سطعت ْ شموس ُالوحي للشاعر /ابراهيم حسان
سطعت ْ شموس ُالوحي
للشاعر /ابراهيم حسان
كان الظلامُ يعمُّ أرجاء القرى
والظلمُ يفتِكُ بالمجالسِ والورى
والقتلُ منهاجٌ بدون جريرةٍ
وأْدُ البناتِ به يضجُّ فمُ الثرى
والسيدُ الصنديدُ يُلهِبُ عبدَه
بالسوطِ إنْ عيشَ المهانةِ أنكرا
والعبدُ يرفل في كراهةِ لونِه
حتى ولو كان المعنفُ قسورا
أرأيتَ عنترَ حين عايره الذي
بسوادِ وجهٍ رغم َ كان غضنفرا ؟!
والنهبُ والسلبُ اللذان تفاقما
في البيدِ لو حادي القوافلِ أبحرا؟!
كانت جهالتُهم وكبرُ غرورِهم
والعزةُ الرعناءُ تصرخ في الذُّرا
ثم النساءُ غدون فيهم سلعةً
شرفاً بدينار يباعُ ويشترى !
حتى أتى النورُ الذي بسطوعِه
يسمو بنا ..فإذا الوجود تغيرا!
وتنفس الكونُ الذي من جورهم
كم من أبي لهبٍ على الناسِ افترى
أرأيتَ.؟!خاطب قلبَهم وعقولَهم
فجَرَوا لدينِ الله والحقُ انبرى
وصفت ينابيعُ المشاعرِ حرةً
والقهرُ ولَّى والظلامُ تقهقرا
أرأيتَ ..؟!خمراً كالعماد لعيشهم
وهي التي منها الفسادُ تحدرا
وإذا من الآفاقِ. جاءت آيةٌ
سالت خمورُهُمُ بمكةَ أنهرا
كانوا قلوباً كالحجارةِ جوفها
لانت ..فقد شاء الإله وقدرا .!
هلت شموسُ الوحي تضرب ليلَهم
حتى رأيتُ الكونَ فيه استبشرا
نزف توقَّف في القبائلِ مرغما
والشركُ جوعاً للجحودِ تضورا
فاللهُ يحكم من سيوقف حكمَه
وهو المُقَدِّرُ للبسيطةِ ما يرى؟!
هذا هو الهادي الشفيعُ لأمةٍ
نالت بأخلاقِ النبيِّ تحضُّرا
وهو الذي من جودِه وعفافِه
غمر الجميعَ من الخصالِ وأمطرا
وهو الذي لما أتى برسالةٍ
كل ُّ الوجودِ عليه طوعا قد جرى
بقدومٍ طه قد تصالح كلُّ من
كره الحياةَ فراح يحلم بالذرا
بقدومِ طه حين باركتِ السما
من جاء فينا منذرا ومبشرا
طفلٌ يتيمٌ يوم أشرق بدرُه
قد هلَّل الكونُ الفسيحُ وكبَّرا
في ِيوم مولده الكواكبُ غردت
والقحطُ في قحِّ الصحاري أزهرا
وببابِ. آمنةٍ سماءٌ أُنزلت
والكونُ كي يلقى الجمالَ تجمهرا !
ميلادُهُ بعْثُ القلوبِ لفطرةٍ
وبداية التاريخِ دهرٌ سطرا
عانيتَ من كفارهم كلَّ الأذى
فصبرتَ بل ودعوته .. أن يغفرا
حتى الذي قد جاء يسخرُ هازئا
والبغضُ من عينيه دوما أظهرا
قد شاء ربُّكَ أن تكونَ مُخَلَّداً
في العالمين وذاك يصبح أبترا !
يا صاحبَ الخُلُقِ العظيمِ وذكرُه
تلقى اللسانَ إذا ذُكرتَ تعطرا
يا من إذا يوم الصعابِ شفاعةٌ
ناديتَ ربَّكَ -أمتي-كي نعبرا
إني شددتُ رحالَ حرفي راجيا
وجهَ الرسولِ حُقَّ لي أن أذكرا
أسرجتُ خيلَ بلاغتي متباهيا
ولروضهِ شعري يهيم تصوُّرا
ليُقَبِّلَ القبرَ الذي جنباتُه
تحوي ضيا المختارِ تسطعُ عنبرا
قبلي خيولُ الشعرِ فيكَ تعثرت
وهوى لمدحٍ كل ُّ سيف ٍأُشهرا
فإذا عجزتُ ..إذا مدحتُ محمدٍ
وبدا التلعثمُ القصيدُ تعذرا
حسبي بأني قد أتيتُ. لبابِكم
فاقبلْ حبيباً. في جنابِكَ أشعرا