د. سهير الغنام رئيس رابطة المرأة العربية الحرة بالإمارات تستضيف د. ياسمين مغيب في ” حبر وورق”

 بقلم: د/ ياسمين مغيب

 رابطة المرأة العربية الحرة فرع الإمارات

هل سألتَ نفسكَ يومًا إن كنتَ جديرًا بالكرسي الذي تجلس عليه؟ هل حقًا وجودك في مكانك يُعدُ بصمةٍ فارقةٍ مع الآخرين؟ أم أنك عائق في طريق النجاح؟

بإمكاننا أن نحاول حصر سمات المدير المتميز، ونقيضه؛ لكي نريحك من عناء التفكير.
1- المدير المتميز هو الذي يستمع للاقتراحات، ويحاول مشاركة من معه مسؤولية العمل.

النقيض: مستبد بفكره لا يقبل النقاش، ويعتبر إبداء الآخرين لرأيهم إنقاصًا من كرامته.
2- المدير المتميز يتيح الفرصة لمن يعمل معه كي يطلقوا العنان لإبداع فكرهم، للإتيان بشيء مختلف وجديد.

النقيض: يرفض أن يخطو أحد موظفيه خطوة خيال دون الرجوع إليه، ويعتبر من يفعل ذلك أنه قد خرج عن قيادته الحكيم.

3- المدير المتميز يشجع على المبادرات الفردية والجماعية، وينسب كل عمل لصاحبه.
النقيض: يمحو كل جهد يبذله الآخرون ويرفض أن ينسب لصاحبه ويأمر بكتابة اسمه عليه، يريد أن يستحوذ على كل ابتكار لنفسه.

4- المدير المتميز يتحين الفرص لتكريم الطاقات المبدعة والمنتجة بمؤسسته، ويقدر كل ما يقدم من أعمال.
النقيض: لا يهتم بالتكريم أو التشجيع وإن أثنى على البعض يكون بشكل شفوي مبتور الأحرف على عجالة، وكأنه يقول لمن يعمل معه عملك تقليدي وهذا واجب عليك، فلماذا أقدرك؟!

5- المدير المتميز يوزع المهام بعدالة على الموظفين، ويكلف ويحاسب المتقاعس.

النقيض: يبحث عن الموظف الأكثر نشاطًا فيكلفه بالمزيد من المهمات والواجبات بينما يترك الآخر المتكاسل ينعم براحته وهروبه من العمل، فيأتي وقت ويرهق النشيط ويتوقف عن عبث تضحيته لشعوره بالدونية والظلم.

6-المدير المتميز يخطط ويحدد الإجراءات ومدة التنفيذ، ويتابع الإنجاز.
النقيض: لا يعرف التخطيط يطلب ويأمر ويريد النتيجة في اللحظة والتو، فينقسم الموظفون حيال أوامره ما بين منفذ للأمر بشكل فوضوي سريع، وبين معارض يضرب بكل طلباته عرض الحائط.

7-المدير المتميز منطقي في سعيه إلى الابتكار والإبداع والتفرد.
النقيض: لا يعرف المنطقية فقد يطلب من موظفيه أن يحضروا له نجمًا من السماء أو أن يضعوا فيلًا داخل علبة صغيرة، ومهما حاولوا إقناعه يزداد تمسكًا برأيه، فيحاول البعض خداعه بمحاولة التظاهر أنهم يحاولون إدخال الفيل في العلبة أو أنهم يصنعون صنارة لصيد النجوم، والبعض الآخر قد يتمرد ويرفض الانصياع لرغباته.
8-المدير المتميز مستقل الرأي والفكر مع قدرته على نقد وتحليل أراء المحيطين، وفهم نوايا شخصيتهم.

النقيض: ضعيف الشخصية يسيطر عليه شخص معين ليوجهه فيجعله يرى الآخرين بعيون خبثه، ولا يتيح فرصة لأحد كي يتواصل معه بشكلٍ مباشر، وبسبب حماقة فكره يستسلم لهذا الشخص بل ويعتبره خير مُعين.

9-المدير المتميز يعتبر نجاح موظفيه وتميزهم دليل على تميز مؤسسته لوجود كوادر مبدعة فيها.
النقيض: يعتبر أن نجاح الموظف يعود بالنفع الشخصي عليه، ولا يفيد المؤسسة في شيء، بل وقد يعتبره نوع من التقصير حتى وإن كان الموظف أتم عمله على أكمل وجه.

10- المدير المتميز يدفع موظفيه للمشاركة المجتمعية والأعمال التطوعية والمبادرات.
النقيض: يريد من الموظف ألا يتجاوز إبداعه أبواب مؤسسته، فهو يرى أنه احتكر فكر وجهد الموظف بدراهم معدودات، ولا يحق له الانفتاح على العالم الخارجي سوى بأوامر رئيسه.

11-المدير المتميز يسعد بما يحققه الموظف من نجاحات على المستوى المؤسسي والشخصي، ويفردُ لهم مساحات التكريم والتعزيز.
النقيض: يغار من موظفيه ويحاول تجاهل كل إنجازاتهم، وإن وصل الأمر يمنعهم عن استكمال مسيرتهم أو انتقاد أداء تفردهم، وكأنه يقول لنفسه أنا أفضل منكم، فيضع نفسه موضع الندية والمساواة مع مرؤوسيه، وربما كانت لديه قناعات بأنه الوحيد المنفرد بالذكاء والإبداع والآخرين لا يعرفون للابتكار سبيل.

بعد أن أوجزنا صفات المدير المتميز والآخر مُدعي التميز، تُرى كم قابلنا في حياتنا من مدراء؟
ومن أي صنف كانوا؟
إذا استطعت أن تجيب عن هذين السؤالين ستعرف أين موقعنا على خارطة الإبداع في وقت أصبح العالم يتحدى نفسه؛ حتى يلحق بركب التطور، ولم يعد يلتفت خلفه كي يرى من يحاول اللحاق به، لذا توجب على كل من ولاه الله مسؤولية وطن المتمثلة في مؤسسته أن يكون لبنة بناء نافعة للمجتمع، بدلًا من حجر يتعثر فيه الخلق، فيأثم ويثابون به أجرًا عظيمًا.