“شاهد ما شافش حاجة”… أيقونة الضحك التى لا تغيب عن العيد

“شاهد ما شافش حاجة”… أيقونة الضحك التى لا تغيب عن العيد

تقرير_أمجد زاهر 

في كل عيد، تتجدد الحوارات وتتبدل العادات، لكن ما يبقى ثابتًا في وجدان المشاهد المصري والعربى، هو عرض المسرحية الكوميدية الخالدة “شاهد ما شافش حاجة”، التي تحولت من مجرد عمل مسرحي إلى عمل اجتماعي فني لا غنى عنه، يُعرض في كل بيت تقريبًا، وتتصاعد معه الضحكات كأنها تُسمع لأول مرة، رغم أن العرض الأصلي يعود إلى ما يقرب من نصف قرن.

"شاهد ما شافش حاجة"... أيقونة الضحك التى لا تغيب عن العيد
“شاهد ما شافش حاجة”… أيقونة الضحك التى لا تغيب عن العيد

العرض الأول.. البداية التي صنعت الأسطورة

 

عُرضت المسرحية لأول مرة عام “1976” على خشبة المسرح، ببطولة النجم “عادل إمام”، الذي قدم من خلالها شخصية “سرحان عبدالبصير”، أحد أكثر الشخصيات رسوخًا في تاريخ المسرح المصري، بل في ذاكرة المشاهد العربي كله.

ما قد لا يعرفه البعض هو أن هذه المسرحية لم تكن فقط سببًا في ترسيخ مكانة عادل إمام كزعيم للكوميديا، بل كانت أيضًا نقلة نوعية في شكل المسرح الساخر، الذي أصبح أكثر جرأة وعمقًا بعد “شاهد ما شافش حاجة”.

"شاهد ما شافش حاجة"... أيقونة الضحك التى لا تغيب عن العيد
“شاهد ما شافش حاجة”… أيقونة الضحك التى لا تغيب عن العيد

سرحان عبدالبصير.. سذاجة بريئة تفضح الواقع

 

يجسد “سرحان عبدالبصير” شخصية موظف بسيط يعمل مقدماً لبرنامج للأطفال، يعيش في عالم مغلق، بعيد عن الصخب والفساد والجرائم التي تدور من حوله.

لكن حين تقع جريمة قتل في العمارة التي يسكن بها، وتُستدعى الشرطة، يجد سرحان نفسه “شاهدًا” على جريمة لم يرَها، فيتحول إلى عنوان ساخر: “شاهد ما شافش حاجة”.

 

وتبدأ سلسلة من التحقيقات والمواقف الكوميدية التي تضعه في مواجهة مع الضابط شديد الذكاء والصرامة (الذي جسده ببراعة الفنان “عمر الحريري”).

ورغم الكوميديا الطاغية، فإن المسرحية تكشف بين سطورها عن المجتمع، وعن كيف يمكن لسذاجة شخص بسيط أن تكون مرآة لعالم متناقض.

"شاهد ما شافش حاجة"... أيقونة الضحك التى لا تغيب عن العيد
“شاهد ما شافش حاجة”… أيقونة الضحك التى لا تغيب عن العيد

نص خالد ومواقف لا تُنسى

 

واحدة من أقوى عناصر المسرحية هو النص، الذي كتبه “سمير خفاجي” و”بهجت قمر”، وتمكن من الجمع بين “الضحك والتأمل”، عبر حبكة متقنة، وسيناريو محبوك، وأداء تمثيلي يجعل من كل مشهد لحظة لا تُنسى. من أشهر تلك المشاهد:

 **مشهد التحقيق**، حيث يتناقض كلام سرحان بطريقة طريفة وساخرة.

 **مشهد الخطبة**، الذي يشرح فيه سرحان وجهة نظره عن الزواج والمرأة بطريقة لا تخلو من الطرافة والدهشة.

 **خروج سرحان عن المألوف** في ختام المسرحية، عندما يتخلى عن براءته ويتحول لرجلٍ يتحدث عن القمع والخوف والحرية… في جملة بسيطة لكنها تهز الجمهور: “أنا كنت فاكر إن الدنيا أمان… بس الدنيا ما فيهاش أمان.”

 

لماذا لا تغيب المسرحية عن الأعياد؟

 

الإجابة ببساطة: لأن المسرحية تجاوزت حدود “الضحك فقط”، وأصبحت تعبيرًا عن “هوية جيل بأكمله”، خاصة في ظل غياب الأعمال المسرحية الجديدة المؤثرة بالقدر ذاته.

كما أن شخصية سرحان عبدالبصير تمثل كل شخص بسيط في مواجهة واقع معقد، وهي معادلة ينجذب لها الجمهور في كل زمان ومكان.

 

شاهد ما شافش حاجة

 

“شاهد ما شافش حاجة” ليست فقط مسرحية تُضحك الكبار والصغار، بل هي شهادة فنية على أن الكوميديا الذكية يمكنها أن تخلّد، وتظل نابضة بالحياة، مهما تعاقبت الأجيال وتبدلت الظروف. وربما لهذا السبب، يظل حضورها في كل عيد، كأنها تُعرض لأول مرة… في قلوب المشاهدين.

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.