جعلونى مجرما .. فقدان القدوة والمشكلات الأسرية وعلاقتها بالإنحرافات السلوكية

جعلونى مجرما .. فقدان القدوة والمشكلات الأسرية وعلاقتها بالإنحرافات السلوكية

لاشك أن التربية هى أساس بناء الشخصية ومحورها الأساسي، وبالبحث وراء كل جريمة تحدث فى المجتمع تجد الكثير من الأسباب المتعلقة بالتربية والتنشئة الاجتماعية

بقلم : ميادة عابدين

فهناك قاتل وسارق ومجرم ونصاب ومحتال وعديم الشرف والضمير وغيرهم ممن تربوا بطريقة خاطئة ؛ وهناك عدة عوامل تؤدى إلي صنع طفل لديه سلوك عدوانى أو إجرامى.

العوامل التي قد تؤدي إلى السلوك الإجرامي لدى الأطفال

أولها بيئة أسرية مفككة وغير مستقرة؛ عندما ينشأ الطفل في بيئة منزلية مليئة بالخلافات المستمرة، أو يعاني من انفصال الوالدين، أو يشهد العنف في المنزل، فإنه غالبًا ما يشعر بعدم الأمان والقلق، مما يؤثر سلبًا على صحته النفسية وتطوره العاطفي؛ بالإضافة إلي الإهمال العاطفي والجسدي ؛ حيث يؤدي إهمال الطفل وعدم تلبية احتياجاته الأساسية، بما في ذلك الدعم العاطفي، إلى شعوره بالتهميش والظلم ؛ هذا الإهمال قد يدفعه إلى سلوكيات عدوانية لجذب الانتباه أو للتعبير عن مشاعر الإحباط ؛ التعرض للعنف الجسدي والنفسي ؛ فالعقاب الجسدي القاسي، والتنمر، والكلمات المؤذية مثل وصف الطفل بـ “الغبي”، يمكن أن تسبب تشوهًا نفسيًا للطفل، وتنمّي لديه سلوكًا عدوانيًا ومشاعر الغضب تجاه الآخرين.

سلوكيات سيئة وانحرافات أخلاقية

هناك أسباب أخرى أكثر خطورة منها عدم وجود قدوة حسنة أمام الطفل ؛ فقد يكون أحد الأبوين معتادا علي فعل شىء سيء أو يرتكب أعمالًا عنيفة، مما يؤثر ذلك بشكل كبير على الطفل، الذي يعتبر سلوك والديه نموذجًا يحتذى به. هذا يجعل الطفل أكثر عرضة للانخراط في الجريمة ؛ عدم تعزيز القيم الأخلاقية والدينية في الطفل، وعدم تعليمه التمييز بين الصواب والخطأ، يجعله أكثر عرضة لانحراف السلوك ؛ أيضا رفقاء السوء و عدم مراقبة الوالدين لأصدقاء أبنائهم، أو إعطائهم حرية مطلقة في اختيار أصدقائهم دون توجيه، قد يجعل الطفل يتأثر بسلوكيات غير سوية من صديقه .
في النهاية عندما لا يضع الوالدان قواعد وحدودًا واضحة لسلوك الطفل منذ البداية يؤدي ذلك إلى سلوكيات غير منضبطة وانحرافات أخلاقية في كل مراحل حياته.

الكاتبة واستشارى العلاقات الأسرية والنفسية ميادة عابدين

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.