قصيدة (ثمن الخطيئة /شعر حازم حمزة)
قصيدة (ثمن الخطيئة /شعر حازم حمزة)
أُمَّاه شُكْرًا عَلَى مِيلادِي
شُكْرًا بِأَنَّك كُنْتِ لِي جَلَّادِي
مَاذَا جَنَيْتُ لتستحيل مَوَدَّتُك
نَارًا تُحَرِّقُ مُهْجَتِي وفؤادي
مَاذَا فَعَلْتُ لِكَي أَمُوت مُنَكَّسًا
بَيْن الْقُمَامَة أَيُّهَا الْأَوْغَاد
هَلْ كَان عشقك طَاهِرًا وَمُبَرَّءَاً
وَظَفِرْتِ أَنْتِ بِكَامِل الْإِسْعَاد
ورميتني بَيْن الرَّزَايَا فَجْأَةً
صَيَّرْتِ أَحْلاَمِي ككوم رَمَادِ
ااه عَلَى قَلْب أَرَاه قَدْ بَدَا
كَالنِّسْر يَنْهَشُ فِي رُبُوع الْوَادِي
قَد هُنْتُ يَا أُمَّاه رَغِم برائتي
عَجَبًا لِقَلْبٍ كَالْحَدِيد الصادي
أسَعَادَهٌ أَن تعيشي قِصَّتَك
وتمزقي جَهْرًا عُهُود ودادي
وَأَكُون أَنَا ثَمَن الْخَطِيئَة دَائِمًا
وتضحي بِي فِي قَسْوَة وَعِنَادِ
شُكْرًا عَلَى كُلّ التَّفانِي والوفا
فَالْمَوْت صَار عُدَّتِي وعتادي
وَارِي الْقُمَامَة تحتويني حانية
صَارَت كوطني أَوْ تُرَاب بِلَادِي
أَنْفَاس رُوحِي أَرَاهَا تَخْتَفِي
تَذْهَب بجسدي نَحْو رَبِّي الْهَادِي
فَهُنَاك سَوْف أَكُون حَقّ مُكَرَّمًا
وساشكوا لِلرَّحْمَن ظُلْمِ عِبَادِ
أُمَّاه يَا أُمَّاه مَا هَذَا الْجَفَا
أوَلست مَنْ يُفْرَح بِيَوْم مِيلادِي
لَم صيِّرْتِنِي أَلَما كَبِيرًا قَوْلَي لِي
فالحزن زلزلني وَمَات فُؤَادِي
لَكِن برغم كُلّ مهانتي وَتَذَلُّلِي
سيجئ حَقِّي لَكِنَّه بمعادِ
شعر حازم حمزة