سوداني يقتل شقيقه بسب الهاتف المحمول
متابعة/ ماريانا مختار
صوت ارتطام قوي لجثة شاب سوداني بالأرض، مشهد كان سيطوي جريمة قتله إلى الأبد وتتحول إلى واقعة انتحار عادية، غير أن شاهد عيان غير مسار القضية.. مشهد سقوط جثة الشاب الضحية أو إلقاءه من الطابق الخامس بعقار في شارع الشيخ منصور بعزبة النخل، شاهده شاب عشريني يدعى “محمد أ.”، 21 عاما، خلال وقوفه بشرفة منزله، وعقب ارتطام جثة الشاب بالأرض أسرع “محمد” ليخبر الجيران بما شاهده، قبل وصول الشرطة إلى مسرح الجريمة.
وفي حضور الشرطة وقف شقيق الضحية بجانب صديق آخر كان معهما داخل الشقة التي انتقلوا للإقامة بها، قبل 20 يومًا، وتظاهر بالبكاء بعد أن نزع حافظة نقود شقيقه من ملابسه، وعقب وصول الشرطة أدعى أن شقيقه انتحر، وأنه فوجئ به يلقي بنفسه من شرفة الشقة بسبب خسارته في عمله الخاص ببيع الأحزمة الجلد في “العتبة”.
رواية شقيق الضحية كذبتها أعمال الفحص ومناظرة الجثة من قبل جهات التحقيق، إذ تبين وجود عدة طعنات متفرقة في الجسد وآثار جرح قطعي في الرقبة، ما دفع المباحث للتحفظ على شقيق المجني عليه وصديقه تمهيدًا لاستجوابهما، قبل أن يتقدم “محمد” الشاهد على الجريمة ويخبر الشرطة بمشهد قيام المتهمين بإلقاء جثة المجني عليه من الطابق الخامس، وأنه كان واقفًا في شرفة منزله وقت التخلص من الجثة.
أدلة الاتهام التي جمعها رجال المباحث كان سببًا في اعتراف المتهم بقتل شقيقه انتقامًا منه بسبب تخريب هاتفه المحمول، وأنه كان يحتاج 250 جنيها لإصلاحه، وأنه تعدى بالضرب المبرح على شقيقه الأصغر بمساعدة صديقه، وعندما قاومهما طعنه بمقص في رقبته فلفظ أنفاسه الأخيرة، واختمرت في ذهنه حيلة للتنصل من الجريمة، فألقى جثته من الخامس مستغلًا عدم وجود نوافذ للشرفة، فسقط على تكييف بالطابق الثالث ثم على “توك توك” متوقف أمام العقار ومنه إلى الأرض.
قررت النيابة العامة حبس المتهمين علي ذمة التحقيقات بتهمة القاتل العمد ومحاولة إخفاء الجثة بإلقائها من الطابق الخامس، على ذمة التحقيقات، واستدعت شاهد العيان علي الحادث واستمعت النيابة لروايته التي أكدت ضلوع شقيق المتهم وصديقه في تنفيذ الجريمة.
