في ذكرى وفاة فيروز.. أول فنانة مسيحية يقام لها عزاء داخل مسجد
في ذكرى وفاة فيروز.. أول فنانة مسيحية يقام لها عزاء داخل مسجد
تحل اليوم الخميس ذكرى وفاة الطفلة المعجزة فيروز، إحدى أبرز نجمات السينما المصرية، التي رغم اعتزالها الفن في سن مبكرة، لا تزال أعمالها محفورة في ذاكرة الجمهور حتى اليوم.
كتبت: وفاء عبدالسلام
ولدت فيروز في 15 مارس 1943، وكان اسمها الحقيقي بيروز آرتين كالفيان، لعائلة مصرية ذات جذور أرمنية. نشأت في بيئة فنية، حيث كانت شقيقتها الكبرى الفنانة نيللي، وابنة خالتها الفنانة لبلبة، مما جعلها قريبة من عالم الفن منذ طفولتها.

اكتشاف موهبة فيروز ودخولها عالم الفن
جاء دخول فيروز إلى عالم الفن بالصدفة، عندما لاحظ الفنان السوري إلياس مؤدب موهبتها أثناء زيارة لوالدها. أعجب بحركاتها الراقصة وقرر تطوير موهبتها، فقام بتأليف وتلحين مونولوج لها. بعد ذلك، شاركت في مسابقة مواهب في ملهى الأوبيرج الليلي، حيث لاقت إعجاب الجمهور، ما فتح أمامها أبواب الشهرة بفيلم “ياسمين”.
التعاون مع أنور وجدي والاعتزال المبكر
تبنى الفنان أنور وجدي موهبة فيروز، ووقع مع والدها عقد احتكار بمبلغ ألف جنيه لكل فيلم. شاركت في عدة أعمال ناجحة، إلا أن مسيرتها الفنية توقفت وهي في سن الـ 19، بسبب رفض موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب التلحين لها، ورفض الفنانة فاتن حمامة العمل معها لصغر سنها، بالإضافة إلى رفض والدها تجديد عقد الاحتكار مع أنور وجدي.
أبرز أعمال فيروز السينمائية
قدمت فيروز خلال مسيرتها 10 أفلام مميزة، من أبرزها:
“ياسمين”
“فيروز هانم”
“الحرمان”
“دهب”
“عصافير الجنة”
“إسماعيل ياسين للبيع”
“أيامي السعيدة”
“إسماعيل ياسين طرزان”
“بفكر في اللي ناسيني”
(آخر أفلامها عام 1959)
وفي عام 2001، تم تكريمها في مهرجان القاهرة السينمائي تقديرًا لمسيرتها الفنية.
حياتها الشخصية وزواجها من بدر الدين جمجوم
تعرفت فيروز على الفنان بدر الدين جمجوم أثناء تصوير فيلم “فرقة إسماعيل ياسين”، ورغم اختلاف ديانتهما – حيث كان مسلماً وهي مسيحية – تزوجا وعاشا حياة مستقرة لمدة 30 عامًا حتى وفاته عام 1992. أثمر زواجهما عن ابنين: أيمن وإيمان.
معاناتها الصحية ووفاتها
في أيامها الأخيرة، عانت فيروز من مشكلات صحية خطيرة في الكلى والكبد، بالإضافة إلى التهاب رئوي حاد، ما استدعى دخولها العناية المركزة. توفيت في 30 يناير 2016 عن عمر ناهز 72 عامًا، ودفنت في مدافن الأرمن المسيحيين.
تفاصيل جنازتها والعزاء الفريد من نوعه
أقيمت صلاة الجنازة عليها في كنيسة الأرمن الأرثوذكس بأرض الجولف، بينما كان عزاؤها لافتًا للنظر، حيث أقيمت مراسم تأبين في كل من الكنيسة ومسجد الحامدية الشاذلية، لتكون بذلك أول فنانة مسيحية يُقام لها عزاء داخل مسجد.
رحلت فيروز، لكنها تركت وراءها إرثًا فنيًا خالدًا، يجعلها واحدة من ألمع الأسماء في تاريخ السينما المصرية.