فيروز جارة القمر حين رجعت الشتوية .. عيد ميلادها ال 89
فيروز جارة القمر حين رجعت الشتوية .. عيد ميلادها ال 89
فيروز .. تلك المطربة العظيمة التى تعد ضمن أهم عشرة مطربات في تاريخ الغناء العربي .
نحتفل معها اليوم بعيد ميلادها 21 نوفمبر 1935 .. لم يكن يوما عاديا علي الإطلاق .
كتبت / غادة العليمى
فهى قيثارة السماء جارة القمر شئ من كل شئ جميل لن يجود الزمان بمثلها
نصف قرن من الزمن ومئات الاصوات والالاف النغمات ولا منافس للحنجرة الماسية
يمر علينا ذكرى ميلادها
ولابد وأن نعطي تلك الفنانة العظيمة شيئاً من حقها ..
فهي من صنف الجوهرة النادرة التي لاتقدر بثمن
فصوتها يكسر المألوف ويهدم المحظور ولكن بصمت وخشوع .. فهو يتسرب إلى حنايانا كضوء الياسمين
فيشعل الحنين والذكريات ..
كل عام وصوتها الحب والسلام…
يوم ٢١ تشرين الثاني عيد ميلاد ٨٩ سنة للرائعة “نهاد وديع حداد”
أسمها الفني “فيروز” سيدة الغناء في لبنان والعالم أجمع وبأبداعها وفنها لقبت بـ جارة القمر
وقفتها شامخة مثل الأرز في لبنان وصوتها كعصفورة تزقزق في سماء الشرق
نهديها كلماتها فى عيد ميلادها
“تعا تا نتخبى من درب الأعمار
و إذا هني كبروا نحنا بقينا صغار
و سألونا وين كنتوا و ليش ما كبرتوا إنتو منقلُّن نسينا
و اللي نادى الناس تيكبروا الناس راح و نسي ينادينا”…
فيروز اطفئت بالامس شمعتها التاسعة والثمانين عقبال الميه عام عافيه وفن وسحر
وفى ذكرى مولدها ننفرد بنشر اشياء قد لا يعرفها جماهيرها عنها من مقتطفات احاديث صحفيه صرحت بها
ذات يوم فى 15 نوفمبر 1966
«جارة القمر» فيروز كشفت سر فشلها فى الحصول على الابتدائية واسمها الحقيقى فى جواز السفر وأمنيتها فى صفع عاصى الرحبانى بالقلم فى أول لقاء
1
كانت الفنانة اللبنانية الكبيرة فيروز وأختها هدى والأخوان الرحبانى «عاصى ومنصور» فى زيارة للقاهرة خلال أكتوبر 1966 وكان الاحتفاء الفنى والثقافى والإعلامى بهم كبيرا بلغت درجته أن 15 شخصية من كبار الموسيقيين والكتاب والمثقفين والفنانين والتشكيليين شاركوا فى ندوتهم بمجلة «الكواكب» التى أدارها رئيس تحريرها الكاتب والناقد رجاء النقاش وهم عبدالرحمن الخميسى / الدكتور مصطفى/ محمود شفيق/ أبو عوف / هدى سلطان/ فؤاد شبل/ محمد الموجى/ حورية حسن /جمال كامل/ حلمى التونى/ بهجت عثمان/ صافنياز كاظم/ عبدالحليم نويرة/ جلال فؤاد/ محمد عفيفى/ سليمان جميل
تناولت الندوة المدرسة الرحبانية ومنها انتقلت إلى مشاكل الفن العربى المعاصر ونشرته «الكواكب» على ثلاث حلقات ولكى تعطى المجلة وجبتها الكاملة والمشبعة عن فيروز والرحبانية نشرت حوارا آخر معهم أجراه الكاتب الصحفى عبدالتواب عبدالحى/ شمل المحطات التاريخية والذاتية لفيروز والرحبانية/ ونشرته «الكواكب» فى عددها رقم 798 / يوم 15 نوفمبر مثل هذا اليوم 1966.
3
تحدثت «فيروز» فى حوارها عن نشأتها فى «زقاق البلاط» أقدم أحياء بيروت وأحدثها أفقرها وأغناها تقول: «فى زقاق البلاط قصور لأغلب الحكام والشخصيات السياسية وفيه مثل شقتنا القديمة غرفتان بالبلاط أجر أبى – الأسطى وديع حداد – من جمع حروف الطباعة بمطبعة جريدة «ليه جرر» يعنى «النهار» التى تصدر بالفرنسية لا يسمح بغرفة ثالثة فى 21 نوفمبر سنة 1935 ولدت فى إحدى الغرفتين لم يفرح أبى بابنته البكر كان يريد ولدا الله أعطاه الولد بعدى أخى يوسف ثم استأنفت أمى خلفة البنات أختى هدى شريكة فنى وأختى آمال»
قباضيات بيروت
تضيف: «كنت فى طفولتى وصباى عنيدة شقية مقاتلة أظافرى طويلة متحفزة دائما أبى يدلل يوسف يعطيه أكثر أغار أتصنع الأعذار لأضرب يوسف كل حين علقة ساخنة لأسباب طفولية صغيرة أجذبه من شعره وأقصه بقدمى بحركة بارعة لا يجيدها إلا قبضايات بيروت يجئ أبى يشيلنى من فوق يوسف يصفعنى حتى تدمى شفتي يتساءل قلبى الصغير: لماذا يحميه أبى؟ لماذا يعطيه من حقى أكثر من حقه؟
الآن تغيرت تركت القتال لم أستبق لى إلا عنادى فى فنى».
مدرسة الاناث الدوليه
تذكر مدرستها الأولى فى بيروت قائلة: «مدرسة الإناث الأولى فى بيروت مدرستى مدرسة ابتدائية يعنى درست فيها 4 سنين فقط لم أخذ الشهادة الابتدائية أخذنى الغناء قبل الامتحان بأشهر نصف ساعة بالأسبوع ندرس موسيقى وأناشيد من أجل هذه النصف ساعة كنت أتحمل دراستى طوال الأسبوع بالبيت لا أذاكر لا أفتح كتابا يكفينى ما أسمعه فى الحصص لأنجح أمضى الوقت فى لعب «الجلة»- يعنى البلى – مع أخواتى أو الطابة «الكرة الكاوتش»، أو أتشاجر مع يوسف لآخذ منه حقى أحيانا أشتغل مع أمى بالبيت أطبخ أكنس أمسح أذنى على الراديو ساعات أدندن لنفسى «ياما أرق النسيم» لليلى مراد و»يا ديرتى مالك علينا لوم» للمرحومة أسمهان».
فى ذات ربيع مختلف
وعن اكتشافها تقول: «فى حفلة مدرسة الإناث الثانوية فى ربيع1949 اشتركت فى نشيد جماعى مع بنات المدرسة اسمه «يا وطنى الأغر» سليم فيلفل أستاذ السولفيج بمعهد الموسيقى ببيروت يحضر الحفل ليستكشف أصواتا جديدة يقدمها فى ركن الأناشيد الوطنية الذى يشرف عليه بالإذاعة، اختارنى مع بنتين من زميلاتى».
ألحقها «فيلفل» بمعهد «الكونسرفتوار» كانت الدراسة فيه بالمجان كما التحقت بفرقة كورال الإذاعة بمرتب 100 ليرة لبنانية «12 جنيها مصريا تقريبا وقتها»، تتذكر: «كنت فتاة كورس يعنى من ضمن الأصوات الخلفية التى تردد وراء أية مطربة كنت أدرس أصوات المطربات وطريقة كل منهن فى الأداء وأدرس السلم الموسيقى وعلم الأصوات فى المعهد كنت أريد أن أصنع من نفسى شيئا مهما لكنى لم أكن أتصور لنفسى أيامها مستقبل فيروز».
من شهرزاد الى فيروز
تكشف حقيقة تسميتها باسم فيروز قائلة: «لست صاحبة الاسم، اسمى فى جواز السفر «نهاد وديع حداد»، حليم الرومى الملحن ورئيس قسم الموسيقى بإذاعة بيروت «والد الفنانة ماجدة الرومى» هو الذى اختار لى اسمى الفنى كان سيسمينى «شهر زاد»، ولأنه اسم شائع وفيه مطربة مصرية بهذا الاسم استقر على تسميتى «فيروز».
لم يكن عاصى الرحبانى أول من لحن لها هكذا تؤكد مضيفة: «أول ألحانى بعد أن خرجت من حزمة الأصوات الخلفية وضعها لى حليم الرومى من أشهرها «يا حمام يا مروح بلدك» إلى أن التقيت بعاصى، لو سارت الأمور بعد أول لقاء بطبيعية ما كنت وما كان الرحبانية»
عاصى والرحبانيه
اكملت ذكرياتها قائلة: «فى أواخر 1950 مكتوب من حليم الرومى إلى عاصى الرحبانى ليحضر حالا لدار الإذاعة حضر قدمنا لبعض من شأن يسمعنى ويعمل لى ألحان غنيت له «يا ديرتى» لأسمهان ما عجبته قلت له «يا حمام» قاطعنى فى نص الأغنية وقال: يا مدموزيل صوتك بالحاضر ما بينفع بدك تدريب كتير» بعد سنتين من الشقاء والدراسة والانزواء فى حزمة الأصوات الخلفية جاى عم بيقول بدى تدريب كتير كرهته لحظتها وتمنيت لو أصفعه».
ومن الصفع الى الحب والنجاح كانت رحلة فيروز فى النهاية ودام العطاء وصارت جارة القمر شريكه الرحبانية فى الفن والحياة