ساعات قليلة تفصلنا طرح أغنيته “كنت ضامني” بالفيديو.. ملف خاص جدآ عن محمدي

تترقب الساحة الغنائية خلال الساعات القليلة القادمة عودة مرتقبة للفنان محمدي كمطرب، بعد غياب طال لسنوات، كمطرب عن الساحة الغنائية ، وذلك من خلال طرح أغنيته الجديدة بعنوان”كنت ضامني“.

بقلم الكاتبة والناقده الصحفيه: ريهام طارق

رغم انشغاله لسنوات طويلة بمجال التلحين وتقديم أعمال ناجحة لكبار نجوم الوطن العربي، لم يغفل محمدي يومًا شغفه بالغناء، ولا تنكر للمطرب الساكن في أعماقه، وتأتي أغنيته الجديدة “كنت ضامني” كخطوة فنية واعية وجريئة، اختار توقيتها بعناية بعد تحضير طويل، لتكون عودة استثنائية تحمل في مضمونها بعدًا وجدانيًا عميقًا، وصياغة فنية تعكس نضج التجربة وصدق الإحساس.

محمدي وأحمد المالكي
محمدي وأحمد المالكي

ثلاثي الإبداع: المالكي، محمدي واحمد أمين يرسمون وجع التعافي بأنامل فنية صادقة:

أغنية “كنت ضامني” تنتمي إلى اللون الدرامي في الغناء، وتحمل مضمونًا إنسانيًا عميقًا يتمحور حول التحرر من العلاقات السامة والتعافي من آثارها النفسية، هي بمثابة رحلة وجدانية صادقة تجسد المشاعر التي يعيشها الإنسان بعد خروجه من علاقة مؤذية، حيث ينتقل من دائرة الألم والانكسار إلى مساحة الوعي والمواجهة والتعافي.

وقد صاغ كلمات الأغنية الشاعر الغنائي الموهوب أحمد المالكي، الذي استطاع ببراعة أن يُعبّر عن هذه الحالة النفسية الدقيقة بلغة فنية رصينة، تمزج بين العمق والبساطة، بعيدًا عن الابتذال، لتحاكي نبض الإنسان الحقيقي وتجربته الحياتية المؤلمة بكل صدق وشفافية.

أما اللحن، فجاء بتوقيع الفنان محمدي ، الذي اختار أن يُترجم هذه الكلمات إلى موسيقى هادئة تنساب إلى الوجدان، وتُلامس عمق الإحساس، ليمنح المستمع تجربة فنية ذات طابع introspective محمّلة بالصدق العاطفي. 

وجاء التوزيع الموسيقي بتوقيع الموزع المبدع أحمد أمين، الذي أضفى على العمل بُعدًا صوتيًا ديناميكيًا، مزج فيه ببراعة بين التأمل والانفعال، محافظًا على هوية صوتية متكاملة تعزز من تأثير الأغنية ووقعها النفسي.

تفاعل جماهيري لافت يسبق الطرح الرسمي:

طرح محمدي البرومو الدعائي للأغنية مساء الأمس عبر منصته الرسمية، وسرعان ما لاقى انتشارًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل الجمهور معه بكثافة، لا سيما عبر تطبيق “تيك توك”، إذ عمد العديد من المستخدمين إلى إعادة إنتاج المقطع بطرقهم الخاصة، في مشهد يعكس الحضور القوي للأغنية قبل صدورها رسميًا.

هذا التفاعل المسبق يعكس اشتياق الجمهور لصوت محمدي، كما يبرز الحاجة إلى أغنيات صادقة تمس قضايا وجدانية يعيشها الناس في واقعهم النفسي والعاطفي، وهو ما يبدو أن “كنت ضامني” قد نجحت في ملامسته منذ اللحظة الأولى.

من الغناء إلى التلحين ثم العودة للأصل

محمد محمدي، ابن مدينة الإسكندرية مواليد 1987، البالغ من العمر 38 عامًا، بدأ مسيرته الفنية كمطرب قبل أكثر من خمسة عشر عامًا، حيث اكتشفه الموسيقار الكبير حسن أبو السعود، الذي آمن بموهبته، و قدّم صوته إلى الساحة الغنائية بثقة.

وبعد أن حقق نجاحًا لافتًا في عدد من الأغنيات، بصوته أبرزها “الفرح في أنهي بلاد، وشوش فالصو، كل خير”، قرر أن يوجه تركيزه نحو التلحين، ليصنع خلال السنوات التالية مسيرة موسيقية استثنائية، قدّم فيها عشرات الألحان الناجحة لنجوم الصف الأول في العالم العربي، ما جعله يُصنَّف ضمن أبرز ملحني العقد الأخير.

من أبرز محطاته في هذا المجال: أغنية “أول يوم فى البعد” للنجم عمرو دياب، التي كتب كلماتها الشاعر الموهوب أحمد المالكي، ومن توزيع الموزع العبقري أسامه الهندي و”طول ما انت بعيد” النجمة الكبيرة أنغام، من كلمات الشاعر الغنائي الكبير عصام حسني، وكذلك قدم لحن اغنية”بعدنا ليه” لمحمد حماقي من كلمات عصام حسني أيضًا.

كما قدم للنجم أحمد سعد مجموعه من الأغاني الناجحه أبرزها غصن الزيتون ، وتيجي نفرح كلمات الشاعر الغنائي حسام طنطاوى 

 

كما تعاون محمدي مع كوكبة من أبرز الأصوات العربية، منهم: “أصالة نصري، جنات، مي فاروق، مصطفى حجاج، مي كساب، محمد شاهين، نجاه عطيه ، شيماء الشايب، زينة، يسرا، دنيا النوبي، عبيدة أمير، رامي جمال، تامر عاشور، واحمد سعد”، مقدّمًا أعمالاً كان لها وقعٌ خاص وبصمة واضحة في مسيرتهم الغنائية.

 

ورغم نجاحه الكبير في مجال التلحين، بقي محمدي وفيًّا لهويته الأولى كمطرب، مؤمنًا بأن صوته لا يقل أهمية عن ألحانه، بل هو كيان تعبيري لا بد أن يعود حين تكتمل ملامح العمل الفني الذي يستحقه، وقد تحقق ذلك أخيرًا من خلال أغنيته الجديدة “كنت ضامني”، التي شكّلت لحظة العودة المنتظرة.

محمدي حقق نجاحات لافتة في 2025 بمجموعات أغاني متصدرة ومشاهدات ضخمة:

منذ بداية عام 2025، صنع محمدي نجاحات كبيرة على الصعيد الغنائي والتلحين، حيث قدم للنجم رامي جمال أغنية “ولا بفتكرك” كلمات الشاعر أحمد المالكي، التي حققت انتشارًا واسعًا ونجاحًا فوريًا فور طرحها.

كما قدّم لحن أغنية “خلصتني” من كلمات الشاعر أحمد المالكي، والتي اقتربت من تحقيق مليوني مشاهدة، ولاقت تفاعلًا لافتًا من الجمهور.

إضافة إلى ذلك، تعاون محمدي مع النجم تامر عاشور في ألبومه الأخير، حيث قدم أغنية “ياه” من كلمات محمود عبدالله، التي حصدت أكثر من عشرين مليون مشاهدة، وشارك أيضًا في نفس الألبوم بأغنية “حبيبي القديم” من كلمات أحمد المالكي، والتي تجاوزت حاجز أربعة ملايين مشاهدة بعد طرحها، مما يعكس تأثير محمدي المستمر ومكانته المتميزة في الساحة الفنية لهذا العام.

حضور فني متميز لمحمدي في الدراما التلفزيونية:

لم يقتصر إبداع محمدي على الغناء والتلحين فقط، بل امتد إلى الدراما التلفزيونية، حيث قدّم خلال عامين متتاليين تترات لمسلسلات لاقت نجاحاً واسعاً، أبرزها تتر مسلسل “الأفوكاتو” للمخرج محمد سامي بعنوان “الجوكر” كلمات الشاعر الغنائي المبدع حسام طنطاوي وتوزيع الموسيقار خالد نبيل.

وقدم تتر مسلسل “سيد الناس” بطوله عمرو سعد ومن إخراج المتميز محمد سامي، بعنوان “سيد الناس” في رمضان الماضي 2025 من غناء النجم أحمد سعد وكلمات الشاعر الغنائي المتميز محمود عبدالله، بالإضافة إلى لحن تتر النهاية لمسلسل “اش أش” بعنوان “عيونه عليا هتدمع“، بطولة مي عمر  ومن إخراج محمد سامي، وغناء نجمه الاغنيه الشعبيه بوسي، ومن كلمات الشاعر الغنائي مرهف الحس محمد أبو نعمة ، كما لحّن رباعية داخل نفس العمل بعنوان “أنا والليل” كلمات الشاعرة الموهوبة هالة الزيات.

شركاء النجاح واستراتيجية الوعي الفني:

من الملاحظ في تجربة محمدي الفنية، حرصه على تكوين شراكات فنية عميقة، أبرزها مع الشاعر أحمد المالكي، الذي تجمعه به كيمياء إبداعية متميزة، وعلي الجانب الإنساني صداقة قوية ومع الشاعر محمود عبدالله أيضا الذي تشهد أعماله مع محمدي على حالة من التفاهم والانسجام الفني الواضح، كما أنه يجمع بينهم علاقة صداقة واخوة، هؤلاء الشركاء لا يمثلون فقط مساهمين في أعماله، بل يشاركونه الرؤية الفنية المتكاملة التي يسعى إلى ترسيخها.

موسم صيفى مزدحم بالإبداع ساخن جدآ:

أغنية “كنت ضامني” ليست سوى بداية عودة محمدي كمطرب خلال صيف 2025، إذ من المنتظر أن يشارك بعدة مشاريع غنائية بارزة، من بينها تعاون جديد مع محمد حماقي ضمن ألبومه المقبل، و للمرة الأولى تعاون فني مع الفنان حمزة نمرة، في أغنية من كلمات محمود عبدالله، كما أشار محمدي إلى وجود مشاريع غنائية أخرى قيد التحضير سيتم الإعلان عنها قريباً، بالتعاون مع كوكبة من نجوم الطرب العربي.

محمدي يكتب فصلاً جديداً في حياته كمطرب:

عودة محمدي بصوته ليست مجرد محطة فنية عابرة، بل لحظة وعي إبداعية تعيد الاعتبار لقيمة الصدق في صناعة الفن، إنها عودة تستند إلى خبره فنيه ناضجة، تمزج بين البعد الشخصي والرؤية الفنية في إطار درامي راقي، أغنية “كنت ضامني” لا تعلن فقط عن عودة صوت محمدي العذب، بل تجسد حضور الروح، وتؤكد أن الفن الصادق لا يحتاج إلى ضجيج كي يثبت ذاته، بل يكفيه أن ينبض بالإحساس الصادق.

إننا على أعتاب فصل جديد في مسيرة محمدي، الفنان الذي لم يهجر الغناء، بل حافظ عليه بوعي وصبر، حتى آن أوان العودة بصوت أكثر نضجا.

 

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.