رسالة إلى البرلمان.. بقلم/ ريم أبو عيد.
لا يخفى على أحد أن مصر تواجه مشكلات حقيقية تهدد أمنها وسلامتها وعلى رأسها الإرهاب والفساد.. ولأن مصر في مرحلة بناء كنا نتوقع من البرلمان المصري أن يشرع قوانينا رادعة لتطهير مؤسسات الدولة من الإخوان والفساد ومحاسبة كل إرهابي أو فاسد حسابا عسيرا ليكون عبرة لمن يعتبر وحتى لا تتكرر الحوادث المفجعة التي تزهق أرواحا غالية من أبناء الشعب المصري وتهدر المال العام أيضا.. ويبدو أن البرلمان منذ انعقاده لا يلتفت لرأي الشارع المصري في أدائه الهزيل.. فلم نشعر نحن المواطنون بأي إنجاز حقيقي لهذا البرلمان تكون من نتيجته إصلاح المؤسسات الحكومية في الدولة ومحاسبة كل فاسد أو مهمل أو مقصر في عمله الحساب الذي يستحقه.. فلا زالت حوادث التخريب والارهاب مستمرة في مصرنا الغالية.. وكم آلمنا وأوجع قلوبنا جميعا الحادث المفجع الذي وقع في محطة مصر وراح ضحيته الكثير من أبناء هذا الشعب العظيم.. وكنا ننتظر من البرلمان أن ينتفض ويشمر نوابه عن سواعدهم لتشريع قوانين رادعة تطهر المؤسسات الحكومية من الإخوان والفساد على حد السواء لحماية أمن الوطن وأمن مواطنيه ولدعم مشروعات البناء في الدولة المصرية التي سيتم تخريبها تباعا لو ظل الحال كما هو عليه وبدلا من ذلك وما اثار الدهشة والغضب أن نجد البرلمان بعد هذا الحادث الأليم ينتفض ضد الكلاب!! ويدعي ان هذه الحيوانات الضعيفة هي من تهدد أمن الوطن!!.. ويتحجج بحادثة هجوم كلبين على طفل في مدينتي.. ولا أحد ينكر حق الطفل وكل طفل في الحياة الامنة والجميع يطالب بمحاسبة صاحب الكلبين ولكن لن نقبل ايضا استمرار تلك الحملات الشعواء على جميع الكلاب والتحريض على تسميمهم ولن نقبل كذلك أن يغض البرلمان الطرف عن الأخطار الحقيقية التي تهدد امن الوطن والمواطنين ويستمر في هذا الهراء والأداء الهزيل والهزلي.. ونرفض تماما أي تشريعات من شأنها تقنين جريمة القتل والتسميم لحيوانات أليفة خلقها الله لتعيش بيننا آمنة.. وبالطبع نرفض أيضا تصديرها لتكون طعاما لشعوب الدول الاسيوية كما تم اقتراح الأمر من قبل من نائبة برلمانية تفتقد إلى جميع معاني الرحمة والإنسانية.. فالحلول الإنسانية كثيرة لحماية المجتمع من الكلاب التي يدعي البعض انها تهدد امنه ولحماية الكلاب كذلك من الأذى الذي يمارسه بعض الوحوش الآدمية ضدها.. وكان من الأحرى أن يناقش البرلمان مشكلة القمامة التي تتراكم في الشوارع وتهدد صحة المواطنين.. ويعمل على إيجاد حلول لها.. فلو أزيلت القمامة المتراكمة لما تجمع حولها الكلاب أو القطط.. وكما هو معروف ان العمر الافتراضي لكلاب الشوارع قصير لأسباب كثيرة ولو تم تعقيمهم لن يتكاثر عددهم وسيقل تدريجيا ودون المساس بحقهم في الحياة أو إزهاق أرواحهم كما يحدث من هيئة الطب البيطري التي دأبت على شن حملات همجية لتسميم الكلاب جماعيا ورش السموم في الشوارع التي يمكن أن تقتل أطفالا أيضا بالمناسبة.. إن إزهاق الأرواح في كل الأحوال جريمة نكراء لا يقرها دين ولا يقبلها ضمير.. فلنرحم من في الأرض حتى يرحمنا من في السماء.. ولنا عبرة في المصائب التي باتت تحل علينا يوما بعد آخر.. إن الحياة لم تخلق لنا فقط ولن يجاملنا الله ونحن نزهق أنفسا بريئة خلقها لتحيا بيننا لا لشيء إلا أننا لا نريد أن نبذل جهدا لحل المشكلات التي تواجهنا بما يوفر لنا الحماية وفي الوقت ذاته لا يؤدي أي مخلوق آخر.. وليعلم كل نواب البرلمان أننا لن نسمح بتشريع أي قانون من شأنه تقنين الجريمة حتى وإن كانت في حق حيوان فالحيوان الأبكم أولى وأحق أن ندافع عنه ونكون صوته.. ونبرأ إلى الله من أي بني آدم عدم الإنسانية والرحمة وتسبب في قتل نفس بريئة.. من العار أن تهملوا مكامن الخطر الحقيقية التي تهدد أمن الوطن وسلامة مواطنيه كالإرهاب والفساد التي باتت تهدد حياتنا جميع المواطنين وتركضوا خلف مخلوقات ضعيفة لا حول لها ولا قوة فلا سلام ولا أمان لنا جميعا إن أقررتم أي قانون من شأنه صب غضب السماء علينا فالله حتما سيرد حقوقهم وسينتقم لهم.. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.