فساد السوشيال ميديا: ضربة قاضية للقدوة وتهديد حقيقي للهوية العربية
يبدو أننا أمام مؤامرة لمحو القيم والمبادئ والدين في مجتمعنا
فساد السوشيال ميديا: ضربة قاضية لـ القدوة وتهديد حقيقي للهوية العربية
ريهام طارق
تحطيم صورة القدوة للدعاة والأساتذة في المجتمع، في الآونة الأخيرة يمثل ظاهرة مؤلمة تؤثر سلبا على الثقة والاحترام نحوهم، فـ عملية التقليل من ذواتهم والتشكيك في رسالتهم تجعل الناس يفقدون الثقة بالقيم التي يحاولون نشرها، في نفس الوقت الذي يظهر فيه يظهر التمجيد لكل لما يدعو إلى الجهل والابتذال، و تمجيد كل ما هو سطحي وغير مفيد تعليمياً أو اجتماعياً.
يبدو أننا أمام مؤامرة لمحو القيم والمبادئ والدين في مجتمعنا، من خلال استغلال وسائل الإعلام والتكنولوجيا لنشر الفكر السلبي وتشويه القيم الأصيلة، وترويج ثقافة الاستهلاك والمادية على حساب القيم الروحية والأخلاقية.
وتهدف هذه المؤامرة إلى زعزعة الاستقرار الاجتماعي والروحي، وزعزعة الثوابت الدينية والأخلاقية التي كانت تشكل أساسا للمجتمع العربي عبر العصور، باستهداف القدوة من الدعاة والأساتذة، وهز الثقة في القادة و المفكرين الذين يسعون إلى نشر الخير والإيجابية في المجتمع.
تنبت هذه المؤامرة بداية من المنصات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، التي باتت تشبه في كثير من الأحيان الدجالين، حيث أن هدفها الرئيسي أصبح تضليل المجتمع وعمل غسيل مخ له، بشكل يهدف إلى التأثير على تفكيرهم وسلوكهم.
إن الاتكال على هذه المنصات للحصول على المعلومات وتبادل الآراء قد يؤدي إلى تشويش الرؤية وتزييف الحقائق، مما يسهم في زيادة الانقسامات والتوترات في المجتمع العربي.
لذا، ينبغي علينا أن نكون حذرين و علي وعي كافي لتلك الظاهرة، وأن نتخذ خطوات لتقوية المصادر الموثوقة للمعلومات والحوار البناء على منصات التواصل الاجتماعي.
بالإضافة إلى ذلك، ينبغي على الجهات المعنية، سواء كانت الحكومات أو المنظمات غير الربحية أو حتى شركات التكنولوجيا، تبني سياسات وآليات لمكافحة التضليل والتلاعب على الإنترنت، وضمان شفافية أكبر في استخدام البيانات الشخصية وتقديم المحتوى.
باختصار، يتعين علينا جميعاً أن نكون أكثر حذرا في استخدامنا لـ المنصات الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، وأن نعمل معًا لمحاربة المحتوى الضار و المضلل الذي يهدف إلى تشويه الحقائق وتحقيق أجندات معينة.
ويظل إيماني بدور الإعلام حاسماً في تصحيح الصور و اظهار الحقائق، وإصلاح المفاهيم المشوهة، في ظل هذا الفساد الإلكتروني المسمم لـ جسد المجتمع، مما يساهم في تقديم رؤية أكثر وضوحاً له
و لتحقيق هذا الهدف، يجب على وسائل الإعلام أن تتبنى مبادئ النزاهة والموضوعية في تقديم الأخبار والمعلومات، وأن تسعى للتحقق من دقة المعلومات قبل نشرها كما ينبغي عليها أن تشجع على الحوار البناء وتعزيز الفهم المتبادل بين الأفراد، بدلاً من تحريض الانقسامات والتوترات، وإصلاح ما تدمره الأفكار الضارة والقيم المشوهة.
يجب على الأفراد والمؤسسات العمل سوياً لتعزيز الوعي والتثقيف، وتقديم النماذج الإيجابية التي تعكس القيم والمبادئ الصحيحة، وأن تكون المؤسسات التعليمية والدينية والثقافية منبرًا لتعزيز هذه القيم وتقديم النماذج الملهمة للأجيال الجديدة.
بالتالي، يكمن الحل في بناء مجتمعات تكافح الفساد الإلكتروني وتسعى لتقديم النماذج الإيجابية، في دعم الإعلام النزيه والموضوعي وتعزيز التواصل الفعال والبناء بين أفراد المجتمع.
في النهاية ، يظل دور الإعلام حاسماً في تصحيح الصور والمفاهيم الخاطئة، وإصلاح ما دمرته الأفكار الضارة والقيم المشوهة، بيد الفساد الإلكتروني المحتل لـ عقولنا.
ومن خلال تعاوننا المشترك كأفراد ومؤسسات، يمكننا بناء مجتمعات تسعى لتقديم القدوة الحقيقية، لأبنائنا ، وهذا يتطلب جهوداً مستمرة من الجميع لنجاح الأجيال الجديدة وحمايتها من الانحرافات و فقد هويتها الحقيقه.