ثورة في منظومة التصدير المصرية: الذكاء الاصطناعي يقود التيسير نحو العالمية

كتب/ ماجد مفرح

تشهد منظومة التصدير المصرية تحولاً جذريًا نحو التحديث والرقمنة، بهدف تعزيز تنافسية المنتج المحلي في الأسواق العالمية، يأتي هذا التحرك بجهود مشتركة من وزارتي المالية والاستثمار والتجارة الخارجية، اللتين أعلنتا عن استراتيجية متكاملة تعتمد بشكل كبير على دمج التكنولوجيا الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، لتيسير الإجراءات وتقليل التكاليف على المصدرين.

تطوير شامل على غرار المراكز اللوجستية

كشف أحمد كجوك، وزير المالية، وحسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، عن العمل الجاري لتطوير منظومة التصدير بالكامل، بحيث تحاكي نموذج مراكز الخدمات اللوجستية الناجحة في مجال الاستيراد، الهدف المعلن هو بناء منظومة تصدير متكاملة تلتزم بأفضل الممارسات والمعايير الدولية، مما يضمن سلاسة وفعالية أكبر في حركة البضائع المصرية نحو الخارج.

ويُعد هذا التوجه ضروريًا، خاصة بعد الزيادة الكبيرة في مخصصات دعم التصدير التي بلغت ٤٥ مليار جنيه في موازنة العام المالي الحالي، وهو ما يعكس التزام الدولة بدعم القطاع التصديري.

وزير المالية أحمد كجوك
وزير المالية أحمد كجوك

رقمنة الإجراءات والاعتماد على الذكاء الاصطناعي

أكد الوزيران، على الشروع في إعادة هندسة شاملة لإجراءات التصدير، لتحقيق أقصى درجات التيسير، مع التركيز على التحول الإلكتروني لتسريع الدورة المستندية والقضاء على البيروقراطية.

ويأتي الاعتماد على الذكاء الاصطناعي كركيزة أساسية في هذه الخطة، حيث سيُستخدم بشكل أكبر لتيسير إجراءات التصدير وتسهيل دورة العمل الجمركي، مما يعد خطوة نوعية لرفع كفاءة الأداء.

كشف ومعاينة متطورة لرفع الكفاءة اللوجستية

لم يقتصر التطوير على الجانب الإجرائي فحسب، بل شمل أيضاً تحديثاً ملموساً في البنية التحتية بالموانئ، فقد أشار البيان المشترك للوزيرين، إلى بدء تنفيذ مشروع لتطوير بيئة العمل الخاصة بإجراءات التصدير في الموانئ، حيث تم البدء في تشغيل وحدات «كشف ومعاينة متطورة» في ساحات التصدير.

جدير بالذكر أن هذه الوحدات تمتاز بكونها صديقة للبيئة وقابلة للتوسع، مما يضمن مواكبتها للنمو المتوقع في حجم الصادرات المصرية، وتهدف هذه الوحدات بشكل مباشر إلى رفع كفاءة الخدمات اللوجستية المقدمة للمصدرين.

“نافذة” كمنصة جامعة لحركة التجارة

وفي سياق متصل، أشار الوزيران، إلى الدور الحيوي الذي تلعبه منصة “نافذة”، والتي باتت تغطي أكثر من ١٣٠ موقعًا جمركيًا، وتعد “نافذة” بمثابة رابط إلكتروني محوري يربط حاليًا بين ٣٥ جهة حكومية مختلفة، مما يساهم بشكل فعال في تيسير حركة التجارة وتبادل المعلومات بكفاءة عالية.

ومن المتوقع أن يعزز دمج الذكاء الاصطناعي ضمن منظومة التصدير من القدرات التنسيقية والتنفيذية لـ”نافذة”، دافعًا مصر نحو تحقيق مستهدفاتها الطموحة في مجال التصدير العالمي.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.