رحيل عماد محرم.. صوت «العفاريت» الذي سكن الذاكرة
رحيل عماد محرم.. صوت «العفاريت» الذي سكن الذاكرة
رحيل عماد محرم.. صوت «العفاريت» الذي سكن الذاكرة
فُجع الوسط الفني في مصر والوطن العربي اليوم بخبر وفاة الفنان القدير عماد محرم عن عمر ناهز 74 عامًا، بعد معاناة طويلة مع المرض. وقد رحل محرم في الساعات الأولى من صباح اليوم داخل منزله، بعد أن قضى فترة من العلاج إثر تعرضه لجلطة شديدة أثّرت بشكل بالغ على قدراته الجسدية والنطقية.
كتب: هاني سليم
تشييع الجثمان ومراسم العزاء
من المقرر أن تُشيع جنازة الفنان الراحل بعد صلاة الظهر من مسجد الشرطة بمدينة الشيخ زايد، وسط حضور عدد من أفراد أسرته وأصدقائه المقربين، في ظل حالة من الحزن تخيّم على محبيه. وأعلنت الأسرة أن العزاء سيُقام داخل المقابر عقب الدفن مباشرة، دون إقامة سرادق كبير، التزامًا بوصية الراحل وظروف الأسرة.
رسالة وداع من العائلة
وقد أعلن أحد أفراد العائلة نبأ الوفاة عبر حسابه الشخصي على موقع “فيس بوك”، حيث كتب:
«إنا لله وإنا إليه راجعون.. انتقل إلى رحمة الله تعالى رجل من أطيب من عرفت في حياتي، حما نجلي، المنتج الكبير الأستاذ عماد محرم.. جزاه الله خيرًا واصطفاه من أهل الجنة، وألهم عائلته وأحباءه الصبر والسلوان».

معاناة طويلة مع المرض
كانت الحالة الصحية للفنان عماد محرم قد تدهورت بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة من حياته، حيث أصيب بجلطة دماغية قوية أثّرت على النطق والحركة وحتى عملية التنفس. وقد صرّحت زوجته قبل أيام من وفاته بأن حالته لم تشهد أي تحسن، وأنه غادر المستشفى إلى المنزل لمواصلة العلاج تحت إشراف فريق طبي متخصص.
قالت في تصريح سابق:
«بطلب من كل جمهور عماد محرم يدعوا له ربنا يتمم شفاه على خير، عماد حالته كما هي لم تشهد تحسن، وما زال يعالج في منزله بعد خروجه من المستشفى، والجلطة هذه المرة كانت شديدة جدًا، أثّرت على النطق والحركة والتنفس».
فنان لم يعتزل رغم الغياب
رغم غيابه عن الشاشة في السنوات الأخيرة، أكد عماد محرم في عدد من تصريحاته السابقة أنه لم يعتزل الفن مطلقًا، بل ظل متعلقًا به حتى آخر أيامه، وقال في أحد اللقاءات:
«أنا مدمن فن، وعمري ما اعتزلت ولا فكرت أعتزل، لأن الفن هو حياتي. مثلي الأعلى كان الفنان الراحل يوسف شعبان، وأصبح صديقي المقرب بعد أن كان جاري».
وأضاف:
«أنا عندي إمكانيات للإنتاج، وطوال عمري مؤمن إن الفن لازم ينقل صورة المجتمع ويعكسها. أما عن محمد رمضان، فأراه ممثلًا موهوبًا، وإن كان يُثير الجدل، لكنه يعكس واقعًا موجودًا بين الشباب في الشوارع الشعبية، تمامًا كما فعل من قبله رشدي أباظة وعبد الحليم حافظ».

مسيرة فنية طويلة
بدأ الفنان عماد محرم مشواره الفني في فترة السبعينيات، وشارك في العديد من الأفلام والمسلسلات التي تركت بصمة في ذاكرة الجمهور المصري والعربي. من أبرز أدواره مشاركته في أفلام مثل “العفاريت” و*”صراع الأحفاد”* و*”حتى لا يطير الدخان”*، وكان دائمًا يتميز بأداء قوي وتنوع كبير في الشخصيات، ما جعله من الوجوه المحببة للجمهور رغم عدم تصدره البطولة المطلقة.
عرفه الجمهور بدور “شمندي” في فيلم “العفاريت”، الذي تحوّل إلى شخصية أيقونية لا تزال تُذكر حتى اليوم، خاصة لدى الأجيال التي عاصرت عرض الفيلم في التسعينيات.
وداع فنان من طراز مختلف
برحيل عماد محرم، يفقد الوسط الفني فنانًا من طراز مختلف، لم يكن فقط ممثلًا بل كان عاشقًا حقيقيًا للفن، يرى فيه رسالة، ويؤمن بأن له دورًا في تشكيل وعي الناس ونقل صورة المجتمع.
ورغم سنوات الغياب، ظل اسمه حاضرًا في ذاكرة الجمهور، وأعماله باقية كجزء من التراث السينمائي المصري. واليوم، يودعه جمهوره ورفاقه بحزن كبير، على أمل أن يكون في مكانٍ أفضل، وأن يُجازى خيرًا عن كل ما قدّمه.