قصة غرام شريفة فاضل أم البطل والسيد بدير .. زواج غريب وطلاق أغرب

 

 

قصة غرام شريفة فاضل والعبقرى الراحل السيد بدير واحدة من القصص المثيرة وقد تحدثت الفنانة الراحلة عنها لمجلة الكواكب في نهاية الخمسينات والطريف أن من قام بمراجعتها كان السيد بدير بدير نفسه .

كتبت /غادة العليمى

شريفة فاضل كانت فنانة من نوع فريد ذات صوت مختلف ومميز أحبت فنها بشدة وضحت من أجل حبها .

تفاصيل التضحية وقصة الحب 

فى البداية تقول المطربة شريفة فاضل : التقيت بـ السيد بدير وأنا أخطو أولى خطواتي الفنية، عندما عملت في فيلم “الأب” الذي أخرجه المرحوم عمر جميعي، وكان سيد يعمل في فيلم آخر بنفس الاستديو، وجاء إلى البلاتوه الذي نعمل فيه لـيقدم التحية لعمر جميعي الذي قدمني له، وقدمه لي، وكنت قد فرغت لتوي من تمثيل أحد مشاهد الفيلم، وقدم لي (سيد بدير) تهنئة على موهبتي وهو يتنبأ لي بمستقبل كبير.

في اليوم التالي كنا نصور أغنية من أغنيات الفيلم وكان سيد بدير بين الموجودين، وكم أثلج صدري أن هنأني بحرارة، وقال لي أن صوتي أجمل صوت سمعه، وشعرت بالفخر لهذه التهنئة خاصة وهى صادرة من رجل له مكانة في دنيا السينما والإذاعة، ومضت عدة شهور ولم نلتق بالطبع إلى أن عدت إلى الاستديو لأقوم ببطولة فيلم (اللعب بالنار) وتشاء المصادفات السعيدة أن يكون هو الآخر موجود بنفس الاستديو يعمل في فيلم (ملائكة في جهنم).

تهنئة خاصة بعد كل مشهد

ولفت نظري أن (سيد بدير) يحرص على أن يحضر كل لقطة أقوم فيها بالتمثيل، ويبدي اهتماما ملحوظا بعملي الفني، ويهنئني بعد انتهاء تصوير كل مشهد.

يتدخل سيد بدير ويقول: كنت انتهز الفرصة لأسلم عليها بعد كل لقطة وقلت يمكن أخدها حلوانة في سلوانة وأقبلها قبلة إعجاب ولكنها لم تعطني الفرصة!.

عبقريا في الفن والحب والشيكولاته

تعاود شريفة تكملة قصة حبها فتقول: وذات مرة تقدم لي بعد آخر المشاهد ليقول: أردت أن أعبر عن إعجابي بتمثيلك فلم أجد خيرا من الشيكولاته كهدية تعبر عن هذا الأعجاب ، وقدم لي (باكو شيكولاتة) ولعله لم يعلم أي أثر طيب تركته هديته يومها في نفسي فأنا أحب الشيكولاته بشكل مزعج، ولقد ساءلت نفسي هل يعلم (سيد بدير) بحبي للشيكولاتة؟!، وإذا كان فلماذا اهتم بالبحث عن الشيئ الذي أحبه ليهديني أياه!، كان لهذا معنى واحد بل كان لاستمراره في إهدائي الشيكولاتة لي يوميا تفسير واحد عندي، ولكني لم أجرؤ على التفكير في هذا التفسير الذي بدأ يتسرب إلى ذهني ببطء.

ومع هذا وجدت وازعا خفيا يهتف بي، إن (سيد بدير) يحبك أو هو على الأقل يفكر في أن يحبك فتلك بوادر الحب أو الأعجاب المفرط الذي يتحول إلى الحب، وظل (سيد بدير) يحرص على أن يهديني الشيكولاته، وعلى فكرة هو حتى اليوم لا يعود إلى البيت إلا محملا بالشيكولاتة، وإن كان أولادنا يفوزون منها بنصيب الأسد، ويتركون لي القليل.

سيد بدير يتدخل: أصبت بعادة غريبة منذ ذلك الوقت وهو أن جيبي لا يخلو أبدا من الشيكولاتة.

تستكمل شريفة بداية حبهما: وانتهى عملي في فيلم (اللعب بالنار) وأقول الحق أنني كنت مشتاقة إلى معرفة حقيقة الشعور الذي يراود (سيد بدير) تجاهي، هل هو مجرد إعجاب وتقدير منه وهو الفنان الممتاز لفني وموهبتي؟!، وبانتهاء عملي في الاستديو تنقطع أسباب هذا الإعجاب ويتوقف عند حد؟! أو هو الإعجاب بشخصيتي وجمالي فيستمر ويضطر (سيد بدير) إلى أن يبحث عن سبب، أي سبب ليراني ويحادثني وقد بدأت أفهم في الساعات الأخيرة من اليوم الأخير لي بالاستديو أن (سيد بدير) معجب بي شخصيا، فقد جاءني وفاجأني سائلا: أنتم ساكنين في عوامة؟

وأجبته ونظرة فرحة تتألق في عيني: هذا صحيح، وسألني: ألا أجد عوامة خالية بجواركم؟ وعدت أجيب بحماس: فيه عوامات كتير كويسة تعال اتفرج!، وكان من الطبيعي جدا أن أعطيه رقم عوامتنا التى نقيم فيها، ولم يضيع (سيد بدير) وقتا، جاء يزورني في اليوم التالي ليتفرج على عوامة مجاورة.

دهشة وحادث مفاجئ 

في أول زياراته لنا وقع حادث مفاجئ كان مثار دهشتنا وتعليقنا، كانت لي شقيقه صغيرة تجاوزت العام من عمرها بقليل، وكانت لا تكاد تنطق الكلمات إلا بصعوبة، وكانت لا تنطق إلا كلمات صغيرة سهلة مثل (بابا، ماما)

وعندما جلس سيد بدير وقدمنا له قدحا من الشيكولاته المثلجة، شربه والطفلة تحيطه بأنظارها، ثم قالت له: (هنيأ ومبروك)!، وأثار ذلك دهشتنا فلم تكن الطفلة الصغيرة قد نطقت بشيئ من هذا قبلا، على أن (سيد بدير) قالي لي فيما بعد أن الطفلة الصغيرة لا شك مكشوف عنها الحجاب، فقد كان ساعتها يفكر في أن يعيش في عوامتنا، بعد أن يتزوجني، وهى لا شك قد قرأت أفكاره فأرادت أن تهنئه على تحقيقها، ولم يؤجر (سيد بدير) العوامة المجاورة التى صحبته ليتفرج عليها.

 

سيد بدير يتدخل ويقول: لم تكن عندي النية إطلاقا لاستئجار عوامة وإنما كنت كما قيس كم جئت ليلى بأسباب ملفقة.

 

وتضحك شريفة وتستكمل قصة حبها فتقول: ولم يكرر سيد بدير زيارته لعوامتنا، ومضت شهور لم نلتق فيها حتى ظننت أن إعجابه بي مجرد وهم وسراب خادع، وجاء الصيف ودعيت ضمن مجموعة من الزملاء والزميلات إلى رحلة إلى الإسكندرية وذهبنا نزور حديقة الملاهي فالتقينا هناك بـ السيد بدير.

 

يوضح سيد بدير هذه النقطة فيقول: لقد علمت بوجودها هناك فذهبت إليهم ولكني تظاهرت بأني قابلتهم صدفة!.

الغيرة تفضح ما بين الصدور

تعاود شريفة تكملة باقي القصة فتقول: ولم يكد سيد يرانا حتى قدم نحونا وحيانا جميعا وكانت تحيته تتميز بحرارة غير عادية وصحبنا في زيارتنا للملاهي، كان يلازمني كالظل حتى أن بعض الزميلات تهامسن ضاحكات عن اهتمامه بي، وفي هذه الزيارة للملاهي وقع حادث جعلني أفكر في (سيد بدير) كحبيب، كنا نتفرج على إحدى اللعب وناداني زميل من الزملاء إلى جواره فإذا بـ (سيد) ينفجر فيه بغضب صائحا: يا أخي خلي عندك دم، مالك بيها سيبها في حالها .

وشعرت أن إعجاب (سيد بدير) قد تحول إلى حب لم يعد يستطيع كتمانه، وإلا لما أبدى غيرته بهذا الشكل، وبدأت أفكر فيه أنا أيضا، فقد عدت إلى الفندق وأنا شاردة وكل ما في ذهني يتصل به وظللت أرقة قلقة، وعند الفجر انتهيت إلى الحقيقة أنني أحب (سيد بدير) أيضا.

يقول سيد بدير: عرفت ذلك جيدا عندما رأيتها تتمحك للعودة معي في سيارتي للقاهرة!.

أسلاك التليفون تشعل الغرام

تستكمل شريفة باقي الحكاية فتقول: وعندما عدنا إلى القاهرة فوجئت به يتصل بي بالتليفون والتقينا عدة مرات بل أصبحنا نقطع أكثر من خمس أو ست ساعات يوميا في المكالمات التليفونية، ومن أطرف ما أذكره أنني طلبته مرة في بيته فلم يرد لأنه كان لا يزال في الخارج فوضعت السماعة تحت (اللحاف) وتركت الجرس يرن في بيته واستغرقت في النوم، وعاد هو إلى بيته ليجد الجرس يرن ورفع السماعة ولكنه لم يسمع شيئا وحاول أن يطلبني، ولكن الرقم كان مشغولا باستمرار لأن السماعة كانت مرفوعة، وعندما استيقظت في الصباح وجدت التليفون بين ذراعي والسماعة مرفوعة فوضعتها على أذني لأقول: ألو!.

وجاءني صوته من الطرف الثاني يقول: ألو إيه؟! أنا من الساعة اتناشر امبارح وأنا باتصل بيكي.

سيد بدير يقول ضاحكا: من اتناشر بالليل لستة صباحا، وأنا أقول (ألو) لحد ما ردت عليه!.

الأم تكشف المستور

تحكي شريفة باقي قصة غرامها فتقول: وهكذا كنت قد اعتدت أن أضع التليفون تحت (اللحاف) ولا يكاد من في البيت ينامون حتى أطلب (سيد بدير) وأظل اتحدث معه خمس أو ست ساعات كل يوم، وذات يوم دخلت أمي حجرتي صدفة وسمعتني أحادثه فسألتني عمن يكون؟!،

وصارحتها فلم أكن قد تعودت أن أكذب عليها فقالت لي : (ليتقدم هذا الشاب لخطبتك، إذا كان شريف القصد وإلا فلا تجعليه يتمادى معك في العبث باسم الحب وسوف أمنعك من اليوم من مقابلته أو التحدث إليه).

24 ساعة يعقبها الزواج

نقلت إليه هذا الرأي وكان جوابه: (اتركي لي فرصة 24 ساعة وسأرد عليك)!، وبعد أن انتهت المهلة التى طلبها لنفسه اتصل بأسرتي وأبدى استعداده للزواج مني بشرط أن أعتزل الفن!، وكانت الأسرة تعلم مدى تعلقي بالفن فأبدوا مخاوفهم إلا أقبل التخلي عن عملي الفني، وكانت دهشتهم بالغة عندما وافقت على الفور، وأعتزلت الفن، وتزوجت (السيد بدير) الذي كان قد امتلأ بحبه وسعدنا بحياتنا معا.

ظلت شريفة فاضل تعيش أجمل لحظات عمرها مع زوجها الفنان السيد بدير قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه ويتفرق العاشقان!.

سر طلاق شريفة فاضل والسيد بدير

ظلت شريفة فاضل تعيش أجمل لحظات عمرها مع زوجها الفنان السيد بدير قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه ويتفرق العاشقان، بحسب ما نشرته مجلة الكواكب في عام 1960.

هذا العش الجميل كان هناك من يتمنى هدمه في أحد الليالي اتصلت سيدة مجهولة بالسيد بدير وسردت له بعض الشائعات عن زوجته شريفة فاضل وبين المغني كارم محمود الذي كان يجمعهما مشاهد في أوبريت العشرة الطيبة.

 

وادعت المتصلة أن كارم وشريفة يتبادلان الحب رغم أن السيد بدير كان يثق في شريفة فاضل ثقة عمياء إلا أن تحرك بداخله مشاعر الرجل المحافظ الحريص أن تبقى زوجته فوق مستوى الشبهات.

وأخذ قرارا بأنها ستعتزل الفن وتتفرغ لبيتها وأولادها رغم أن جميع المحيطين بشريفة أكدا أن هذا الكلام ليس له أساس من الصحة.

وأصر السيد بدير على قراره وأعطى لشريفة فاضل مهلة حتى تعيد حساباتها إما الفن أو حياتها الزوجية وسافر إلى الإسكندرية وطلب منها عند عودته أن تكون أخذت قرارا.

اختارت شريفة فاضل 8 سنوات التي قضتها مع السيد بدير وحياتها الزوجية وأولادها على عشقها للفن وذهبت لتعتذر لمدير المسرح وتعلمه بانسحابها من الدورإلا أنه رفض فبينهما عقد ينص أنها ليس من حقها التخلف عن العمل لأي سبب كان.

وعاد السيد بدير وقصت له ما دار بينها و بين مدير المسرح وأنها لا تستطيع الاعتزال في الوقت الحالي، واعتبر السيد بدير أنها اختارت الفن عن حياتها الزوجية رغم محاولات العديد للصلح بينهما إلا أن بدير أصر على الطلاق وتم الطلاق بينهما.

 

وتقول شريفة فاضل إنها كانت تتمنى أن الخلافات العائلية بينها وبين زوجها لا تكون على صفحات الجرائد، مؤكدة أنها أحبته من أعماق قلبها وكان السيد بدير ونعم الزوج.

أنا أم البطل 

من المعروف أن شريفة فاضل أشتهرت بلقب أم البطل حيث قدمت أغنية رائعة وجميلة بعد إستشهاد إبنها من الفنان الكبير السيد بدير في حرب الإستنذاف عقب حرب ١٩٧٣ .

وحققت الأغنية شهرة كبيرة ولازالت تذاع حتى اليوم في ذكرى إنتصارات أكتوبر المجيدة .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.