عصام عمر.. يُكرم عالميًا بينما تسقط عدساتنا في فخ التفاهة وفضائح السوشيال ميديا!
كتبت: ريهام طارق
سطع اسم النجم عصام عمر في سماء السينما العربية بعدما حصد جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم “البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو”، خلال الحفل الختامي لمهرجان “هوليوود للفيلم العربي”.
عصام عمر انتصار للموهبة المصرية الصادقة:
جاء هذا التتويج المستحق ليبرهن أن السينما المصرية لا تزال قادرة على تقديم وجوه جديدة تملك الحضور والموهبة، وتعيد إلى الأذهان قيمة الأداء الصادق حين يلتقي بالاحتراف الحقيقي، فالنجم عصام عمر لم ينتصر بالجائزة فحسب، بل انتصر للفن النقي الذي لا يستند إلى ضجيج أو افتعال، بل يكتفي بلحظة أداء خالصة أمام الكاميرا لتعبُر إلى المتلقي أينما كان.
عصام عمر صاحب أداء فني استثنائي يعلن ميلاد نجم مختلف:
برز فيلم “البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو” كأحد أبرز الأعمال التي شاركت في المهرجان، ليس بوصفه عملًا دراميًا تقليديًا، بل كـ رحلة تأملية غنية في أعماق النفس البشرية، أخرجه خالد منصور بحرفية عالية، وكتب له السيناريو محمد الحسيني برؤية إنسانية دقيقة، ليقدّم لنا قصة “حسن”، الشاب الثلاثيني الذي يجد نفسه مطاردًا دون ذنب، في محاولة يائسة لإنقاذ كلبه وصديقه الوحيد “رامبو”، لكن الحكاية تتجاوز ظاهرها، لتصبح استعارة ذكية عن الخوف، والعزلة، والمواجهة، حيث يتحول الكلب إلى رمز مراوغ يعكس هشاشة الإنسان في عالم قاسٍ، لا يرحم.
قدّم عصام عمر في هذا العمل أداءً يُحسب له ضمن قائمة الأدوار محورية التي تُشكّل منعطفًا في المسيرة الفنية لأي ممثل يسعى للنضج والتفرّد، بفضل حضوره التلقائي، وقدرته المرنة على التنقل بسلاسة بين التعبير الدرامي واللمسة الكوميدية، نجح عمر في تجسيد شخصية “حسن” بعمق نفسي واضح، كاشفًا عن طبقات معقدة من الانكسار الإنساني، والتردد، والوحدة، دون الوقوع في فخ المبالغة أو الأداء المسرحي. تميز أداؤه بالتحكم الدقيق في الانفعالات، حيث جاءت لحظات الحزن والانكسار صادقة تمامًا، وخالية من أي تصنّع، مما منح الشخصية واقعية لافتة وجعلها أقرب إلى المتلقي حد التماهي.
اقرأ أيضاً: سلوى عثمان تكشف لأسرار المشاهير خلطة النجاح السحرية وأسباب حب الجمهور لها
بينما يكرم العالم عصام عمر… نحن مشغولون بمظهر محمد رمضان وزوجة محمد صلاح:
بينما تقف منصات السينما العالمية لتصفق لـ عصام عمر وتمنحه التقدير الذي يستحقه، تنشغل عدسات السوشيال ميديا المحلية بقشور لا تمت للفن بصلة… بملابس محمد رمضان، و كأن ذائقتنا الجمعية قد انزلقت نحو ما هو سطحي، استعراضي، مثير للجدل، لا ترى في النضج والموهبة قيمة تستحق الاحتفاء الأمر ذاته تكرر مع لاعب كره القدم العالمي محمد صلاح، حين تحولت منصاتنا إلى محاكم تحاكم مظهر زوجته بدلاً من أن تكرّمه على ما يقدمه من فخر ورفعة لاسم مصر.
اقرأ أيضاً: دموع أحمد زاهر تخطف القلوب فى ليلة زفاف ليلى أحمد زاهر على هشام جمال
هل أصبحنا أسرى لعقلية التشهير؟
السؤال المؤلم: هل أصبحنا أسرى لعقلية التشهير؟ هل ضاقت عيوننا عن رؤية الجمال الحقيقي، وصار النجاح عبئًا لا نتحمله ما لم يأتِ مصحوبًا بفضيحة أو أزمة؟
عصام عمر قدّم رسالة… ونحن، كجمهور مدعوون لأن نحسن قراءتها:
إن تتويج عصام عمر ليس مجرد لحظة تكريم فردية، بل هو صفعة ناعمة على وجه اللامبالاة، تذكرنا بأن الفن الأصيل لا يحتاج إلى ضجيج أو تصدر “الترند”، بل إلى وعي جمعي يحسن تمييز القيمة حين يراها.
فلنحتفِ ، ونفتخر بنجومنا الحقيقيين كما يحتفي بهم العالم، و لنتعلّم أن نرفع راية النجاح، لا أن ندفنه تحت ركام التفاهة فـ عصام عمر لم يمثل فقط، بل قدّم رسالة… ونحن، كـ جمهور وفكر وثقافة، مدعوون اليوم لأن نحسن قراءتها..