عصام حسني: نعاني من فقر الألحان.. وأكثر المطربين كلمة مطربين كتيرة عليهم

عصام حسني: هذا الوجه الحقيقي لأنغام.. والكلمة أمانة لا تستحق أن تُسلم إلا لفنان حقيقي مطرب أو ملحن

يمر الفنان خلال مسيرته بمحطات متباينة تتأرجح بين توهّج الشغف وانطفاء الإلهام، وبين خطوات تضيئها أنوار النجاح، وأخرى تختبئ خلف ستار الإخفاق.. لحظات يحتضن فيها الحلم ضياء الأمل، وأخرى تتلبّد فيها الروح بغيوم الحيرة والإحباط، و كأن مشواره لا يقتصر على كونه رحلة فنية فحسب، بل هو تجربة إنسانية عميقة، تنسج خيوطها الذكريات، تاركة في وجدانه أثرًا خالدًا، يثري ملامح عطائه الفني مع مرور السنين.

اعداد وحوار ريهام طارق 

وضيف حوارنا هو أحد الأسماء اللامعة التي تركت بصمة مميزة في عالم الأغنية المعاصرة، شاعر غنائي استطاع أن يمزج بين الإحساس العميق والكلمة الصادقة، فحول المشاعر الإنسانية إلى نصوص تنبض بالحياة تتسلل بسلاسة إلى قلب المستمع، إنه الشاعر عصام حسني، الذي نصطحبه اليوم في رحلة عبر الزمن، نعود فيها إلى البدايات التي لا تزال حاضرة في الذاكرة، لفتح ملف أبرز المحطات التي شكلت مسيرته الفنية، انطلاقا من أغنيته اللافتة “عرفها بيا“، التي قدّمتها النجمة الكبيرة أنغام بصوتها الدافئ، وكتبها وهو لا يزال في الثانية والعشرين من عمره، لتكون تلك الأغنية نقطة التحول الفاصلة التي أعلن بها دخوله إلى عالم الاحتراف بثبات وتميّز.

فماذا قال عن كواليس تلك البداية؟ وما هي أسرار الرحلة التي لا يعرفها أحد؟ الإجابات تحملها سطور الحوار القادم…

في البداية نرحب بالشاعر الغنائي عصام حسني في جريدة أسرار المشاهير، ونشكره على إتاحة الفرصة لإجراء هذا الحوار:

لو حكينا نبتدي منين الحكايه.. حكاية “عرفها بيا” في مشوار الشاعر عصام حسني

في البداية، دعنا نعود بالذاكرة إلى عام 2000، حيث كانت انطلاقتك الحقيقية مع واحدة من أنجح أغنياتك التي جمعتك بالفنانة أنغام… كيف وُلدت أغنية “عرّفها بيا”؟

كتبت أغنية “عرفها بيا” عام 2000، وكان ذلك بالتزامن مع تلحينها من قِبل صديقي الملحن تامر علي، المفارقة أن الفنانة أنغام استمعت إلى الأغنية لدى الموزع الموسيقي فهد، ورغم أن النص لم يكن مكتملا بعد إذ كان ينقصه الكوبليه الثاني إلا أن الفكرة نالت إعجابها على الفور، ثم تواصلت معي أنغام بنفسها، وتحدثت بإعجاب عن الأغنية، وهو ما أسعدني كثيرًا، خصوصًا أنني كنت من جمهورها ومحبي فنها قبل أن يجمعنا التعاون.

عصام حسني : أنغام اندهشت من سني بعد ‘عرّفها بيا’ وقالت: “إزاي كتبت الحالة دي وإنت في السن ده؟

ومتى كان أول لقاء جمعك بالفنانة أنغام؟ وهل تتذكّر كيف كانت ردة فعلها تجاهك في تلك اللحظة؟

التقيت بأنغام بعد أيام قليلة من سماعها للأغنية، وكان ذلك أول لقاء يجمعنا وجها لوجه، ما زلت أذكر جيدًا ملامح الدهشة على وجهها عندما علمت أنني كنت في الثانية والعشرين من عمري فقط نظرت إليّ باستغراب وقالت: “إزاي كتبت الحالة دي وإنت في السن ده؟” كانت تلك الكلمات بمثابة شهادة ثمينة من فنانة كبيرة، أكدت لي أن ما كتبته قد لامس إحساسها فعلا، وهو ما منحني دفعة معنوية هائلة في بداية مشواري.

عصام حسني يكشف: اشتريت شريط أنغام لأتأكد أن اسمي كُتب… وما شعرت به لا يوصف

هل تتذكّر لحظة سماعك لأغنية “عرّفها بيا” لأول مرة بصوت أنغام؟ وكيف كان وقع تلك اللحظة عليك؟

بالطبع، لا يمكن أن أنسى تلك اللحظة، عندما طرحت الاغنيه 2003، كنت مثل أي مستمع عادي، ذهبت إلى محل التسجيلات واشتريت شريط الكاسيت، خرجت مسرعًا ويدي لا تكاد تنتظر فتح الغلاف، فقط لأتأكّد من وجود اسمي على الغلاف بين صنّاع العمل، وبالفعل، كان اسمي مكتوبًا… وصدقيني، لا يمكن للكلمات أن تصف ذلك الإحساس.

استمعت إلى الشريط من بدايته، ومع وصولي إلى الأغنية الثالثة، “عرفها بيا“، اجتاحتني مشاعر لا توصف من السعادة والفخر، وكان الفرح مضاعفًا لأن الشريط نفسه تضمن أغنية أخرى من كلماتي أيضًا بعنوان “حالك“، من ألحان تامر علي وتوزيع فهد، كانت لحظة شعرت فيها بأن تعبي بدأ يحصد ثماره.

عصام حسني: هذا الوجه الحقيقي لأنغام: سددت مستحقات ملحن في يوم واحد دون تردد

كيف تصف الفنانة أنغام على المستوى الإنساني، بعيدًا عن كونها مطربة لها مكانتها؟

أنغام على المستوى الإنساني مثال للاتزان والتواضع، وأقول هذا عن تجربة حقيقية، لا مجاملة، سأروي لك موقفًا يكشف معدنها الحقيقي: أحد الملحنين أخبرني أن أنغام أعجبت بلحنٍ قدّمه لها وأخذته بالفعل، لكنها في ذلك الوقت لم تكن قد استقرّت بعد على شركة إنتاج، وكان يرغب في معرفة مصير الأغنية، لأنه كان يمر بموقف مالي صعب ويحتاج إلى ثمن اللحن لكنه شعر بالحرج من التواصل معها مباشرة، طلب مني أن أستفسر عنها نيابةً عنه، وبالفعل تواصلت معها وشرحت لها الموقف.

ردّت عليّ فورًا وبكل احترام وقالت: “النهارده هابعتله فلوسه”، وبالفعل أوفت بوعدها في اليوم نفسه، والأجمل أنني مررت بتجربة مشابهة معها لاحقًا، وتعاملت بنفس الرقي والوضوح، هذه هي أنغام كما عرفتها: إنسانة مسؤولة، راقية، وتحترم كل من تتعامل معه، سواء كان فنانًا كبيرًا أو في بداية الطريق.

هل طلبت منك أنغام أي تعديلات على كلمات الأغنية بعد أن استمعت إليها لأول مرة؟

إطلاقًا، لم تطلب أي تعديل على الكلمات، ما حدث هو أن الأغنية لم تكن مكتملة حين استمعت إليها، إذ كانت تفتقد إلى كوبليه ثانٍ. وعندما اختارتها أنغام، طلبت مني فقط استكمال النص، حينها كتبت 12 كوبليه مختلفًا تناولت من خلالها الفكرة من زوايا متعدّدة، وتركت لأنغام حرية الاختيار، وقد قامت باختيار الأنسب منها بروح فنية راقية وذوق عالٍ.

ما هو الموقف الذي لا يمكن أن تنساه طوال مسيرتك مع أنغام؟

لن أنسى أول مرة قدّمتني فيها أنغام للجمهور كشاعر غنائي، ليس هذا فقط، بل كانت تُشيد بأغانينا دائما وتذكر اسمي في حفلاتها وعلى الهواء في اللقاءات التلفزيونية.

تعاونك مع أنغام أثمر عن أكثر من عمل فني ناجح، حدّثنا عن هذه التجربة وهل كانت هناك كيميا جمعت بينكم في العمل؟

الحمد لله، بيننا كيمياء فنية حقيقية، قدّمنا معًا خمس أغاني: “عرفها بيا”، “حالك”، “دلوقتي أحسن”، “هبدأ من الآخر”، وهناك أغنية سادسة لم ترى النور بعد.

المطرب تامر عاشور
المطرب تامر عاشور

لو طلبت منك أنغام كتابه ديو غنائي لها واختيار المطرب ما هو أول اسم ستختاره ؟

بدون تردد، اختار الفنان تامر عاشور.

اقرأ أيضاً: مصطفى شكري: خلاصة تجربتي مع “المداح” جملة واحدة تقول “كله بأمر الله”

معظم الموجودين على الساحة حالياً ليسوا مطربين ولا يمتلكون تاريخ فني:

كيف تتم آلية التعاون عادةً بينك وبين المطرب؟

في الأغلب الملحن هو من يُسمِع الأغنية للمطرب، وبعد اختياره لها، أُكمل أنا باقي الإجراءات القانونية الخاصة بالتنازلات عن العمل، و أحيانًا أرسل الأغنية بنفسي للمطرب، وهنا يكون الفيصل: هل سيستمع؟ وهل هو مطرب بالفعل وله تاريخ فني؟ لأن كما تعرفين أن معظم الموجودين على الساحة حالياً ليسوا مطربين ولا يمتلكون تاريخ فني حضرتك مش غريبة عن المجال، و تفهمين قصدي جيدًا.

عصام حسني ألحان اليوم مكررة بلا أصالة واطلق عليها إسم..’ألحان الأوقاف’ 

في ظل الانتشار المتكرر لنماذج موسيقية متشابهة على الساحة الغنائية اليوم، كيف ترى حالة الألحان الحديثة وتأثيرها على جودة الأغنية؟

للأسف، أغلب الألحان الحالية تفتقر إلى الأصالة وتميل إلى التكرار لدرجة دفعتني إلى تسميتها بـ”ألحان الأوقاف”، فهي بلا هوية واضحة وكأنها بلا صاحب، على العكس، كنت محظوظًا لأنني عاصرت جيلًا من الملحنين الذين تركوا بصمة فريدة، بحيث يمكنني بمجرد الاستماع إلى لحن تمييز مؤلفه دون أدنى شك.

أما الكلمات، فهي بلا شك العنصر المحوري في الأغنية، لكنها قد تُظلَم عندما تُركّب على لحن تقليدي أو مستهلك، لأن اللحن هو الروح التي تنبض بها الكلمات وتمنحها الحياة والوقع الحقيقي لدى المستمع.

عصام حسني: محمد محي صوت مليئ بالشجن يعبّر عن الألم بصدق لا يشبه أحد.. وأتمنى أن أتعاون معه قريبا 

من هو المطرب الذي تتمنى أن تتعاون معه ولماذا ؟

دون أدنى تردد، النجم محمد محي، إذ يتميز صوته بشجن فريد لا يشبه أحدًا، هو من القلائل الذين يستطيعون التعبير عن الألم والحنين بصدقٍ عميق، دون أي تصنع أو مبالغة، أتمنى أن يجمعني به تعاون قريب.

عصام حسني: الكلمة أمانة ولا تُسلم إلا لفنان حقيقي سواء كان مطربًا أو ملحنًا.

هل سبق أن قدّمت كلماتك لأحد المطربين وندمت على التعاون بعد سماع أدائه، لأنّه لم يرتقِ إلى مستوى توقعاتك؟

بصراحة، نعم، هناك أغاني كتبتها بكل إحساس لكن للأسف لم تجد الصوت الذي يُجسّدها كما تخيّلت، وشعرت أن بعض المطربين لم يمنحوا الأغنية حقّها، وكأنها ضاعت وسط أداء ضعيف وفقر في الصدق الفني، مع ذلك، لم أندم أبدًا، وإن كنت أشعر بحزن مؤقت وعتاب داخلي على سوء اختياري، لكنني لا أدع هذا الشعور يستمر، بل اعتبرته درسًا علّمني أن أكون أكثر حرصًا في اختياراتي منذ تلك اللحظة. فالكلمة أمانة، ولا تستحق أن تُسلم إلا لمن لفنان، سواء كان مطربًا أو ملحنًا.

عصام حسني: أنا من أنصار إعطاء الملحن المساحة الكاملة ليُبدع بطريقته.

الشاعر الغنائي عصام حسني يؤمن بأن التلحين شراكة لا مجال فيها للأنانية، وأن احترام رؤية الملحن جزء من نجاح الأغنية… لكن في المقابل، يملك حسًا فنيًا عاليًا يجعله يتدخّل في اللحظة المناسبة، حين يشعر أن النص مهدَّد بأن يُشوَّه بلحن مكرر أو تقليدي.. من هنا كان لنا هذا السؤال:

هل حدث اختلافًا قبل ذلك بين رؤيتك ككلمات ورؤية الملحن؟ وكيف تدير هذه الاختلافات في وجهات النظر لضمان تناغم العمل الفني؟

أنا من أنصار إعطاء الملحن المساحة الكاملة ليُبدع بطريقته… أحب أن يأخذ فرصته كاملة ليُخرج اللحن الذي يليق بالكلمات ويُترجم إحساسها، لكن، أحيانًا أجد نفسي مضطرًا للتدخل ليس فرضًا لرأي، بل من باب الأمانة الفنية خصوصًا إذا شعرت أن الجملة اللحنية تُشبه لحنًا معروفًا، أو إذا كان التناول تقليديًا لا يُضيف شيئًا جديدًا للنص وقتها، أُبدي وجهة نظري بكل احترام، لا بسلطة، وهناك فرق كبير لأنني أؤمن أن العمل الفني الناجح لا يولد من الهيمنة… بل من الحوار والمشاركة.

اقرأ أيضاً: في قلبي وطن لم يُكتشف بعد

بعض الأغاني التي تنتشر بقوة عبر السوشيال ميديا قد تحقق نجاحًا كبيرًا ولكن هذا النجاح ليس مقياسًا حقيقيا للموهبة:

هل ترى أن هناك مطربين عديمي الموهبة استطاعت أن تحقق انتشارا واسعا حالياً على الساحة الغنائية بسبب تمويل اغانيهم بصورة مبالغ فيها على السوشيال ميديا لسرعة الانتشار السريع وهل يعكس هذا الانتشار الموهبة الحقيقية أم يكون مجرد حملة ترويجية مدروسة مزيفة مؤقتة؟

التسويق الجيد له تأثير ضخم على انتشار الأغنية، لكنه في النهاية يظل سلاحًا ذا حدين بعض الأغاني التي تنتشر بقوة عبر السوشيال ميديا قد تحقق نجاحًا كبيرًا، ولكن هذا النجاح ليس بالضرورة مقياسًا حقيقيًا للموهبة، هناك أغاني يتم الترويج لها بشكل مكثف، ويكتسب المطرب شهرة بناءً على هذه الحملات، ولكن في كثير من الأحيان، يتضح مع مرور الوقت أن المحتوى ضعيف وأن النجاح مجرد فقاعة إعلامية، وأكثر المطربين عديمي الموهبة، وكلمة مطربين دي كتيرة عليهم،  للأسف، أصبح الناس يقيمون الأغاني بناءً على عدد المشاهدات والتفاعل، وليس على قيمتها الفنية.

لكن في النهاية، يبقى هناك جزء من الجمهور الذي يستطيع التمييز بين ما هو جيد وما هو سطحي، وهذا هو التحدي الحقيقي في عالمنا الفني اليوم.

عصام حسني: مصر بلدًا غنيًا بالشعراء المبدعين، الازمه الحقيقيه في فقر الألحان

ما رأيك في ظاهرة ظهور دخلاء في مجال كتابة الشعر الغنائي دون أن يكون لديهم خلفية فنية واضحة؟وهل تري أن أعمالهم ستعيش أم أنها ترند مؤقت سيزول مع مرور الوقت؟

هناك فرق جوهري بين الشاعر الغنائي وكاتب الأغنية الشاعر الغنائي هو مبدع يترجم مشاعر وأحاسيس إلى لغة موسيقية، ويعبر عن موضوعات عميقة قد تكون فلسفية أو اجتماعية أو رومانسية، أما كاتب الأغنية، فيعمل بشكل أساسي على صياغة كلمات تتناسب مع لحن معين، دون أن يتطلب الأمر نفس العمق الفني.

أما فيما يخص صناعة الأغنية في مصر، فلا يوجد أزمة حقيقية في الشعراء أو كتّاب الأغنية على العكس، هناك وفرة من المواهب الجديدة التي تُثري الساحة وتُضيف إلى المحتوى الفني، المشكلة الحقيقية التي تواجهنا اليوم هي فقر في الألحان التي أصبحت مكررة و تقليدية بشكل مبالغ فيه، مما جعل الأغنية تفقد قدرتها على التميز والابتكار..

اقرأ أيضاً: حسام طنطاوي: ملحنون يرون أنفسهم آلهة وعزيز الشافعي خارج حساباتي للأبد

 

في ظل ما نشهده مؤخرًا من اعتماد بعض المطربين على نفس الشعراء والملحنين في معظم أعمالهم، كيف ترى هذه الظاهرة؟ هل تعزز الهوية الفنية للمطرب أم تُفقد الأغنية تنوعها وابتكارها؟

ليس لديّ أي تحفظ على فكرة أن يكوّن المطرب فريق عمل ثابت يشعر معه بالانسجام الفني والتفاهم، بل على العكس، هذا أحيانًا يثمر عن أعمال تحمل بصمة خاصة وتخلق حالة مميزة من التميز، لكن الخطورة تكمن عندما يتحوّل هذا التعاون المتكرر إلى روتين يفقد بريقه، خاصة إذا بدأت الأعمال تفقد جودتها أو تصبح متشابهة بشكل يبعث على التكرار، في هذه اللحظة، ينبغي على المطرب أن يقف وقفة صادقة مع نفسه، ويعيد تقييم اختياراته، لأن الاستمرار بهذا النمط قد ينعكس سلبًا على مسيرته، ويُفقد الأغنية روحها وجرعتها الطبيعية من التجدد والإبداع.

من وجهة نظرك من هم أكثر الشعراء موهبة وتميزا على الساحة الغنائية في الوقت الحالي ؟

هناك العديد من الشعراء الذين يتمتعون بأسلوب سردي مميز وغير مكرر، ينجحون دومًا في تجاوز أنفسهم وتقديم الجديد بشكل مبهر، من أبرزهم بالنسبة لي الشاعران نادر عبد الله ومحمود عبد الله، فهما مصدر إلهام حقيقي بالنسبة لي، وأتعلم كثيرًا من تجاربهما الشعرية العميقة والمختلفة.

حقوق الشاعر الغنائي في مصر تُحيط بها العديد من علامات الاستفهام وتُعاني من ضعف في التطبيق والإنصاف:

مع تزايد استخدام التكنولوجيا والمنصات الرقمية ، هل ترى أن هذه التحولات تسهم في تعزيز ام تقليل قدرة الشاعر الغنائي على حماية حقوقه الأدبية؟ وهل من حلول تكنولوجية يمكن أن تحمي وتضمن حقوق الشعراء بشكل أفضل في هذا العصر الرقمي؟

مصر تفتقر إلى وجود إدارة حقيقية وفعّالة تعتنى بحماية حقوق الشاعر والملحن، وذلك نتيجة غياب آلية واضحة للمحاسبة والتحصيل داخل الجهة الوحيدة المسؤولة عن هذا الملف، على الرغم من أن هناك حلولًا قائمة ومُطبقة بنجاح في العديد من الدول، فان حقوق المؤلف في مصر، سواء في الشق الأدبي أو الموسيقى، لا تزال تُحيط بها العديد من علامات الاستفهام وتعاني من ضعف في التطبيق و الإنصاف.

اقرأ أيضاً: معتز أمين : اعشق اللون الشعبي.. وأختار بوسي و شيبة وعبدالباسط ليشعلوا الحاني

هل يمكن لشاعر لا يمتلك أذنًا موسيقية أو خلفية ثقافية موسيقية أن يكتب أغنية ناجحة؟ أم أن الجهل بالموسيقى يُضعف من قوة الكلمة مهما بلغت بلاغتها؟

أنا أؤمن أن الشاعر الذي يحمل بداخله حسًّا موسيقيًا يُمكّنه من وزن الجمل بشكل فطري واختيار الكلمات التي تنسجم مع الإيقاع العام للّحن، ودراسة الموسيقى تُعد عاملًا مهمًا في صقل هذه الموهبة، فهي توسّع مدارك الشاعر وتمنحه قدرة أكبر على التفاعل مع الموسيقى وتقديم نص أكثر تماسكًا وتأثيرًا.

من هم اقرب الملحنين إلي قلبك الذين تفضل التعاون معهم ويجمع بينكم تفاهم كبير؟

الملحنين المفضلين بالنسبة لي تامر علي وشريف تاج

اقرأ أيضاً: التكرار قناص محترف والمطرب شريك في الجريمة: هل حان الوقت لثورة الفنية؟

عصام حسني: لا مكان للألحان المقتبسة في قاموسي 

 إذا عُرض عليك لحن وشعرت بأنه مُقتبس من عمل آخر، ولكنه مميز ومبشر بالنجاح تقبل به  أم ترفضه؟

أرفضه بالتأكيد، الإبداع الحقيقي لا يقبل النسخ، ولا مكان للألحان المقتبسة في قاموسي.

 

قدّمت على مدار 22 عامًا ما يقرب من 70 أغنية والحمد لله، أشعر برضا عميق عن هذه التجربة

حتى الآن، كم يبلغ عدد الأعمال الغنائية التي قدّمتها للساحة الفنية؟ وهل تشعر بالرضا عمّا أنجزته خلال مشوارك؟

أنا أعتبر نفسي منتسبًا محبًا ومخلصًا لهذا الوسط الفني، قدّمت على مدار 22 عامًا ما يقرب من 70 أغنية، والحمد لله، أشعر برضا عميق عن هذه التجربة، بكل ما فيها من تحديات وإنجازات. 

عصام حسني: هناك بعض الأغاني المؤجلة تنتظر لحظة صدق تُخرِجها للنور ولمن يستحق أن يتحمل مسؤوليتها.

هل ما زال لدى الشاعر عصام حسني “أدراج مُقفلة” تحوي بين طياتها سطور من الوجع لم تُروَ بعد؟

الحقيقة أنني منذ سنوات أتابع المشهد من بعيد، لا كشاعر فقط، بل كمواطن يرى ويسمع ويشعر… لكن بداخلي نوع من الزهد في استكمال الرحلة بنفس الطريقة، هناك بعض الأغاني المؤجلة، ليست كثيرة، لكنها تحمل شيئًا من الوجدان والصدق، وربما ترى النور قريبًا… فمسألة الطرح لم تعد بيدي، بل في يد المنتج أما عن الحكايات، فهي موجودة، تنام في الأدراج، تنتظر لحظة صدق تُخرِجها للنور، ولمن تستحق أن يتحمل مسؤوليتها 

في نهاية الحوار، نتقدم بجزيل الشكر للشاعر الغنائي عصام حسني على هذا الحوار الصادق والنابع من أعماق القلب، كان الحديث معك ممتعًا وملهمًا للغاية.. علي وعد بحوار آخر مع نجم جديد ونجاحات جديدة مع ريهام طارق.

ريهام طارق
ريهام طارق

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.