سمير الإسكندرانى ثعلب مصرى أسقط ستة شبكات إسرائيلية للتجسس
،
كتبت: غادة العليمى
سمير الإسكندرانى فنان مصرى موهوب ذو صوت فريد ونوعية غنائية مميزة لكن مالا يعرفه الكثير عن ثعلب المخابرات المصرية إنه لم يكن مجرد فنان عادى ولا رسام فقط ولكنه كان فى الحقيقة بطل وطني مصرى مخلص أسقط وحده ستة شبكات للتجسس وتسبب فى إستقالة رئيس الموساد الإسرائيلى ولقبته المخابرات المصرية في أوراقها بإسم الثعلب لما كان يتمتع به من دهاء ومن حس وطنى خالص ومسئولية عن سلامة وطنه مصر.
بداية الحكاية
بدأ مشوار الاسكندرانى بدعوة من المستشار الإيطالى بالقاهرة للفنان سمير الإسكندراني لبعثة دراسية إلى إيطاليا وذهب بالفعل لإستكمال دراسته فى مدينة بيروجيريا الإيطالية عام 1958 وقد كان سمير الإسكندراني شاباً متفتحا ومثقفا وكان يجيد التحدث بـ 5 لغات بطلاقه وكان يجيد كذلك الغناء و الرقص بما لديه من مواهب فنية وكانت إيطاليا فى ذلك الوقت مثلها مثل غيرها من الدول الأوروبية تمتلئ بعملاء الموساد الإسرائيلي الذين يبحثون عن عملاء عرب ومصريين للتجنيد.
ووجدوا فى الإسكندرانى المواصفات المثالية التى يبحثون عنها وحاولوا فعلا الإيقاع به عن طريق شاب يدعى سليم أوهمه سليم انه عربى مثله لكن الإسكندرانى كان أذكى من أن ينخدع بسهولة وبدأ يلاحظ على الشاب تصرفات مريبة فبدأ الشك يتسلل إلى قلبه خاصة بعد أن اكتشف أنه يحمل جواز سفر أمريكي.
لم يبدى له أى تراجع أو تغيير فى السلوك وقرر أن يراوغ “سليم” حتى يعرف ما يخفيه وأوهمه أن جده الأكبر كان يهوديا وسقط سليم فى فخ الثعلب ثم بدأ سمير الإسكندرانى ينصاع إلى التدريبات التى قدموها إليه على إستخدام الحبر السرى وطلب منه سليم التطوع فى الجيش المصري عند عودته إلى القاهرة بمقابل مادى كبير.
الإسكندراني والحس الوطنى
تواصل الإسكتدندرانى بأخيه وأخبر شقيقه بالأمر فتوجس شقيقة خيفه عليه وطلب منه على الفور مغادرة إيطليا والعودة إلى مصر والذهاب إلى المخابرات العامة ليروى لها كل ما حدث.
وعاد الاسكندرانى بالفعل إلى وطنه وهو عاقد العزم على التواصل مع السلطات المصرية وكشف الأمر وحرص الإسكندرانى على أن يبلغ ما لديه للرئيس جمال عبد الناصر شخصيا وبالفعل قابله وإستمع الرئيس إليه فى إهتمام شديد وقص عليه الاسكندرانى القصة كاملة.
وبدأ سمير الاسكندراني يعمل لحساب المخابرات المصرية وتحت إشراف رجالها وبدأت عملية تدريبه على وسائل التعامل وأسلوب التلاعب بخبراء الموساد حتى تمكن الإسكندرانى من إسقاط شبكات تجسس داخل مصر وتسبب نجاحه فى هذه العمليات المتتاليه في إستقالة مدير المخابرات الإسرائيلية وقتها ليحصل بعدها على لقب “الثعلب” ويدعوه الرئيس جمال عبد الناصر ليكافئه على نجاحه وعلى شجاعته وبطولته.
وصيته التى تحققت
لم يكن الإسكندرانى مجرد مطرب، تغنى فى حب مصر لكنه كان بطل حرفيا من ابطال مصر، وفى أواخر أيامه تمنى أن يتوفاه الله تعالى وهو واقفا فى بيته وهو يغنى للوطن وكانت وصيتُه أن يُصلَّى عليه فى محراب «مسجد وضريح السيدة نفيسة».
وقد رحل سمير الإسكندراني عن عالمنا في 13 أغسطس من العام 2020 عن عمر يناهز 82 عاما وصلى عليه كما اوصى فى ضريح السيدة نفسية ورحل تاركا إرثا قوميا وطنيا لدى المخابرات التى نعته بصفه خاص كواحد من اكفأ رجالها وترك ايضا إرث فنيا وطنياً مثل يارب وطنى وحبايبى / يالى عاش حبك يعلم كذلك فإنه قدم الأغانى الرومانسية الخفيفة مثل مين اللى قال/ كام ورده / بت يادوسه / طالعة من بيت ابوها / يانخلتين فى العلالى وغيرها.
ورحل تاركا محبة فى قلوب كل جمهوره وعمل بطولى فى سجل المخابرات الوطنية ممت قام به لخدمة وطنه رحمة الله عليه.