في محطة مصر

بين الألم و الأمل ... الوعي معركتنا

كتبت
فاتن فتح الله نصر
========

من كل محنة نخرج بمنحة … لو أردنا ان نبحث فعلا فيها
من محنة شهداء كارثة محطة مصر
نخرج بمنحة …
ماهي منحتنا ؟؟؟
هذا مانحاول ان نستقبله معا
كيف تجعلنا المحن اكثر صلابة وتماسكا
كيف واجه بعض من افراد شعبنا المحنة واقتحم النار ليساعد غيره وهو بلا إمكانيات
إلا إرادته في انقاذ غيره
عمال طيبين ليس لهم في مرض الشهرة المصاب به اغلب رواد الفيسبوك فعلوامافعلوه بدافع من ضميرهم وكل منهم لايبغي إلا انقاذ أرواح اهله حسب قول أغلبهم … تخيلت ان النار قايدة في اهلي وعيالي
لم يفكر أحد منهم لحظة في التقاعس جري يطفي بالمياه او بطانية او طفاية حريق … اللي تطوله إيده … جري على الضحايا ولم يفكر ده مسلم والا مسيحي … راجل والا ست … شيخ والا طفل ….أو أي تصنيف عنصري مما اعتدنا عليه حديثا ليشتت شمل مجتمعنا
جري ينقذ روح … إنسان

كيف وقف الآلاف صفوف للتبرع بالدم لإنقاذ المصابين

6830733181551288299

كيف أعلن بعض أطباء التجميل عن رغبتهم في إجراء عمليات تجميل مجانية لضحايا الحريق
كيف أعلن مركز للطب النفسي عن استقبال المتضررين نفسيا من أثر الحادث لمعالجتهم
كيف أصبح مستوى الوعي أكبر في مناقشة الأمر ومواجهة الأكاذيب التي تنطلق في كل اتجاه
ومنها موضوع الشاب الذي وقف ليلتقط صورة ذاتية لنفسه في الحادث الأمر الذي أثار استياء الكثير … برغم ان الشاب كما يقول صور نفسه ليرسل لأبيه الصورة ليطمئنه عليه إثر سماعه الخبر واتصاله بابنه عدد من المرات
والشائعات التي انطلقت في هذا الأمر البسيط لتجعل منه زوبعة

ورغم استمرار الضبابية في الفكر لدى الكثير
كالعادة في كل كارثة
بدلا من التدبر واستيعاب الكارثة ومحاولات احتواء الأزمة ينطلق هواة الثرثرة في كل اتجاه ليتحفنا كل بما لديه من افكار حلمنيشية
تبلورت في عقله المُستقطَب من غيره
في أي اتجاه لا فرق …
فتطرف الفكر سواء مهما كان اتجاهه
كله بعيد عن الوعي
ولكن بالملاحظة الدقيقة نكتشف ان التضارب أصبح أقل عما كان عليه في الماضي
وطبعا متطرفي الفكر في كل اتجاه يناقضون أنفسهم معتمدين على ذاكرة السمكة لدى أغلبنا
والتي لم تعد كذلك مع تطور أساليب التكنولوجيا وتوثيق كل شيء

وعلى ذكر التناقض
وقت حكم د.مرسي حدثت أكثر من كارثة قطار ونتج عنها وفاة العشرات في حوادث متكررة
وقتها هاجم متطرفي الفكر ضد الإخوان د.مرسي ..الرئيس وقتها
ورد عليهم متطرفي الإخوان
يعني هو مرسي اللي كان سايق القطر
وتجاهلوا المسئولية السياسية التي يتحملها الرئيس والتي يطالبون حاليا بتحميلها للسيد الرئيس
اليوم نرى في كارثة محطة مصر
يهاجم متطرفي الإخوان ومناصريهم من متطرفي الأفكار الأخرى الرئيس والحكومة ويحملونهم المسئولية
وهم طبعا يحملون جزء من المسئولية سياسيا
ويرد عليهم متطرفي الفكر في الاتجاه المضاد كما ردوا هم سابقا
وبين مؤيدين على طول الخط …ومهاجمين على طول الخط
هناك مصريين يدركون

نحن هنا أمام مصريين في كل الحالات
——————————–
-استُشهِدوا وأصيبوا وفقدتهم عائلاتهم
-أجرموا ..وظهروا على الشاشات بوجوههم القبيحة بدم بارد
– بذلو قصارى جهدهم في الإنقاذ
– يسعون بكل قوة لاحتواء الكارثة وبذل الدم والجهد لإنقاذ المصابين
– يثرثرون ويهرتلون بكلام أرسله غيرهم واستقبلوه وسجلوه ليرددوه
– لايهمهم في الأمر شيء إلا استغلال الكارثة و المتاجرة بها
– صامتين أمام جلال ورهبة المشهد منتظرين لما ستُسفِر عنه الأحداث القادمة
– مهاجمين لمجرد الهجوم فعدوهم دائما الحاكم أي حاكم كائنا من كان
– مطبلين للحاكم كائنا من كان
والكل مصريين

ومن المحن نستخرج منح هامة
أهمها
ألا نعمم الحكم على الشعب بالمطلق
ففينا كل من سبق من مصريين
لاتعميم
التعميم عمى

تعلمنا من كل التجارب التي أنهكتنا منذ قيام ثورة يناير المجيدة …وموجاتها المتتالية وأهمها يونيو
أن نقدر كل شيء بقدره

ولازلنا نتعلم
رحم الله شهداء مصر في كل مكان ومجال
وطالما محاولات إيقاظ الوعي مستمرة فالقادم أفضل

===========
فاتن نصر

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.