شاهد: تشي جيفارا كما لم تعرفه من قبل.. يروي نفسه من قلب الزقازيق

فيلم “جيفارا في الزقازيق”.. رحلة الثائر إلى قلب الدلتا

تستعد “وثائقيات ماسبيرو” لإطلاق فيلم وثائقي استثنائي بعنوان “جيفارا في الزقازيق”، الذي يسلط الضوء على زيارة الثائر العالمي الأسطوري تشي جيفارا إلى الريف المصري، وتحديدا إلى قرية الزنكلون بمركز الزقازيق في محافظة الشرقية. العمل الوثائقي يأتي في إطار اهتمام الهيئة الوطنية للإعلام بإنتاج أعمال ترسخ الذاكرة التاريخية وتقدم للأجيال الجديدة روائع التاريخ من خلال عيون معاصريها.

 

جيفارا في مصر.. محطات تاريخية

الزيارة الأولى (يونيو 1959):

– كانت أولى زيارات جيفارا لمصر في 15 يونيو 1959، واستمرت لمدة 15 يوما، بتكليف من الثورة الكوبية لدراسة تجربة الإصلاح الزراعي في مصر بعد ثورة 23 يوليو.

– شمل برنامج الزيارة مقابلة الرئيس جمال عبد الناصر في قصر القبة، وحضور مناورات عسكرية مصرية في البحر المتوسط، وزيارة مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في غزة.

– اشتهر جيفارا بتفضيله للاحتكاك المباشر بالشعب، حيث كان يتضليل مرافقيه أكثر من مرة ليزور المناطق الشعبية في القاهرة، ويجلس مع البسطاء، و يأكل أسياخ اللحم المشوي في الأزقة و الحارات.

الزيارة الثانية (فبراير 1965) 

في هذه الزيارة، منحه الرئيس عبد الناصر وسام الجمهورية العربية المتحدة من الدرجة الأولى، وألقى جيفارا خطابا أمام المصريين عن الثورة الكوبية والمساواة الاجتماعية والثورة الصناعية.

كشف جيفارا لعبد الناصر عن نيته التوجه إلى أفريقيا للقيام بنشاطات ثورية، وتحديدا إلى الكونغو التي كانت أكثر البقاع توترا في ذلك الوقت، مؤمنا بتعميم ثورة أمريكا اللاتينية إلى جميع أنحاء العالم.

قرية الزنكلون.. عندما وصل جيفارا إلى قلب الدلتا

جاءت زيارة جيفارا لقرية الزنكلون بمركز الزقازيق في إطار اهتمامه العميق بدراسة أوضاع الزراعة والفلاحين المصريين عن كثب، حيث أقام فيها بعض الوقت لدراسة أحوال المزارعين عن قرب. وكان جيفارا مهتما بشكل شخصي بالتحولات الاجتماعية والاقتصادية في الريف، وهو ما ظهر جليا في حواراته التاريخية مع الرئيس عبد الناصر حول الإصلاح الزراعي.

الفيلم الوثائقي.. رواية شاملة بأربع لغات

سيعرض العمل على القناة الأولى والقناة الثانية والفضائية المصرية، بالإضافة إلى قناتي النيل للأخبار والنيل الثقافية.

سيتم دبلجة الفيلم وإعداده للعالمية من خلال بثه على شاشة نايل تي في إنترناشونال باللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية، بالإضافة إلى اللغة العربية.

سيروي الفيلم قصة الزيارة التاريخية من خلال الشهادات الحية لمن عاصروا الحدث، والمواد الأرشيفية النادرة، و التغطيات الصحفية المعاصرة لتلك الفترة، كما سيناقش الانطباعات العميقة التي تركها الثائر العالمي عن زيارته الاستثنائية.

كلمة المسؤولين.. رؤية توثيقية وطنية

أحمد المسلماني. رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، أكد أن زيارة جيفارا لمصر جديرة بالتوثيق. معتبرا أن لقاءاته بالفلاحين المصريين في محافظة الشرقية. و صداقته لشيخ المستقلين في البرلمان المصري “الفلاح الفصيح” الحاج فكري الجزار في محافظة الغربية. تشكل جميعا مفردات لأعمال جذابة يجب أن تكون حاضرة أمام الأجيال الجديدة.

كما أضاف المسلماني أن المؤشرات تشير إلى ارتفاع الطلب على مشاهدات الأعمال التاريخية و الوثائقية. مما يوجب على الهيئة الاستعداد والعمل لتلبية هذا الطلب. خاصة وأن التثقيف ورفع الوعي وتعزيز المعرفة تمثل أهدافا أساسية في إستراتيجية إثراء إعلام الدولة.

خلفية تاريخية.. جيفارا وعبد الناصر

شكلت الزيارة الأولى نقطة تحول في فهم جيفارا للتحولات الاجتماعية. حيث دار حوار تاريخي بينه وبين الرئيس عبد الناصر حول الإصلاح الزراعي. عبر خلاله جيفارا عن اعتقاده بأن عمق التحول الاجتماعي يقاس بعدد الأشخاص الذين يمسهم ويؤثر فيهم. بينما أوضح عبد الناصر أن فلسفته تقوم على “تصفية امتيازات طبقة معينة. وليس تصفية أفراد تلك الطبقة”. مؤكدا رغبته في تفتيت سلطة الإقطاعيين مع إتاحة الفرصة لأفراد هذه الطبقة ليكونوا أعضاء نافعين في المجتمع إذا شاءوا.

إرث خالد.. جيفارا في الذاكرة المصرية

كما يأتي الفيلم الوثائقي “جيفارا في الزقازيق” ليكمل مسيرة التوثيق لإحدى الشخصيات العالمية الأكثر تأثيرا في القرن العشرين. التي لا تزال صورتها رمزا للثورة والتحرر في كل مكان. ويؤكد هذا العمل على العمق التاريخي للعلاقات المصرية مع حركات التحرر العالمية. ودور مصر كمنصة إلهام للثوار والمحررين في جميع أنحاء العالم.

من خلال هذا العمل الوثائقي المتعدد اللغات. تعيد “وثائقيات ماسبيرو” إحياء ذكرى رحلة الثائر الأرجنتيني الذي سكن قلوب الملايين. وتوثق لفصل مصري نادر من سيرته. حين نزل إلى قلب الدلتا ليتعلم من فلاحيها. و ليترك في أرضها بصمة لا تتناثر.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.