جلد الذات والاستمتاع بالالم النفسي وكيفية التخلص من جلد الذات

جلد الذات والاستمتاع بالالم النفسي وكيفية التخلص من جلد الذات

كتبت د/ دعاء أبو زيد.

جلد الذات

 

هو أحد أخطر الأمراض النفسية التي قد يعاني منها الشخص، مما يدفعه إلى أن يضخم أخطاءه ويتلذذ بالحديث عنها ويفرح عند جرح نفسه؛ للشعور بالمزيد من الألم والعذاب النفسي، حيث يبدأ بسخط ذاته، ثم يعتاد ويتأقلم على هذا السخط، حتى يصل به الأمر إلى مرحلة الاستمتاع بجلد الذات، وقد يصل لحد العشق لهذا السخط!
قيمة الذات تأتي من شيء واحد، أن تعتقد أنك إنسان ذو قيمة. تنظر لذاتك بالنظرة المتفائلة، حتمًا ستصبح عظيمًا في نظر نفسك أولًا وفي نظر الآخرين، احترامًا وتقديرًا لك.

مفهوم جلد الذات :

ومفهوم جلد الذات له معنيين
المعنى المادي، وهو إلحاق الضرر بالجسد بغرض اللذة والتمتع.
المعنى المعنوي، وهو الذي يشير إلى لوم الإنسان لنفسه؛ لارتكابه سلوكيات خاطئة.
وله تسميات أخرى منها: تحقير الذات، وإذلال الذات.
ولكن للأسف التفنن بأشكال التعذيب ولوم الذت
فعلينا أن ندرب أنفسنا على نقد الذات وليس جلدها، فالنقد شعور إيجابى يتيح لنا أكتشاف مواطن الضعف والقوة بموضوعية، فنجيد قراءة أنفسنا ولا نخشى من مواجهة التحديات نستفيد من أخطائنا، نتمكن من الوصول لأهدافنا من خلال التخطيط الجيد والنظرة الموضوعية، الشعور الإيجابى لنقد الذات ينبع من الرغبة الحقيقية قى النجاح والثقة بقدرتنا للوصول لأهدافنا. و
قيمة الذات تأتي من شيء واحد، أن تعتقد أنك إنسان ذو قيمة. هكذا وزن الكاتب الأمريكي وين داير قيمة الذات. طالما كنت تنظر لذاتك بالنظرة المتفائلة، حتمًا ستصبح عظيمًا في نظر نفسك أولًا وفي نظر الآخرين، احترامًا وتقديرًا لك.
ولكن للأسف نجد أن الكثير من الأشخاص يضعون ذواتهم في آخر رفوف القيمة! يحتقرونها ويقللون من شأنها، وربما تصل بهم الحالة إلى التفنن بأشكال التعذيب ولوم الذات وتأنيب الضمير

الفرق بين جلد الذات ومحاسبة النفس:

جلد الذات: شعور سلبي يظهر في أوقات الهزائم والإحباطات بسبب مناخ الهزيمة حين يخيم على الأجواء. حيث يلوم الشخص ذاته ويوبخ نفسه على أخطائه بشكل مستمر وغير صحي ويعجز عن مسامحة نفسه أو التصالح مع الذات، وتقل النجاحات وتبهت في نظر الشخص، ويتصدر الفشل الساحة، ويبدأ بالتقوقع على نفسه، والانغلاق عن رؤية الأمور بعين الصواب، ودائمًا ما تكون هنالك حجج لتبرير الشعور بالعجز؛ مثل مسايرة الأحداث أو الرضا بالأمر الواقع!

أما محاسبة النفس فهي شعور إيجابي ناضج يتمثل في معرفة مواطن الضعف والقوة بصدق وموضوعية، أي أن يقوم الشخص بتقييم مواطن قوته وضعفه دون تجريح نفسه ودون التلذذ بعذاب روحه. فيجيد قراءة نفسه ومحيطه، وبالتالي لا يخشى من مواجهة التحديات والمغامرات، ويرفض التقوقع والعذاب! ويسير بالتوكل على الله، مع العمل على أسباب النجاح والتخطيط الجيد، وفهم أخطاء الماضي وأسبابها وظروفها والاستفادة منها.
ويعتبر الشعور بالذنب شعور لا إرادي ويصعب على عدد كبير من الناس التخلص منه

كيفية التخلص من جلد الذات:

تحديات جلد الذات و تانيب الضمير
طرق تحدي جلد الذات كالاتي :-

1 – المواجهة
إذا كنت تشعر بالذنب بانتظام، بسبب شيء ما فالمواجهة
وعدم التهرب من الفعل حيث لن يؤدي تجاهل هذه الأشياء إلى علاجها، ولكن قم بمواجهتها بشكل إيجابي من خلال تحديد السبب الحقيقي للشعور بالذنب ومعالجته،وفضل آلا تلقي له بالًا إذا كان بسيطًا.

2 – تصحيح الأخطاء
إذا ارتكبت خطأ حقيقي فلا تهدر طاقتك في الشعور المبالغ فيه بالذنب، فيمكنك مثلًا الاعتذار للأشخاص الذين أغضبتهم، أو تصحيح الفكرة الخاطئة التي أخذتها عن شيء ما، قد يساعدك ذلك على تخطي الموقف بدلًا من جلد الذات.

3 – توقف عن لوم الآخرين
من الطبيعي أن ترغب في توجيه أصابع الاتهام عندما تشعر بالذنب لأشخاص آخرين، حتى لا تشعر بالذنب، ولكن هذا لن يساعدك في شيء، والأفضل أن تتحمل المسؤولية تجاه الشيء الذي يسبب لك الضيق ومحاولة حله بشكل ما.

4 – تحمل المسؤولية
إذا كان سبب شعورك بالذنب هو تدني احترام الذات، وإذا كنت تشعر أنك لا تستحق أي شيء جيد، فهذا ينتج عن قلة الثقة بالنفس، الأمر الذي قد تستغرق معالجته وقتًا ولكنها غير مستحيلة، وذلك من خلال التركيز على مواهبك ومهاراتك وصفاتك الإيجابية، ومحاولة تعزيزها أو ترجمتها على أرض الواقع في صورة أفعال، وكن على علم أنك تستحق الأشياء الجيدة.

5 -التصالح مع الذنب
الذنب موجود دائما إذا لم تكن متصالحًا مع ذلك، فلن تخرج من دوامة الشعور بالذنب أبدًا، ويمكنك تذكير نفسك، بأنك قد تشعر بالذنب حتى ولو لم تكن مخطئًا، وفي حالة أنك مخطًا فأي خطأ يمكن التحكم به وإصلاحه ليس مستحيلًا.

6 – التعلم من المواقف
إذا استطعت تخطي مرحلة جلد الذات بنجاح فعليك أن تتعلم من الموقف الذي تسبب لك في ذلك، وألا تضع نفسك في نفس النوع من المواقف مرة أخرى حتى لا تكرر الخطأ

أعراض جلد الذات:

تظهر على الشخص الذي يتلذذ بتأنيب الضمير بشكل سلبي مجموعة من علامات جلد الذات كالآتي:
1 – الشعور بالكسل المبالغ والخمول وانعدام الطاقة.
يعاني مريض جلد الذات من ألم بدني ونفسي، يتزايد يومًا بعد يوم. حتى تبدأ تظهر بعض الأمراض التي لم يعاني منها الشخص من قبل.
تحميل النفس فوق طاقتها من أمور الدراسة أو الوظيفة، مع تجاهل تام لطبيعته البشرية وتقلبها بين النشاط والفتور، والحماس والخمول، مع حاجتها دومًا للاسترخاء بين فترة وأخرى.
2 – تقلب المزاج، والميل إلى المزاج السلبي بشكل أكبر.
الانعزال والاكتئاب والحزن وربما يصل الأمر إلى الإدمان في حالات جلد الذات الشديدة والمرضية.
من أعراض جلد الذات أنه يطمس بصمة الإبداع ومواجهة الصعاب.
العجز عن إنشاء علاقات صحية، وفقدان القدرة على التواصل مع الآخرين.
الأرق والقلق.
انعدام التركيز.
اضطراب الكوابيس والخوف الشديد.
إذا أردت التوقف عن القلق والبدء بالحياة، إليك بهذه القاعدة: عدّد نعمك وليس متاعبك.

كيفية التخلص من جلد الذات والشعور بالذنب :

استعن بالله ولا تيأس، إن ذكر الله يزيل المخاوف والأفكار والتصورات السلبية والوساوس ويطردها من الذهن في الحال، ويعيق تأثيرها على مراكز الانفعال. وكّل أمرك إلى الله ولا تتواكل، وأحسن الظن بالله وتحلى باليقين.
غير حوارك الداخلي وأحدث توازنًا فالطريقة التي تتحدث بها مع نفسك تلعب دورًا كبيرًا في نظرتك لذاتك. قف أمام المرآة كل يوم وعبر عن حبك لنفسك تحدث مع نفسك بحب وتعاطف وتقبل وتسامح وإيجابية.
جلّ من لا يخطئ! عليك أن تقتنع تمامًا أنك لست وحدك، فكل إنسان على كوكب الأرض لديه أخطاؤه وعثراته وأن الخطأ أمر طبيعي جدًا وسيتكرر معنا في رحلة حياتنا لذا يجب أن نسامح أنفسنا على أخطائنا ونتصالح مع ذواتنا ونتقبل عدم الكمال، مع السعي لأن نكون أفضل.
الماضي ماضٍ وانتهي لا يمكننا تغييره فما حدث قد حدث أيقن أن جلد النفس ولوم الذات لن يغيرا شيئًا كل ما سيفعلانه هو أن يزيدا شعورك سوءًا ويعيداك للخلف خطوات أنت تحتاج للتقدم إلى الأمام فلا تنظر للماضي ولا تلم نفسك على الأخطاء فهذا لن يغير شيئًا
الحياة الصحية السليمة ستحفز هرمون السعادة لديك وستخلصك من المشاعر السلبية مارس الرياضة يوميًا وتناول غذاءً صحيًا واشرب ما يكفي من الماء. رفّه عن نفسك واخرج في رحلات بين أحضان الطبيعية لاستنشاق الهواء النقي ومارس اليوجا والتأمل. وافعل ما يشعرك بالسعادة ويمنحك مشاعر إيجابية
كن فخورًا واعمل بجد لا تقارن نفسك بالآخرين فأنت لست شخصية مكررة واعمل ما تريد وليس ما يقال لك ومارس الأعمال التي تجعلك مرتاحًا وراضيًا عن نفسك.
كن إيجابيًا اعتمد على نفسك واختر علاقات صحية فشخص واحد سام يمكن أن يدمر كل إحساسك بذاتك وهنا اختر أشخاصًا إيجابيين من حولك حتى في محيط العمل ليكون أساس التعامل الاحترام والكرامة
يقول الدكتور مصطفى محمود: من أشكال احترام الذات أن تبتعد عن أي شخص لا يقدر قيمتك
ثق بنفسك لما للثقة بالنفس من دور إيجابي في مواصلة النجاحات بقوة.
التوبة من الذنوب الكبيرة والصغيرة فالتوابون يهدفون من خلال شعورهم بالذنب إلى تخليص النفس من آثامها والعمل الجاد لتطهيرها من خلال بناء الذات الجديدة والقادرة على العطاء.
يجب التحلي بالصبر والهدوء في علاج أي مشكلة.
من الضروري احتواء واهتمام وحب الأسرة لهذا الشخص لأنه يعتبر مريضًا نفسيًا.
اعلم أن كثرة تأنيب النفس وجلدها يسحب منك الثقة بالنفس.
يجب عليك أن تتعرف على نقاط ضعفك لتقويمها، ولكن دون أن تحمل نفسك فوق طاقتها
ابتعد عن كل ما يؤثر سلبيًا على حياتك سواء كانت عادات أو أماكن أو أشخاصًا أو برامج. اقرأ كتبًا إيجابية في تطوير الذات، واستمع للخطب التحفيزية وابتعد عن الأغاني الكئيبة وأفلام الدراما الحزينة وروايات الحب ذات النهايات المؤلمة.
الحديث مع مدرب حياة أو طلب الاستشارة من طبيب نفسي سيساعدك كثيرًا بالتعامل مع المشاعر السلبية والتصالح مع الذات وإعادة شحن الطاقة واستعادة التوازن في حياتك. فلا تتردد بهذه الخطوة أبدًا.
توقف عن الركض خلف آثار الألم والعذاب، توقف عن لوم ذاتك والتحدث معها بقسوة.
سامح نفسك وتصالح مع ذاتك وتقبل ما لا يمكن تغييره. التصالح مع الذات هو سبيلك إلى السعادة والنجاح.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.