عذرًا فأنا لا أجيد الوداع
عذرًا فأنا لا أجيد الوداع
بقلم: وئام أحمد إمام
من عاداتي أنني أحتفي بالضيوف جيدًا
فأكون دائمًا أول المُستقبِلين بإبتسامتي المعهودة وكلماتي المُرحبة وسلامي الدافئ، إعتاد القادمون إلىٰ منزل العائلة المكتظ دائمًا علىً هذا.
أُحسِنُ الضيافة وفَتْح الحوار والمَزْح وإطلاق النكات وإضافة رَوح للمكان، وطوال فترة الضيافة فأنا “الألفا”؛ أتحرك هنا وهناك أقدم أفضل ما لدينا من طعام وشراب، أُشغل أفضل الأفلام أو المسرحيات المفضلة لهم، أُوفر أفضل الأماكن والوسائل لراحتهم أتأكد من سعادة الجميع.
وحين يكتمل المشهد العام، والجميع منشغل وفي حالة من الإندماج في الحوارات الشيقة، يأكلون ويشربون، الكبار يتسامرون والأطفال يلعبون.
تدريجيا أختفي من المشهد، ومع مرور الوقت يلاحظون غيابي، ومع قرب انتهاء اللقاء يتسائلون على مَنْ كانت شُعلة منذ قليل، “أهكذا توّدع الضيوف؟!” متذمرين.
عذرا… فأنا هكذا دائمًا، وأنتم تعلمون، حتىٰ في مكالماتي الهاتفية مع نهايتها لا أحب الوداع، وكل ما أريده هو الإختفاء قبل مقولة “مع السلامة..نراكم قريبا”.
أيضا في حديثي في الرسائل النصية أو “الواتس آب” لاحظ الكثير أني لا أغلق الحوار أو أني فقط أنهيه بطريقتي المعتادة وهي قبل نهاية الكلام أصبح “offline” وأختصر العديد والمديد من السلامات المِصرية الجميلة.
أتحاشى النهايات، حتىٰ مع الموت….
وفي العزاء أقوم أيضا بواجب “الألفا” في الضيافة وتوفير راحة القادمين من بلاد مسقط الرأس، لكن البكاء والعويل علىٰ المفقود يكون بمفردي وبعيدًا عن الأنظار أو ربما فيما بَعد وكل هذا وأنا في الأصل دَمْعتي أقرب مما يظنون.
لا أُصاحب مَن يسافرون أو يهاجرون لنقطة الذهاب، ولا أقف علىٰ أبواب المطار أُلوح بمنديلي للأحباء، فأنا لا أُحب الوداع فهو يقتلني يُقلل من أنفاسي وضربات قلبي لا أعلم هل هذا لعلةٍ جسدية ما أم أن له سبب نفسي في الماضي….لا تلوموني ولا تغضبوا، فكما أستقبلتكم بحفاوة تحملوني..فعذرًا فأنا لا أُجيد الوداع.