ريهام عبد الغفور تتحدى التنمر بجمالها الطبيعي… وردٌ راقٍ أسكت المتنمرين
ريهام عبد الغفور تتحدى التنمر بجمالها الطبيعي... وردٌ راقٍ أسكت المتنمرين
ريهام عبد الغفور تتحدى التنمر بجمالها الطبيعي… وردٌ راقٍ أسكت المتنمرين
في زمن أصبحت فيه معايير الجمال مقاسة بعمليات التجميل، وعدسات الفلتر، والتعديلات الرقمية، تطل علينا الفنانة المصرية ريهام عبد الغفور بثقة وهدوء، لتلقن الجميع درساً في التصالح مع الذات، وتثبت أن الجمال الحقيقي لا يُصنع في العيادات التجميلية، بل ينبع من القناعة والحب الصادق للنفس.
كتب: هاني سليم
القصة بدأت مع مقطع فيديو بسيط، شاركته ريهام مع جمهورها عبر تطبيق “تيك توك”، نهاية شهر مارس الماضي، حيث ظهرت فيه على طبيعتها، برفقة الطفلة الموهوبة تيا يوسف، التي شاركتها التمثيل في مسلسل “ظلم المصطبة”، الذي عرض ضمن موسم دراما رمضان. الفيديو الذي خلا من أي تصنع أو مبالغة، كان كافياً ليفتح الباب أمام سيل من التعليقات التي جمعت بين التنمر والسخرية، وبين النقد اللاذع المغلف بعبارات استنكار حول ملامحها وعمرها.
من التعليقات القاسية إلى الرسائل المؤثرة
بعض المتابعين لم يترددوا في التعبير عن آرائهم بطريقة تفتقر إلى الذوق والرقي، مستخدمين عبارات صادمة مثل:
“كبرت بسرعة!”، “شكلك بقى 70 سنة!”، و”عجزتي يا ريهام!” كلمات قد تمر مرور الكرام على البعض، لكنها في واقع الأمر تحمل ثقلًا نفسيًا كبيرًا، خاصة حين يتابعها الأبناء والأحباء.
ريهام لم تقابل التنمر بالهجوم، ولم تنسق وراء موجة الردود الغاضبة، بل فضلت الرد بكلمات هادئة، حملت في طياتها ألماً إنسانياً صادقاً ورسالة راقية، حيث طالبت متابعيها بكل احترام الابتعاد عن هذه النوعية من النقاشات على صفحتها الشخصية، مراعاة لشعور أولادها الذين يتأثرون سلباً عند قراءة مثل هذه التعليقات عن والدتهم.
“ممكن تتناقشوا في موضوع إني كبرت وعجزت وشكلي بقى عنده 70 سنة في مكان غير صفحتي، عشان مشاعر أولادي بتتأذى لما يشوفوا إن أمهم بيتعرض لها تنمر على حاجة مش في إيدي”، بهذه الجملة الموجعة والبسيطة وضعت ريهام النقاط فوق الحروف.
الوجه الآخر للواقع: إشادة بجمالها الطبيعي
وسط زحام السلبية، لم تغب الأصوات الداعمة، بل جاء البعض ليذكر الجميع أن ريهام عبد الغفور لم تكن يوماً أسيرة لصرعات التجميل أو رهينة للفلاتر الصناعية، بل حافظت على طبيعتها واحترمت ملامحها كما هي، وهو أمر نادر في الوسط الفني اليوم.
تعليقات محبيها جاءت لتعيد التوازن إلى المشهد، حيث قال البعض:
“ريهام عبد الغفور الوحيدة اللي معملتش عملية تجميل في وشها”،
و”يمكن الوحيدة اللي فضلت على طبيعتها بدون فيلر ولا بوتوكس، دي جميلة وربنا يحفظها”،
وأضاف آخرون: “دي عندها فلوس وتقدر تعمل كل حاجة، بس بتحب خلقة ربنا، وشها جميل ما شاء الله.”
في عالم باتت فيه معايير الجمال خاضعة لتعديلات تقنية وإجراءات تجميلية، وقفت ريهام في صف البساطة، لتذكر جمهورها أن الإنسان الحقيقي أكثر جمالاً من نسخته المعدلة، وأن العمر ليس عيباً بل شهادة حياة وتجربة تستحق الفخر.
ريهام عبد الغفور… أكثر من مجرد فنانة
ريهام عبد الغفور ليست مجرد ممثلة بارعة في تجسيد الأدوار، بل نموذج للمرأة المصرية التي تعي قيمة الزمن وتحترم مرور السنوات بكل ما يحمله من نضج وخبرات وتحديات. رحلتها الفنية الممتدة لأكثر من عقدين من الزمان لم تسر على خطى “هوس الشباب الدائم”، بل اختارت أن تكبر برشاقة، وأن تعطي صورة صادقة عن كونها إنسانة قبل أن تكون فنانة.
رد ريهام الأخير لم يكن مجرد دفاع عن النفس، بل صرخة أنيقة ضد التنمر، ورسالة توعوية بأن احترام الآخر يبدأ من احترام مشاعره، وأن السوشيال ميديا رغم رحابتها، لا تعطي لأحد الحق في اقتحام الخصوصيات أو التقليل من شأن أحد بسبب مظهره أو عمره.
في النهاية، تثبت ريهام عبد الغفور أنها ليست فقط فنانة تقدم أدواراً مؤثرة على الشاشة، بل أيضاً قدوة في عالم الواقع، تعلمنا أن الأنوثة لا تقاس بعدد سنوات العمر، بل بصدق الروح ونقاء النوايا، وأن الجمال لا يحتاج لحقن أو مشرط جراح، بل يحتاج فقط لعين ترى الجمال في البساطة.
وفي وقت يتفنن فيه البعض في تصيّد الأخطاء والعيوب خلف الشاشات، تقدم لنا ريهام درساً بليغاً: أن يكون الإنسان حقيقياً وصادقاً مع نفسه، أكثر أهمية من أن يكون “كاملاً” في نظر الآخرين.