عن العراق … بقلم: خالد العامري
عن العراق..
بقلم: خالد العامري
عن العراق جئت ُ أبحث إيها الأهل
والأصدقاء والجيران ويا أياً من الرفاق.
فأين أنتم يارفاقي الذين شاركتوا معي
في مدرستي وجامعتي وعملي بالوفاق.
وإين هي دارنا ومحلتنا وشوارعها التي
كنا بها نمشي وقت العصاري في كل زقاق.
وذلك المكان الذي كنا نقف ُ على ناصيته ِ
ونتجتمع لنتحدث عن كل شيء باق.
من ذلك اليوم الذي مررنا به ِ ونتجادل
ونتناقش ساعتها على كل قدم ٍ وساق.
وإين تلك الفتيات الجميلات اللواتي كن
يمرن من أمامنا من مدرستهن في تلك
الشوارع وعلى ذلك السياق.
وإين الطرقات التي كانت تعج بالسائرين
الذين أعرفهم وإين رفاق العمل الآن من
بعد ذلك الفراق.
إين أماكن كانت هي الأثيرة على نفسي
والتي كان لها وقع ٌ بنفسي على الأشتياق.
لكن الزمن تغير ولم أجد ما كنت ُ أعرفهم
في البيوت والمحلات والأسواق.
المزيد من المشاركات
وكأنني قد أتيت ُ إلى بلد ٍ آخر لا أعرفه
من بعد غياب ٍ قد دام لسنوات .
لتتغير فيها الوجوه والأجيال الذين كانوا
أطفالاً أصبحوا كباراً وهكذا الزمن قد مر
بنا وفات.
والناس قد تغيرت والأشخاص قد تبدلت
والأماكن والنهج تغير وبعض العادات .
لتكون الأيام كفيلة بأن تبدل وجه الناس
والمدن في شوارعها والأزقة ِ والطرقات.
فقد بُنيت أماكن جديدة وهُدمت آخرى
أو تغير نمط البناء بعدها في البنايات.
والشباب أصبحوا شيوخاً والنساءاللواتي
أعرفهن من أقاربي وجيراني بتن نساءاً
في السن طاعنات.
لقد تغيرت يا وطني ولم أجد ما كنت أريد
أن أجد والوجوه بت ُ لا أعرفها من بعد
سنين الشتات.
حتى المقابر التي ذهبت لأرى قبر أمي
وجميع الذين ماتوا من أقرابي لأزورهم
كانت لا تشبه غيرها من الزيارات .
ويبدو بأنني بت أنا الآن الغريب عن بلدي
ومابين كل الأحياء غريباً وحتى ما بين الأموات.