة وإصرار وإنبات الأمل فى قلوبهم.