سنترال رمسيس يحترق من جديد « لغز تصاعد الدخان من جديد »

سنترال رمسيس يحترق من جديد « لغز تصاعد الدخان من جديد »

 

كتبت / ماريان مكاريوس

 

سنترال رمسيس.. في مشهد صادم لم يتكرر بهذه الحدة منذ سنوات تجددت مساء الخميس ألسنة اللهب في مبنى سنترال رمسيس وسط العاصمة القاهرة، بعد أقل من أربعة أيام على السيطرة الظاهرة على الحريق الأول. وبينما علت سحب الدخان مرة أخرى من الأدوار العلوية، هرعت سيارات الإطفاء لتواجه نيرانًا لا تزال ترفض الانطفاء، وكأن المبنى يحتفظ في أعماقه بلهيب لا يُخمد.

في التفاصيل أكدت مصادر أمنية أن الحريق الجديد اندلع في الدور الخامس من الملحق الخلفي لمبنى السنترال، وهو ما أثار حالة من القلق بين سكان المنطقة، لا سيّما بعد الحريق السابق الذي امتد من الطابق السابع، وخلّف أربع وفيات وعددًا من المصابين. وتحوّل سنترال رمسيس، الذي يعد أحد أقدم مباني الاتصالات في مصر، إلى ساحة معركة بين النار والماء.

تشير التقارير المبدئية إلى أن ماسًا كهربائيًا جديدًا قد يكون وراء تجدّد النيران، وهو ما يعكس أزمة مزمنة في نظام البنية التحتية داخل المبنى. لم يكن من المفترض أن تندلع النار مرة أخرى بعد جهود التبريد والتأمين التي بدأت منذ الحريق الأول، لكن يبدو أن شبكة الكوابل القديمة والمتشابكة في طوابق المبنى، وبعض المواد القابلة للاشتعال، كانت كفيلة بتحويل أي شرارة صغيرة إلى مأساة جديدة.

 

إن العودة السريعة للنيران تعني أن التحقيقات التي أُعلنت لم تكن كافية أو سريعة بالقدر الذي يُرضي الرأي العام. فهل نحن أمام خلل هندسي، أم تراخٍ في التعامل مع مبانٍ حساسة بهذا الحجم؟
هنا يبرز دور الدفاع المدني، الذي تحرّك فورًا بمحاولات إخماد اللهب، مستخدمًا السلالم الهيدروليكية ومضخات المياه في ظروف صعبة، حيث كان الظلام قد بدأ يخيّم على القاهرة، والدخان يملأ السماء.

 

من جهة أخرى، أعلنت الشركة المصرية للاتصالات عن اتخاذ تدابير احترازية جديدة، منها تحويل خدمات الشبكة إلى سنترالات بديلة، لتفادي أي انقطاع في الخدمات الحيوية. هذا القرار أتى بعد موجة غضب من المواطنين الذين عانوا من انقطاع الإنترنت والخطوط الأرضية خلال الحريق الأول.

 

كاتبة المقال
الأستاذة ماريان مكاريوس

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.